|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بأنواع وطرق شتى
إن الله له طرق كثيرة في اقتياد الناس إلي الخلاص.. البعض يدعوهم إليه والبعض يتركهم إلي حين، إلي أن يلهب قلوبهم بالحب والاشتياق إليه. والبعض يجتذبهم بالتجارب والضيقات، مثلما قاد يونان إلي الطاعة بحوت ابتلعه، واجتذب أهل السفينة إلي الإيمان بإثارة البحر عليهم ثم تهدئته، والبعض يقودهم بمجرد الإنذار مثلما فعل مع أهل نينوى. أتشكو من التجارب والضيقات؟ ربما سيخلصك الرب بالضيقات! ربما أنت من النوع الذي لا يصلح معه سوي هذا الأسلوب، أو يكون هذا الأسلوب أكثر سرعة في اجتذابك إلي الله. فأن أتتك التجارب، لا تتضايق. لعلها لخيرك. خذ الخير الذي في التجارب، ولا تركز علي ما فيها من ألم. أن الله لا يحب أن يستخدم العنف معك. ولكن إذا كان هذا العنف -في حدود احتمالك- نافعًا لك روحيًا، فلا مانع منه ونفس الوضع نقوله إلي حين.. ونفس الوضع نقوله من جهة. الله يحددها حسب الصالح.. هناك طعام لا يحتمل سوي ربع ساعة علي النار لكي ينضج، بينما طعام آخر قد يحتاج إنضاجه إلي ساعتين أو أكثر.. فلا تفقد رجاءك لطول المدة. إن ذلك لخيرك.. إن سعي الله لخلاصنا، ليس معناه أن نأخذ موقفًا سلبيًا علي طول الخط، وعمل النعمة لا يساعد علي الكسل. فأمامنا قول الرب: "كم مرة أردت.. ولم تريدوا.." (متى 23: 37). قل له: "توبني فأتوب"، "أرددني فاخلص" ولكن سلم إرادتك له. وثق أنه سيعمل فيك، وسيقويك.. وسيقودك في موكب نصرته، بالطريقة التي تناسب طبيعتك. وعند الله طرق كثيرة.. إن صاحب الوزنتين سر به الله، وأعطاه نفس الطوبى التي نالها صاحب الخمس وزنات (متى 25: 23، 21). وقال له كما قال لذاك: "ادخل إلي فرح سيدك". طبيعتك. المهم أن تكون أمينًا في القليل الذي عندك. وأن كنت لا تملك في روحياتك حتى القليل، الله قادر أن يعطيك. وإن كنت غير قادر علي الأمانة في القليل، قل له أعطني يا رب القدرة والأمانة من عندك. إن الله الذي نفخ في التراب، وجعله نفسًا حية، قادر أن ينفخ فيك ويجعلك روحًا حية في ملكوته.. |
|