تؤثر الدهون الزائدة في الجسم على الطريقة التي تعمل بها جميع أعضائنا، بما في ذلك المخ، وفحص الباحثون مخ حوالي 17 امرأة بدينة، وتم إستقلاب المخ السكريات بشكل أسرع من النساء في المجموعة الذين كانوا بوزن متوسط، وتم اختبار النساء البدينات على الوظيفة الإدراكية قبل وبعد إجراء عملية جراحية لعلاج البدانة، وكانت نتائج إختبارات الذكاء التي أجريت بعد جراحة إنقاص الوزن أفضل بشكل ملحوظ من تلك التي أجريت قبل العملية، وقد أظهرت النساء البدينات في السابق تحسينات معرفية خاصة في الوظائف التنفيذية، والتي تتعامل مع التخطيط والتنظيم.
مخ البشر الذين يعانون من السمنة المفرطة تعالج السكريات بطريقة مختلفة عن الأخرين الذين ليس لديهم دهون زائدة في الجسم، يعتقد أن هذا الإختلاف في المعالجة يتسبب في أضرار هيكلية في المخ، مما يؤثر بدوره على الأداء المعرفي والذكاء، وأظهرت دراسة أخرى شملت 500 شخص بالغ أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مادة بيضاء أقل من أقرانهم متوسطي الحجم.
المادة البيضاء تربط مناطق مختلفة من المخ وتسمح لهم بالتواصل مع بعضهم البعض، ومع تقدمنا في العمر، يفقد البشر المادة البيضاء بشكل طبيعي، ولكن المادة البيضاء تتدهور بسرعة أكبر في شخص يعاني من زيادة الوزن، وكان حجم المادة البيضاء المقاسة لدى شخص بدين يبلغ من العمر 50 عاما هو نفس الحجم الذي تم قياسه في شخص هزيل عمره 60 عاما، ومن المثير للإهتمام أن الفارق في المادة البيضاء بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو متوسط الحجم لم يظهر إلا في منتصف العمر أو أكبر. ويعتقد أننا أكثر عرضة لفقدان المادة البيضاء خلال هذا الوقت في حياتنا.