18 - 12 - 2019, 09:01 PM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|
وُلد من العذراء ابن اللّٰه متجسِّدًا. هو ليس إِنسانًا لابسًا اللّٰه بل هو إِلهٌ متجسِّدٌ
. وَهو ليس مثل نبيٍّ ممسوحٍ بالفعل، بل هو ممسوحٌ بتواجد الماسح كلَّه
فيصير الماسح إِنسانًا وَالممسوح إِلهًا، ليس بتحوُّلٍ في الطَّبيعة
، بل باتِّحادٍ في أُقنوم، حتَّى كان الماسح وَالممسوح هو هو نفسه
، لأَنَّه، وَهو بصفته إِلهًا، يمسح ذاته بصفته إِنسانًا.
كيف إِذًا تلك الَّتي ولدت الإِله متجسِّدًا منها لا تكون والدة الإِله؟
فإِنَّ الَّتي هي حقًّا وَحقيقةً والدة الإِله وَالسَّيِّدة وَالمتولِّية على الخلائق كلَّها
هي أَيضًا أَمة الخالق وَأُمِّه. وَكما أَنَّ المسيح -في الحبل به-
قد حفظ مَن حملته بتولًا، كذلك هو أَيضًا -في الولادة-
قد حفظ بتوليَّتها بلا تحويلٍ، مجتازًا بها وحده وَحافظًا إِيَّاها مغلقة.
إِنَّ الحبل كان بواسطة السَّمع. أَمَّا الولادة فبطريقة الولادة الإِعتياديَّة
، وَلو كان بعضهم يتخيَّلون بأَنَّ أُمَّ اللّٰه قد ولدت ابنها من جنبها.
فإِنَّه لم يكن يعسر عليه أَن يخرج منها دون أَن يفضَّ ختمًا.
|