مَن هو على حقّ ومَن المخطئ؟
أكيد أنّ المرأة اندهشت من أن يسوع يعرفها جيدًا، تقول له: "أرى أنّك نبيّ" (19) عندئذ تلقي عليه سؤالًا كان يحرق قلب كثيرين من السامريّين والذي لم يكن ممكنًا طرحه إلّا على نبيّ: مَن على حق؟ اليهود أم السّامريّون؟ أَعَلينا أن نعبد الله في الهيكل أم على جبل جريزيم؟ أيّة ديانة هي الصّالحة؟ أيتهما تملك الحقيقة؟
يقول لها يسوع بأنّ القضية ليست هنا "ستأتي ساعة وهي الآن حاضرة حيث العابدون الحقيقيّون يعبدون الآب في الرّوح والحقّ" سيلهمهم الرّوح القدس السّاكن فيهم". بكلمات وجيزة كشف لها يسوع الذي سيكون يقينًا عند بولس بعد بضع سنوات عندما يكتب إلى تلاميذ روما. "والذين يقودهم روح الله هم جميعًا أبناء الله لأنّ الرّوح الذي نلتموه لا يستعبدكم ويردّكم إلى الخوف بل يجعلكم أبناء الله وبه نصرخ إلى الله: "أيّها الآب، أبانا" (روم 8: 14 ـ 15).
نحن مدعوّون لنعبد الله في قلوبنا بالرّوح القدس المُعطى لنا. المرأة السامريّة، لا تفهم جيدًا أين يريد يسوع أن يوصلها في النهاية.
فتقول :أعرف أنّ المسيح سوف يأتي وعندما سياتي يشرح لنا كلّ شيء.
يجيب يسوع: "أنا هو، الذي يكلّمك" التي فسرّها العلماء أحيانًا "أنا هو".
هذا التعبير "أنا هو" غنيّ بالمعنى يكشف، كما سنرى لاحقًا اسم الله نفسه، حبّه المقدّس الذي نجده في سفر الخروج (خر 3). نحن نعرف يسوع الحمل، المختار، العريس، المسيح، ابن يوسف من الناصرة، ابن الله، ابن الإنسان، ملك إسرائيل. حاليًا، اسمه الإلهيّ هو المكشوف لنا. ـ "أنا هو" يتسوّل الماء من إحدى النساء الأكثر حقارة. التي ليست أحدًا، والتي لا اسم لها، التي ليست شيئًا في نظر المجتمع. يسوع يكشف لها مَن هي ومَن هي مدعوةٌ أن تصير: نبعَ ماءِ حياةِ الله، إذا فتحَتْ له قلبها وقَبِلَتْ حبّه، الشقاء والرّحمة يلتقيان هنا على البئر.