|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح ومدرسة الألم الذي، في أيام جسده، إذ قدم بصراخٍ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت .. مع كونه ابنًا تعلَّم الطاعة مما تألم به ( عب 5: 7 ، 8) يمكن وضع التركيبة في ترجمة أخرى "الذي في أيام جسده (إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من "بين فكي" الموت، وسُمع له من أجل تقواه) مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به». أعني أن النبرة في هذه التركيبة ليس على ما قدم، بل على «تعلم الطاعة مما تألم به» (مع كونه ابنًا). أي أن الطلبات والتضرعات المصحوبة بالصراخ الشديد والدموع، هي أحد فصول مدرسة الألم لتعلم الطاعة، ذلك أن سيدنا له المجد انفرد بتعلم الطاعة، الأمر الذي لا نجده أو لا نقرأه عن هارون ولا عن ملكي صادق. ولاسمه الكريم كل المجد والإكرام والسجود. فقد وقف وحده على القمة «لكي يكون هو متقدمًا في كل شيء»، ومع أنه ـ تبارك اسمه ـ جمع سمات كهنوت هارون وسمات كهنوت ملكي صادق، بيد أنه الوحيد الذي تخرَّج من مدرسة الألم مؤهلاً أكمل تأهيل لخدمة الرثاء والأخذ بأيدي الضعفاء «عاضد كل الساقطين ومقوّم كل المنحنين» ( مز 145: 14 ). إن الرسول يقودنا بهذا المقطع إلى حياة الرب يسوع بعد المعمودية وبدء خدمته الجهارية، ودون الإشارة إلى موته له المجد فوق الصليب، ذلك أن الصليب لا يدخل في نطاق "آلام المسيح" التي أهّلته للخدمة الكهنوتية، بل الصليب هو الرحى التي دخل بين شقيها هو ساعة غضب الله الكُلي القداسة على الخطية التي قادت القدوس الكامل إلى موت الصليب. لقد امتلأت تلك الأيام «أيام جسده» بكل أشكال ومصادر الألم، وكانت ذروتها بستان جثسيماني. إن المجد في جوهره هو سيدنا بلا منازع أو مقارنة. غير أن النعمة وهبتنا في شخصه المعبود كل ما يعوزنا كخطاة وقديسين، إن خطيتنا وبؤسنا كانا فرصة للمحبة الإلهية التي إنما ظهرت بكمالها في المسيح الذي تألم إلى أقصى الحدود يوم جاء إلينا؟ فقد عانى آلامًا لم يكن أحد كفوًا لها غير شخصه الكريم. وفي «أيام جسده» نرى الناحية المنظورة ونسمع صوت أحزانه التي ليس غير الله يدرك ويرى أعماقها. ومن أجل هذا، ومن أجل أسباب أخرى في مقاصد الله، صار الكلمة جسدًا وحلّ بيننا وأطاع حتى الموت، موت الصليب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح الملك وعداوة الأمم "لماذا ارتجت الأمم ..." |
داود ومدرسة الألم |
داود ومدرسة الطبيعة |
إن كانت كل الأمم تطوَّب في المسيح، ونحن الذين من كل الأمم نؤمن به |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومدرسة الألم |