منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 03 - 2021, 10:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,974

الإفلاس الشامل والرصيد الكامل


فأتت وأخبرت رجل الله فقال: اذهبي بيعي الزيت
وأوفي دينك، وعيشي أنتِ وبنوكِ بما بقيَ
( 2مل 4: 7 )


الإفلاس الشامل والرصيد الكامل

قصة هذه المرأة تلخص لنا قصة البشرية كلها في جانبين: الأول، إفلاسنا الشامل، والثاني: رصيدنا الكامل. فمن الوجهة الأولى نجد هذه الأرملة المسكينة مُفلسة معنويًا إذ مات رجلها ولم يَعُد لها سَنَد يحميها من غوائل الدهر واحتياجات الزمان. كما كانت مُفلسة ماديًا، فعندما سألها رجل الله أليشع عما لها في البيت، قالت: «ليس لجاريتك شيء في البيت إلا دهنة زيت»! فهل هناك أفقر من ذلك؟ لقد استدانت لتأكل هي وولديها، ولم تقدر على إيفاء فوائد الدين حتى أن المُرابي أتى ليأخذ ولديها له عبدين. وهذا كله أدّى كذلك إلى إفلاسها اجتماعيًا، فلا نقرأ عن اسمها وكأنها عاشت نكرة بين الناس مُهملة حينًا، وربما منبوذة حينًا آخر.

لكن، ولأن الحياة التي تمسها يد الله مهما كانت حياة بائسة، فإنها سرعان ما يتغير مصيرها ويتبدل مسارها، فإنه وإن كانت الوجهة الأولى من جانب الإنسان قاتمة، فإن الوجهة الثانية من جانب الله مُشرقة.

لقد كان زوجها الراحل واحدًا من بني الأنبياء، وكان «يخاف الرب»، ولأن التقوى نافعة لكل شيء، فقد أفادت أسرته بعد وفاته، فإن هذه المرأة يقينًا رأت في زوجها رجلاً يتوكل على الرب، فكان أن لجأت هي في ضيقتها إلى نبي الرب «وصرخت إلى أليشع امرأة ...» (ع1). نعم لقد كان هناك على الجانب المُضيء ”مخافة الرب“، كما كانت هناك أيضًا ”الطاعة للرب“ مُمثلة في استجابتها لطلبات أليشع التي بَدَت غير معقولة وقتها «استعيري لنفسك أوعية فارغة لا تقللي (!!) ... وصُبِّي (!!)..» إلا أنها أطاعت دون مناقشة. فالله يعرف أفضل منا وحسنٌ لنا أن نطيعه دون إخضاع كلامه لمنطقنا البشري القاصر والمحدود. ثم كانت هناك ”كفاية الرب وحده“ «أوفي دينك وعيشي أنتِ وبنوكِ». فسيظل شخصه الكريم كافيًا لنفوسنا ولأعوازنا طول الطريق.

إنه ونحن بعد في خطايانا، لزم أن نعرف إفلاسنا من جهة البر أمام الله، ولزم أن نلجأ إلى الرصيد الإلهي من البر الذي من الإيمان بالمسيح، ثم طوال الطريق نكتشف يومًا وراء الآخر لا شيئيتنا وبؤس حالنا واحتياجاتنا فنلتجئ إلى الرب الذي هو الكل، وعنده نعمة تكفي ومخازنه لا تفرغ؛ سواء في الأمور الزمنية أو الروحية.

إنه درس يتعمق فينا مع الزمن: نفوسنا وإفلاسها، وشخصه وكفايته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع هو الله الكامل والإنسان الكامل في آن
أما الله فهو الكامل في عظمته، الكامل في قداسته
الحكم فى محاكمة العمدة والرشيد في سب ساويرس
ما هو الإفلاس؟
«الإفلاس».. يطارد مصر


الساعة الآن 11:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024