|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الرسول والرسالة إلى أهـــل أفسس هذه الرسالة هي احدي أربع رسائل كتبها الرسول بولس أثناء فترة سجنه الأولي في الفترة من عام 60 -62 م ولذلك نجد أنها كلها تقدم لنا السيد المسيح على أنه رب الأرباب، وهذه الرسائل إلي أهل أفسس عدد إصحاحاتها 6 والرسالة إلي أهل فيلبي عدد إصحاحاتها 4 إصحاحات والرسالة إلي أهل كولوسي عدد إصحاحاتها 4 إصحاحات والرسالة إلي فيليمون هي إصحاح واحد. في الإصحاح الأول يبدأ القديس بولس رسالته إلي أهل أفسس كالمعتاد في كل رسائله بذكر اسمه بولس رسول يسوع المسيح، ومقدماً التحية التقليدية لمن أرسلت اليهم، مقدما لهم البركة الرسولية المزدوجة ” نعمة وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح” (اف2:1). بدأ الرسول بولس مسبحاً ومباركا الله أبو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الإبن الوحيد الحبيب، شارحا أن كل موهبة وبركة روحية صالحة في الكنيسة هي من المسيح المبارك رب الكل الذي هو في السماويات (أف 3:1-20)، وبذلك يوضح لنا أن رئاسة الرب يسوع المسيح المقام من بين الأموات لكنيسته المجيدة وهي شعبه، نابعة من تعيين الله السابق. كما أن اختيار الله، انما هو تعبير صادق عن محبته وعن قصده الأزلي، ليكون الجميع مشابهين صورة الرب يسوع المسيح بصفته الإبن البكر الذي بواسطته وصلت إلينا نعمة الله المجانية في حياته، وفي موته علي الصليب وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة. فالفداء وغفران الخطايا ما هو إلا جزءاً من الخطة الإلهية الأزلية حسب رأي مشيئته المحتومة (أف11:1). وان الطريق إلى ربنا يسوع المسيح واحد لكل الشعوب والأمم وهو” إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتني لمدح مجده ” (أف13:1-14). وأن الله “أخضع كل شيء تحت قدميه، وإياه جعله رأسا فوق كل شئ للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل”(أف22:1-23) . في الأصحاح الثاني استعرض بولس حالة النفس البشرية بعيدا عن السيد المسيح قبل أن تشملنا نعمة الله المخلصة في الإنجيل، فقد كنا ” أمواتا بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم حسب رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية” (اف1:2-2). ويستمر في تقديم صورة بهية لعمل الله المخلص والمحيي للنفس البشرية وهي في موتها الروحي نتجة سقوطها في الخطيئة عندما تلتقي بنعمة الله المحيية في ربنا يسوع المسيح فتخلص بنعمته ، فقد ” أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع” (أف 6:2). ويُظهر كمال عمل نعمة الله فيقول ” بالنعمة أنتم مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم .بل هوعطية الله “(أف 8:2)، مضيفا أن الخلاص ليس بسبب اعمال حسنة عملناها لكي لا يفتخر أحد” لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” (أف10:2) فالخلاص بالنعمة وحدها وبالإيمان وحده. ويوجه نداءاً إلى الأمميين المعتنقين الذين سوف يقرأون الرسالة والذين يصفهم اليهود بأبناء الغرلة، وأنهم خارج دائرة عهد الله، وأنهم غرباء عن موعد المسيا، كما أنهم لا يشاركون اليهود في امتيازات شعب الله المختار، وأنهم بسبب جهلهم ليست لهم المعرفة الحقيقية بالله ولا بحضوره إلي العالم { طبقا للمفهوم اليهودي }، علما أن مجيئ السيد المسيح إلي العالم قد فتح للأمم الباب لعهد جديد” ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح . لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين{ اليهود والأمم } واحدا ونقض حائط السياج المتوسط { ناموس موسى}… .ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا “العداوة به “(أف14:2-16). فجاء وبشركم بواسطة أنبيائه ورسله ببشارة السلام والخلاص المقدمة مجاناً لكل الشعوب والأجناس امميين كانوا أو يهودا ” لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلي الآب . فلستم إذا بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله . مبنيين علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية” (أف18:2-20) ، فالكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية مؤسسة علي أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسة، وكل البناء هو هيكلا مقدسا في الرب ” الذي فيه أنتم أيضا مبنيون معا مسكنا لله في الروح القدس “(أف22:2) . في الأصحاح الثالث يخاطب القديس بولس الأمم ذاكرا أنه من أجلكم أنتم أنا بولس أسير المسيح يسوع، فربما تكونون قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لي في الخدمة، فقد عرفني بإعلان بالسر، الذي بمعرفته تستطيعون أن تفهموا درايتي بسر المسيح الذي أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه { القادة المسيحيون (في20:2)} بالروح القدس وهوأن الأمم شركاء في الميراث والجسد وفي نوال موعد الروح القدس في المسيح بالإنجيل (أف1:3-6). وأنه هو خادما له مع أني أنا أصغر الرسل حسب نعمة الله المعطاة لكي أبشر بين الأمم بغنى المسيح وأن أنير الجميع بتدبير خلاص الله للعالم عن طريق الكنيسة بيسوع المسيح خالق الجميع (أف 9:3-10) “الذي به لنا جرأة وقدوم بإيمانه عن ثقة “(أف12:3) أي أننا نستطيع بالمسيح يسوع ربنا أن نتقدم إلى حضرة الله بلا خوف أو تردد. ثم يقوم بصلاة رعوية قوية لكل الجماعات المسيحية في العالم، ثم يختتم حديثه ببركة مجيدة في تسبحة رائعة يمجد بها شخص ربنا يسوع المسيح (أف14:3-21 21). في الأصحاح الرابع يناشد القديس بولس اليهود والأمم بصفته أسيرا في الرب أن يسلكوا برباط السلام الكامل بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضهم البعض لأن هذه هي مقاصد الله الأزلية وهي توحيدهم في جسد واحد وروح واحد يخضع لرأس واحد وهو ربنا يسوع المسيح (أف 1:4-3). مؤكدا لهم حقيقة لاهوتية ايمانية وهي أننا كمسيحين لنا رب واحد، ونؤمن بإيمان واحد، ونلنا معمودية واحدة ، مشيرا إلي الثالوث الأقدس بأنه لنا إله وآب واحد للكل الذي يسود على الكل وابن واحد بالكل، وروح واحد في كل أعضاء أسرة الله الواحد (1بط2:1). ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة {نعمة الروح القدس بمواهبه} حسب قياس هبة المسيح الواهب النعم والعطايا لكل حسب قامته الروحية (أف5:4-12). ثم يقتبس القديس بولس من (مز18:68) ” صعدت إلى العلا. سبيت سبياً. قبلت عطايا بين الناس “مطبقا هذا المزمور علي السيد المسيح، فبصعود السيد المسيح أرسل لكنيسته المجتمعة في العلية يوم الخمسين الروح القدس بكل مواهبه منبثقا من الله الآب للرعاة والمعلمين من أجل بنيان المؤمنين وتأهيل شعب الله للعمل في خدمته لبنيان حسد المسيح. وأوضح القديس بولس أن كمال كنيسة المسيح ونضوجها يكون بعمل المسيح فيها، إذ له عمله الموحد لكل الجسد وكل مفاصله، بحصول كل مفصل علي موهبة الخدمة، كما يمنحها ربنا يسوع المسيح. إن طبيعة النعمة تجعلنا نتحلي بطبيعة جديدة نكون فيها مولودين بتجديد من الروح الذي ينمو ويزداد كقوة مسيطرة تتصارع مع الطبيعة القديمة وتنتصر عليها، فالولادة الجديدة بالمعمودية ومسحة الروح القدس وسيطرته تعيد للإنسان الجديد تلك الصورة الإلهية التي سبق أن شوهتها الخطية (تك27:1)، وبذلك يعود بواسطة عمل فداء السيد المسيح إلي البر والقداسة التي فقدها بسقوط آدم الأول (أف19:4 -24)، كقوله “اتبعوا السلام مع الجميع و القداسه التي بدونها لن يري احد الرب “(عب14:12). ثم يبدأ في ارساء بعض المبادئ الأساسية في الإنسان الجديد وسط اخوته وهي الصدق وعدم الكذب، مقدما النصح والارشاد” اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس علي غيظكم ” (أف26:4)، وأن المختومين بالروح القدس يجب ألا ” يحزنوا روح الله القدوس الذي خُتموا به ليوم الفداء” (أف30:4)، وأن يكونوا لطفاء شفوقين متسامحين كما سامحهم الله أيضا في المسيح. في الإصحاح الخامس يتحدث القديس بولس عن السلوك المسيحي في المحبة وتأثيره في العالم حوله (أف1:5-20) وتطرق إلي الممنوعين من الميراث في ملكوت المسيح والله (أف5:5). وتحدث عن المرأة ومكانتها في الخدمة الكنسية، وفي المنزل وصلتها بزوجها وأولادها. “لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة. وهو مخلص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شئ. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها…لأننا أعضاء جسده من لحمه ومن عظامه” (أف23:5-33). في تحدث عن وجوب إطاعة الأولاد لوالديهم في الرب، وإكرامهم وهي أول وصية بوعد. وتحدث عن طاعة العبيد لسادتهم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبهم كما للرب “عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أم حرا” (أف 8:6)، وعلي السادة ،من جانبهم ، أن يتصرفوا بحرص وعطف بطريقة تليق بهم كمسيحين ، وألا يثقلوا علي عبيدهم. وتحدث القديس بولس عن صراع الكنيسة قادة وشعبا ضد قوات الشر الشيطانية الغير منظورة فيقول ” إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على الظالمين هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمموا كل شئ أن تثبتوا” (أف12:6- 13). ثم يقدم رجاءاً شخصيا طالبا مؤازرة المؤمنين بصلواتهم حتي تنجح خدمته في اعلان سر الإنجيل وهو توحيد الأمم واليهود في كنيسة واحدة جامعة رسولية (أف18:6-19). ثم يرسل هذه الرسالة مع تيخيكس “الأخ الحبيب والخادم الأمين في الرب والذي سيعرفكم بكل الأحوال التي يمر بها”، ثم يختم الرسالة بإرسال السلام والمحبة بإيمان من الله الآب والرب يسوع المسيح ويختمها بالنعمة لكل الذين يحبون ربنا يسوع المسيح في عدم فساد. |
|