بولس الرسول ودانيال النبي
لم يكن بولس الرسول أقل من معلمه وسيده وربه استخداماً لسفر دانيال النبى، صوره الأدبية واللاهوتية الأخروية. ففى رسالته الأولى إلى كورنثوس 2:6 يقول "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم" ورأى دانيال النبى أنه عندما "جاء قديم الأيام وأعطى الدين لقديسى العلى(39)". ويستخدم نفس تعبير دانيال النبى "ولمسنى كمنظر إنسان وقوانى(40)" فى قوله "ولكن الرب وقف معى وقوانى(41)".
وفى الرسالة إلى العبرانيين يشير بوضوح إلى إلقاء دانيال فى جب الأسود بقوله "بالإيمان... سدوا أفواه أسود(42)"، وإلى إلقاء الفتية الثلاثة فى آتون النار بقوله "أطفأوا قوة النار(43)".
أما أقوى النبوات والصور الرؤوية التى استخدمها القديس بولس الرسول بالاتفاق مع نبوءات دانيال هى صورة ضد المسيح "إنسان الخطية"؛ يقول القديس بولس "لأنه لا يأتى (المسيح) إن لم يأت الارتداد أولاً ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك. المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً حتى أنه يجلس فى هيكل الله (كإله) مظهراً نفسه إنه إله … وحينئذ سيستعلن الأثيم …(44)". وهو نفس الشخص الذى سبق أن تنبأ عنه دانيال النبى فى رؤياه الأولى فى صورة "قرن صغير" ذو عيون "كعيون الإنسان فى هذا القرن وفم متكلم بعظائم … ومنظره أشد من رفقائه. وكنت أنظر وإذا هذا القرن يحارب القديسين..(45)"، وأيضا فى صورة ملك الشمال "ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم على كل إله ويتكلم بأمور عجيبة على إله الآلهة … وبكل إله لا يبالى لأنه يتعظم على الكل(46)".