|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وقالوا لِلمَرأَة: ((لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ، فقَد سَمِعناهُ نَحنُ وعَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقاً)) تشير عبارة " لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ" الى إيمان السامريين نتيجة سماعهم ليسوع مباشرة. وبالرغم من أنهم سمعوا المرأة السامرية في ارتياب تقول " أَتُراهُ المَسيح؟ اما هم لم يقولوا إننا نظن أنه المسيح، لكنهم قالوا: " عَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقاً "؛ أمَّا عبارة " فقَد سَمِعناهُ نَحنُ " فتشير الى شهادة المرأة السامرية أمام السامريين أدَّت الى مرحلة من مراحل الايمان، وهي جذبهم الى المسيح؛ والايمان يزدهر بالإصغاء الى كلام المسيح وخاصة في لقائه الشخصي. فلا بُد من الخبرة الشخصية لتعميق الايمان. وقد كان إيمان السامريين يقينًا انه "المسيح مخلص العالم"، ولسان حالهم ما قالت ملكة سبأ لسليمان الملك: " صَدَقَ الكَلامُ الَّذي سَمِعتُه في أَرضَي عن أقْوالِكَ وعن حِكمَتِكَ، ولم أُصَدِّقْ ما قيلَ لي حَتَّى قَدِمتُ ورَأَيتُ بِعَينَيَّ، فإِذا بي لم أُخبَرْ بِالنِّصف، فقَد زِدتَ حِكمَةً وصَلاحًا على الخَبَرِ الَّذي سَمِعتُه" (1ملوك 10: 6-7). ويُعلق العلامة أوريجانوس " ليس بالأمر المدهش في الحقيقة أن البعض يُقال عنهم أنهم يسلكون بالإيمان لا بالعيان، وآخرين يسلكون بالعيان (الداخلي) الذي هو أعظم من السلوك بالإيمان"؛ أمَّا عبارة " مُخَلِّصُ العالَمِ" فتشير الى لقب يُطلق أحيانا على الرب في العهد القديم (أشعيا 19: 20)، وأطلقه كتُّاب العهد الجديد على يسوع بوجه عام (متى 1: 21)، وينفرد يوحنا باستعمال هذا اللقب "مخلص العالم" (1 يوحنا 4: 14) الذي يُشير الى شمولية الخلاص. فيسوع هو أكثر من معلم كما انتظره السامريون، انه المخلص ومخلص العالم. وخلاص يسوع لا يتوقف عند اليهود (يوحنا 4: 22)، بل يصل الى السامريين والى العالم كله كما يؤكد ذلك يوحنا الإنجيلي " فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" (يوحنا 3: 16). |
|