|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشونمية
مُكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب ( 1كو 15: 58 ) إن العظمة الحقيقية لا تقوم على كثرة المال أو رفعة في المقام أو ما شاكل ذلك. فإن مَن قصرت عظمته على هذه الأمور، كانت عظمته كاذبة، نظير نعمان رئيس جيش ملك أرام الذي كان رجلاً عظيمًا عند سيده، مرفوع الوجه، منتصرًا جبار بأس. هذه كلها عظمة كاذبة لأنه كان أبرص. لكن يوحنا المعمدان فمركزه الروحي كان عظيمًا. ومع أنه كان فقيرًا، فقد قيل عنه «لأنه يكون عظيمًا أمام الرب» ( لو 1: 15 )! وقد ظهرت عظمة المرأة الشونمية في عمل الله فيها، وشركتها معه، وثباتها في كلماتها وتصرفاتها في محنتها. ومع هذا، فهي لم تتعظم على رجلها، بل تميزت بالخضوع له. وكان هذا الخضوع من أبرز علامات عظمتها الروحية. فنراها في أمر عمل عُلية لرجل الله أليشع، مع أنه أمر مبارك وللرب، لكنها لم تتصرف فيه بالاستقلال عن زوجها، ولم تفعل شيئًا بدون رأيه، وفي ذهابها إلى رجل الله لم تذهب بدون إذنه. لقد كانت هذه المرأة كأبيها إبراهيم تضيف الغرباء بطريق الإلزام «فأمسكته ليأكل خبزًا» ( 2مل 4: 8 ). وقد لاحظ أليشع أنها كريمة ومُحِبة، فكان كلما عبر يميل إلى هناك ليأكل خبزًا. وقد أدركت أنه رجل الله مقدس. كثيرون هم أولاد الله، ولكن قليلين هم رجال الله، وقليل منهم مَنْ يصدق عليه الوصف «رجل الله مقدس» ( 2مل 4: 9 ). ومع أنها كانت غنية جدًا، برهنت على روحانيتها التي تتفق مع بساطة رجل الله في أنها لم تفرش العُلية بأفخر التجهيزات، بل مجرد سرير وخوان وكرسي ومنارة، حتى إذا جاء إليها رجل الله يميل إلى العُلية. وأليشع لم يقبل أن يكون مديونًا لها فقال لغلامه: قُل لها «فماذا يُصنع لكِ»؟ لم تطلب شيئًا لأنها كانت قانعة من جهة الزمان، وكانت أهدافها روحية. «فقالت إنما أنا ساكنة في وسط شعبي» ( 2مل 4: 13 ) فكافأها بأن تحتضن ابنًا في هذا الميعاد نحو زمان الحياة. ثم برهنت على منتهى العظمة الروحية عندما دعاها رجل الله لتحمل ابنها الذي أقامه من الموت، فلم تبادر باحتضانه، لكنها «أتت وسقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض ثم حملت ابنها وخرجت» ( 2مل 4: 37 ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشونمية |
صور المرآة الشونمية |
المرأة الشونمية |
من هي الشونمية |
من هي الشونمية |