|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَيُّ شيء أحلى مِن العَسَلِ؟ فَنَزَلَ شَمْشُونُ ..إِلَى كُرُومِ تِمْنَةَ، وَإِذَا بِشِبْلِ أَسَدٍ يُزَمْجِرُ لِلِقَائِهِ ... فَشَقَّهُ كَشَقِّ الْجَدْيِ ... ( قضاة 14: 5 ، 6) تابع شمشون سيره حتى يصل إلى ”كُروم تِمنة“، «وإذا بشبل أسد يُزمجر للقائه». وهكذا الرب يسوع عندما أتى إلى العالم، وجد الشيطان جائلاً كأسد مزمجر، وقد زمجر عليه هو أيضًا، فما أَحْيَل المكيدة التي دبرها لقتل ذلك الطفل الصغير، إذ أمر هيرودس «فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تُخُومها، من ابن سنتين فما دُون» ( مت 2: 16 )، وفي هذه الحادثة نسمع زمجرة ذلك الأسد. ثم يوالي زئيره بمحاولته التغلُّب على المُخلِّص بتجربته في البرية. ثم يُثير عليه عَداء الناس وأحقادهم وهزءهم واضطهادهم، ويُغريهم أن يصطادوه بكلمة حتى يُميتوه. كل هذه طرق مختلفة بها زمجر الأسد عليه، ولكن ذلك الإنسان الكامل قد أخرس ألسنة الفريسيين والصدوقيين والهيرودسيين، وصد كل هجمات الشيطان وتجاربه. ثم نقرأ «فحلَّ عليه روح الرب، فشقَّهُ كشق الجدي، وليس في يده شيء» (ع6)، وهكذا الرب يسوع، لم يُقاوم الشيطان فقط، بل دحر ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس. فعل هذا وليس في يده شيء من الأسلحة البشرية، بل العكس؛ قد صُلب كأنه من ضعف، وسُمِّرت يداه ورجلاه، ولكنه بالموت داس الشيطان وسحق رأسه. فقد احتمل موت الصليب لأجلنا، لكي يفي كل استحقاق خطايانا. ثم قام من الموت منتصرًا مُبيدًا ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس. فلو كان الرب يسوع بقيَ في الموت لكان الشيطان قد انتصر، ولكنه إذ قام من الموت انتصر على قوة الشيطان، وأعتقنا من خوف الموت، وهكذا أبطل الموت، ودحر الشيطان بالنسبة لجميع الذين يؤمنون به. ثم نقرأ أن شمشون «مالَ لكي يرى رمَّة الأسد، وإذا دَبرٌ من النحل في جوف الأسد مع العسل» (ع8)، وألا يجد الذين يميلون لكي يتأملوا في عمل المسيح الكامل على الصليب، وانتصاره الباهر في القيامة، عزاءً لنفوسهم، وحلاوة تشبع قلوبهم؟ بلى. فإن هذا التأمل يذكِّرنا بانتصارنا معه، وبأن الله عامل معنا، وأن السلام قد توطد، والبر قد تثبَّت، والعدل قد اكتفى، والخطية قد دينت، والله قد تمجَّد، والشيطان قد اندحر، وبذلك قد سُومحنا وتحررنا وافتُدينا، وأصبحنا نتمتع بمسرة الله وبركاته إلى الأبد. وهذه الذكرى تُعطينا عزاءً حلوًا، ولذة فائقة. |
|