|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنجيل الخلاص الثمين وشفاء النفس المتعبة
ينبغي أن نُصغي بورعٍ ووقار شديد إلى الكتب المقدسةلأنها تُقدم لنا بشارة الحياة الجديدة في المسيح يسوع؛ الحياة الأبدية التي كانت عند الأبِ وأُظهرت لنا في ملء الزمان كالتدبير، بغرض أن يكونَ لنا شركةً مع الرسل والقديسين في النور، هؤلاء الذين أخبرونا عن أن شركتهم هي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح (1يوحنا 1: 2 – 3)، وذلك لكي يكون فرحنا كاملاً. لأن الله حسب عدل محبته الغير متناهيةحسن في عينيه جداً حسب جوده وحكمته الأزلية، أن يكشف عن ذاته ويُعلن سرّ إرادته لمحبوبه الإنسان الذي خلقه وعمله على صورة ذاته، إذ طبع ملامح صورته الخاصة في جوهره الإنساني، حتى صار يميل طبيعياً لكل ما هو حسن ونافع وجيد بحسب الله لا الناس، لأن راحته في كل ما هو مقدس وشريف ونوراني حسب أصل طبيعته البسيطة التي تشوهت بخبرة السقوط في حياة كل واحد، إذ أخطأ الجميع. فالله الغير منظور، الذي لم يره أحد قط، بفيض إحسان محبته كلمنا نحن البشر الساقطين عبر الدهور وفي الأجيال القديمة برؤساء الآباء والأنبياء، وفي آخر الأيام حسب التدبير كلمنا في ابنه الذي جاء إِلَى الأَرْضِ وأنار أذهاننا لِنَعْرِفَ الطريق إلى الآب، إذ أعلن لنا أنه هو بنفسه النور والضياء والطريق والحق والقيامة والحياة، فيه ملء النعمة والبرّ وكمال الوعد وملء المجد، وسيط عهد جديد، رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فيه كمال الوحي وملئه وراحة الإنسان وغناه، هذا الذي به لأجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم، وبه تم لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون مفتخرين على رجاء مجد الله (رومية 1: 5؛ 5: 2)، إذ صار لنا التبني، إذ قد صرنا فيه أبناء الله، لذلك مكتوب: أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ (1يوحنا 3: 1) فانتبهوا يا إخوتي لإنجيل الخلاص الثمين وشفاء النفس المتعبة،اعرفوا قيمته من جهة المجد الفائق المعلن فيه، فلا تستخفوا به أو تتعاملوا معه باستهتار أو تهاون، لأنه مملوء بالكنوز السماوية التي لا يأخذ منها أحد ويستقي سوى الجياع والعطاش إلى البرّ، المتضعين، الذين اتكلوا على قوة الله المُخلِّصة، مؤمنين بمسيح القيامة والحياة، طائعين وصاياه بالحب عاملين بها، فانتبهوا للإنجيل لأن فيه سرّ خلاصكم وإكليل عزكم الخاص، إذ فيه مُعلن برّ الله بالإيمان إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، وذلك أن انتبهتم إليه كما إلى سراج مُنير في موضع مظلم، صابرين لهُ في صلواتكم التي ترفعونها إلى الآب الصالح باسم الرب يسوع في الروح القدس، الذي يشفع فينا بأنات لا ينطق بها، فكونوا جالسين عنده كل يوم كمن يجلس عند ينبوع الحياة ليرتوي كل واحد فيكم ويرى مجد نور النهار الجديد ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم (2بطرس 1: 19)، فتفرحوا بالرب قوتكم وتتذوقوا كم هو حلو وطيب لنفوسنا جميعاً معاً فتخرج من أفواهنا أناشيد شكر وحمد وتمجيد دائم للثالوث القدوس الذي له المجد إلى الأبد آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شفاء النفس قبل شفاء الجسد |
صلاة من أجل شفاء النفس |
شفاء النفس |
علبة الأدوية لشفاء النفس المتعبة |
أحد افتقاد النفس المتعبة – أحد الابن الضال |