|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. تشير عبارة "تَعالَوا إِليَّ جَميعًا" الى الرجوع عن معلمي الشريعة الذي يُحمِّلون ضمائر الناس احمالا ثقيلة والتوجُّه الى قبول يسوع روحا وقلبا. يدعو يسوع الجميع الى الإيمان والاتكال عليه والتماس وجهه بالصلاة لأنه الطريق الى الآب والوسيط بين الله والناس لنيل الخلاص، وهذه الدعوة هي خلاصة البُشرى الانجيلية. ولم يدع أحد من الأنبياء الى نفسه سوى المسيح باعتباره انه ليس مجرد انسان فقط بل إنه إله أيضا. ويُعلق البابا فرنسيس "إنها دعوة إلى المرضى والمثقلين، والفقراء الذين يعرفون أنهم يعتمدون كلّيًّا على الله، وقد ثقلت عليهم المحن وهم بحاجة إلى شفاء، لذلك يُقدَّم لهم رحمته، أي شخصه الذي يشفي ويعافي" (رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمريض لعام 2020). أمَّا عبارة "المُرهَقون" في الأصل اليوناني κοπιῶντες (معناها التعبون) فتشير الى من كُلِّفوا العمل العسير المتعب ولا سيما في البيئة الزراعية كما توحيه كلمة نير. فالمرهقون هم المتعبون الذين يشقون ويرون أنفسهم تضعف يوماً بعد يوم. وتشير هذه الكلمة ايضا الى المتعبين من الخطايا ومن آلام العالم. الخطيئة تُتعب والشرّ يُضعف. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم "إنّ الذين يغضبونه يستحقّون أن يُدانوا، غير أنّ يسوع يتوجّه إلى الناس المذنبين بأعذب الكلام قائلاً: "تَعالَوا إِليَّ جَميعًا، أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" (عِظة بمناسبة تذكار قدّيس). أمَّا عبارة "المُثقَلون" في الأصل اليوناني πεφορτισμένοι (معناها مُثْقِلو الاحمال) فتشير الى الذين وُضعت عليهم الاحمال الثقيلة. يسوع يفكر فيمن يحمل حِملا ثقيلا على كتفه: الصغار والفقراء والمتألمين والجياع والمرضى والحزانى والخطأة... والحل هو أن نلجأ للمسيح ليحمل عنا خطايانا ويريحنا من أتعابنا. ويعلق البابا فرنسيس " أن يسوع المسيح يحمل هذه المشاعر "لأنه هو نفسه صار ضعيفًا، واختبر معاناة البشرية وتلّقى السند والراحة من الآب " (رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمريض لعام 2020). والخطيئة هي حِمل ثقيل. وحين يغفر المسيح يرفع هذا الحِمل فيُبطل وخز الضمير فنكتشف محبة الآب. أمَّا عبارة "أَنا أُريحُكم" فتشير الى وعد يسوع الى الذين يأتون إليه بأن لا يزيل آلامهم والشر من حياتهم بشكل مطلق بل يُعطيهم الراحة ودفعة إلى الأمام كي يتابعوا المسيرة ويجعلهم أكثر حرية وفرح فتتجدَّد قواهم. وليس عجيبًا أن يدعو السيّد المسيح المُتعبين جميعًا ليجدوا الراحة والقوة فيه بعد أن أعلن أنه وحده الذي يعرف الآب ويهب المعرفة، لان فيه نكتشف محبّة الآب الفائقة لنا، إذ يقول الرسول بولس: "إِنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا، كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟" (رومة 8: 32). ويُعلق البابا فرنسيس "كلمات يسوع تُعبِّر عن تضامن يسوع المسيح، ابن الإنسان، مع إنسانية متألمة ومصابة بالشدائد " (رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمريض لعام 2020). من المستحيل أن نبقى غير مبالين أمام كلماته البسيطة: "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم" فيكفي ان نقتدي بالرب يسوع الوديع والمتواضع القلب فنكون ودعاء ومتواضعي القلب، ونستسلم كلّياً لمشيئة الربّ فنجد الراحة التي وعدنا بها. باختصار، يوضِّح يسوع في هذه الآية انه في الحياة المسيحية اتعاب كثيره، ولكن من يقبل الى المسيح، فالمسيح مستعد لكي يُريحه من أتعابه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي |
اليوم الذي يقول فيه يسوع للناس " تَعالَوا إِليَّ " للخلاص" |
تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ |
مَن يُقبِلْ إِليَّ |
تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ |