منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 - 04 - 2021, 12:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,633

فدانا بموتِهِ فأحيانا



فدانا بموتِهِ فأحيانا
حيٌّ هو الله. لو لَم يكُن حيًّا لما كانَ الله. وحياةُ “اللهِ-الحياةِ” أبديَّةٌ، لا موتَ فيها كما حياتُنا. لا نعجبُ إن قيلَ في أحدِهِم أنَّهُ تألَّمَ وماتَ وقُبرَ، لأنَّ حياةَ الإنسانِ ألمٌ ينتهي بالموتِ الأكيد. لكنَّ العقلَ يحارُ بسرِّ ابنِ اللهِ الحيِّ، الَّذي تألَّمَ وماتَ وقُبر.
اللهُ الَّذي شاءَ أن يُخلِّصَنا ويُشركَنا بحياتِهِ الإلهيَّةِ، تمَّم مشيئتَهُ بنوعٍ عجيبٍ، إذ أرسلَ لنا ابنَهُ الحبيبَ، ليأخذَ طبيعتَنا البشريَّةَ، ويُشابهَنا بكلِّ شيءٍ، ما خلا الخطيئةَ، ويموتَ موتَنا عَنَّا ومِن أجلِنا، ويجذبَنا بقيامتِهِ ارتفاعًا نحوَ حياةٍ أبديَّةٍ لا تفنى.
قبِلَ الابنُ مشيئَةَ الآب. حُبًّا وثقةً بالآبِ قبِلَها. وقبِلَها حبًّا بنا أيضًا. احتمَلَ يسوعُ بنوعٍ كاملٍ أقسى الآلامِ النفسيَّةِ والجسديَّة. اختبرَ الذُلَّ والتَركَ والمهانةَ، اختبرَ الأوجاعَ والجوعَ والعطشَ والإرهاقَ، وتكلَّلَت آلامُهُ بموتِ العارِ على الصليب. احتملَ عِقابَ المُجرمينَ، وهو لا ذنبَ لهُ، ليمنحَ التبريرَ لكلِّ خاطئ. اقتيدَ كالعبدِ واحتملَ السجنَ والجلدَ، وهو السيِّدُ، ليمنحَ التحريرَ لكلِّ أسير. قَبِلَ الموتَ الأقسى والأفظعَ، ليتَّحِدَ بآلامِ جميعِ الناسِ ومآسيهِم. بقبولِهِ لم يرضخ لميتتِهِ الخاصَّةِ كسائرِ الناسِ، بل اختارَ الموتَ عن سائرِ الناسِ ومِن أجلِهم.
حكمةُ اللهِ في تخليصِنا تفوقُ العقولَ والمدارك. لا يعرفُ عَنها شيئًا إلَّا مَن استنارَ بالروحِ القدس. أمَّا نحنُ اليومَ فيلجأُ بعضُنا للتخفيفِ ليجعلَ الحدثَ أكثرَ تطابقًا معَ منطقِهِ المحدود. وما الهرطقاتُ عبرَ الزمَنِ سوى تخفيفٍ أو اجتزاءٍ لتبسيطِ ما يصعبُ على العقلِ البشريِّ أن يحتويَهُ. قد نجدُ مثلًا مَن يقولُ في موتِ يسوعَ، الَّذي اتَّحَدت فيهِ الطبيعتانِ الإلهيَّةِ والإنسانيَّةِ يومَ تجسَّدَ، أنَّ الطبيعةَ الإنسانيَّةَ وحدَها ماتَت على الصليب، أمَّا الطبيعةُ الإلهيَّةُ فغيرُ مائتةٍ وقامَت للحياةِ الأبديَّة. اعتقادٌ مثلُ هذا، لساذجٌ وسخيفٌ لأنَّ الطبيعةَ بحدِّ ذاتِها لا تموت. المُعلَّقُ على الصليبِ هو شخصُ يسوعَ بطبيعتَيهِ المُتَّحدتَينِ بغيرِ انفصالٍ قبلَ الموتِ وفيهِ وبعدَه.
وتخفيفٌ آخرٌ يقولُ أنَّ يسوعَ ثائرٌ مُتمرِّدٌ اعتلى صليبَهُ كما ملكٌ على عرشٍ، لا يُخضِعُهُ ضربُ الجُندِ، ولا تُخجِلُهُ إهاناتُ المُتفرِّجينَ، ولا يُحزِنُهُ هروبُ التلاميذ. وكأنَّ أصحابَ الاعتقادِ هذا، يتصوَّرونَهُ إلهًا بطَّاشًا، يُحمِّلونَهُ رغباتِهِم بالتمرُّدِ على الأنظمةِ والمجتمعاتِ والعاداتِ والتقاليد. يُشبهونَ بعضَ اليهودِ الغيارى الَّذينَ أرادوا يسوعَ قائدًا عسكريًّا وملكًا زمنيًّا على إسرائيل. يُريدونَهُ قويًّا بحسبِ منطقِ العالمِ، مُحاكيًا أفكارَهُم الخاصَّة. فيُنكرونَ الخضوعَ الَّذي اختارَهُ مِن أجلِ تخليصِنا. مَن حملَ طبعَنا الإنسانيَّ قاسى الألَمَ الحقيقيَّ واقتيدَ إلى الذَبحِ كالحملِ الوديعِ ولَم يفتَح فاه. ماتَ البريءُ بينَ لصَّينِ فوقَ خشبةِ العارِ، مُعرًّى مِن ثيابِهِ، تنظرُ عورتَهُ الجموعُ فتشمئزُّ مِنه. الَّذي اتَّحدَت فيهِ المشيئَتانِ الإلهيِّةِ والإنسانيَّةِ، اختارَ الخضوعَ لمشيئَةِ الآبِ ومشيئَةِ الناسِ، لا التمرُّدَ، حُبًّا بالآبِ وبالناسِ. علَّمَنا أنَّ الحُبَّ يبلغُ غايتَهُ في الخضوعِ للهِ مِن أجلِ الآخرين.
وتخفيفٌ آخرٌ يقولُ أنَّ يسوعَ قامَ لحظةَ موتِهِ مُباشرة. هذا يرتبطُ بمفهومِنا المُعاصرِ للموتِ، إذ نحدُّهُ بلحظَةِ انتهاءِ الحياةِ الماديَّةِ البيولوجيَّة. أمَّا الموتُ فهو امتدادٌ بعدَ الحياة. اعتقدَ الأقدمونَ بالجحيمِ، مثوىً للأمواتِ، يذهبُ إليهِ جميعُ المُنتقلينَ مِن هذهِ الحياة، وبأنَّهُ مكانٌ أرهبُ مِن حدثِ الموتِ بذاتِهِ، لأنَّهُ حتميٌّ، لا خيارَ للإنسانِ في تجنُّبِهِ، ولا معنى فيه. هو الموتُ الوجوديُّ الَّذي يفوقُ موتَ الجسدِ فظاعة. اختارَ يسوعُ أن يموتَ اتِّحادًا بموتِنا، لا بحسبِ الجسدِ وحسبُ، بل موتًا وجوديّا. القديرُ قبِلَ حتميَّةَ اللَّامعنى. تابعَ مسيرَةَ تجسُّدِهِ نزولًا حتَّى بلغَ أعماقَ الموت. نزلَ يسوعُ ابنُ اللهِ إلى مثوى الأمواتِ ومكثَ بينَهُم أيَّامًا ثلاثة.
لم يقُم الربُّ مِن موتٍ ناقصٍ ما عرفَهُ كاملًا. بل قامَ مِن عُمقِ الجحيم. في مكانِ الموتِ، في عُقرِ دارِهِ، غلَبَهُ نهائيًّا وقام!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يسوع المسيح فدانا من الخطية Ramez5 قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح 2 04 - 03 - 2022 11:19 AM
دم المسيح اللى فدانا walaa farouk موسوعة توبيكات مميزة 0 18 - 10 - 2020 05:52 PM
فأحيانا تبتسم الحروف حينما تكتب Mary Naeem موسوعة توبيكات مميزة 2 05 - 05 - 2018 09:48 AM
آه .. من مثلنا ؟ !! .. فدانا بدمه ، Mary Naeem موسوعة توبيكات مميزة 2 02 - 07 - 2016 02:14 PM
لا تحزن كثيراً أذا فقدت شيئاً فأحيانا لابد أن يرحل الجميل ليأتى الأجمل Magdy Monir صورة وأية من الكتاب المقدس 2 03 - 11 - 2012 03:46 PM


الساعة الآن 01:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025