|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سعداء هم الجياع والعطاش (2) طوبى للجياع والعطاش إلى البر، لأنهم يُشبعون ( مت 5: 6 ) ما أعجب هذا التطويب. وما أروع أسلوب الرب في الاستجابة لنا. فمهما كان شعور النفس بالحاجة الروحية، فإن من جانب الله يوجد دائمًا ما يكفي. فكلمة يُشبعون التي ذكرها المسيح هنا، تعني أنهم سيمتلئون تمامًا «لأنه أشبع نفسًا مشتهية. وملأ نفسًا جائعة خيرًا» ( مز 107: 9 ). ولاحظ أنه لم يَقُل "لأنهم سيُشبعون" بل "لأنهم يُشبعون". فرّد الرب سريع وفوري بمجرد إحساس النفس بالحاجة. أما إذا كنت أيها القارئ العزيز، لم تَجُع بعد، فدعني أسألك: هل هناك أشياء تُفسد شهيتك الروحية؟ إذًا ابتعد عنها فورًا وتخلَّص من أي شيء في حياتك أو في بيتك أو في مكتبتك يتلف شهيتك الروحية. فإنك إن لم تَجُع للبر، لن تشبع. وقد قال المسيح: «مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَن يؤمن بي فلا يعطش أبدًا» ( يو 6: 35 ). والبر في العهد الجديد أنواع؛ فهناك البر الشرعي الذي نحصل عليه بالإيمان بالمسيح «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» ( رو 5: 1 )، وذلك لأن الله «جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ). ثم هناك البر العملي الذي ينبغي أن نُظهره في حياتنا إذ أن نعمة الله المخلّصة ... معلمة إيانا أن ..... نعيش بالتعقل والبر والتقوى ( تي 2: 11 ، 12)، وأخيرًا هناك البر الكامل الذي سنتمتع به عند مجيء المسيح. وكل صور البر السابقة مرتبطة بصورة أو بأخرى بالمسيح نفسه. فالإيمان بالمسيح المصلوب يمتعك بالبر الشرعي أمام الله القدوس. والشركة مع المسيح الممجد في السماء تمتعك بالبر العملي أمام الناس. ومجيء المسيح قريبًا لاختطافنا سيمتعنا بالبر الكامل «نكون مثله لأننا سنراه كما هو» ( 1يو 3: 2 )، عندها سنتمتع بالشبع الكامل وتتم كلمات المرنم الحلوة «أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك» ( مز 17: 15 ). |
|