|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك حيلة أخرى للشيطان هي الانقياد للتيار يقول لك: الكل هنا يفعل هكذا، فهل تشذ أنت، ويكون لك أسلوب خاص يغايرهم؟! تقول إنك تتبع الحق، ولو كان ضد تصرُّف الكل. ولكن هذا سيجعل الكل ضدك، لأنك بهذا تكشفهم وتحرجهم... فهل تستطيع أن تسبح عكس التيار؟! ستقول كما قال الشاعر: سأطيع اللَّه حتى لو أطعتُ اللَّه وحدي كن الجميع لا يستطيعون مثل هذا الصمود. فشيطان الانقياد للتيار السائد يدفع إلى هذا التيار بطُرق شتَّى: أحيانًا يجعل البعض يسيرون في نفس التيار من باب المجاملة، أو بدافع الخجل أو الخوف من مواجهة الآخرين، أو تفاديًا لتهكُّم الناس وتعييرهم، أو نتيجة لضغط الظروف الخارجة والإلحاح الواقع عليهم. أو خضوعًا لسُلطة أقوى... أو يقول له الشيطان: دع هذه المرَّة تمرّ، ولن تتكرَّر. ثم تتكرَّر طبعًا. أو يُبكِّته الشيطان قائلًا: ما هذا الكبرياء؟! هل من المعقول أن يكون كل الناس مخطئين، وأنت الوحيد الذي على حق؟!.. أو يقول له الشيطان في خبث: كَبّر عقلك، ومَشِّي أمورك. ماذا تنتفع إن خسرت الكل؟! وقد يخضع الإنسان للتيار السائد نتيجة لضعف شخصيته... إمَّا أنه لا يقدر على المقاومة. أو أنه يُقاوم قليلًا، ولا يَثبُت. أو أن صديقًا له تأثير عليه، يقول له: "ليس من الحكمة أن نبدأ بمقاومة التيار. والأفضل أن نجاريهم فترة، ثم بعد ذلك نقاوِم "! على أننا لا ندري إلى أي مدىً تمتد هذه الفترة... إن الانقياد للتيار لا يجرف إلاَّ الضعفاء. أمَّا الشجعان أو أصحاب المبادئ والقيم، فإنهم يثبتون على مبادئهم مهما احتملوا في سبيل ذلك. وبثباتهم يقدمون قدوة صالحة لغيرهم. وربما يصيرون أمثلة يذكرها التاريخ. إنهم يرفضون الخطأ حتى إن رأوا كبارًا يسيرون فيه، أو وقعت فيه الغالبية! فكل ذلك لا يمكن أن يجعل الخطأ صوابًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مرة أخري سمح الرب للشيطان أن يضرب أيوب بقرح رديء |
حيل أخرى للشيطان الإغراءات |
الانقياد للتيار العام |
خطية الانقياد |
الانقياد بالروح |