أريد أن أنبه ذهنكم الذي استشعر بنور الاستنارة فيه، لأنه منذ البدء وقد خلق الله الإنسان بعقل مستنير، حتى بعد أن سقط ما زال العقل فيه قبس من نور، لأن السقوط لم يمحو النور الإلهي من النفس بشكل كامل مطلق، بل ظل هناك نور قد يتفاوت من شخص لآخر، مع وجود حس دفين بالحق يجعل الإنسان يستشعره لأن له سلطان على النفس ويهديها لطريق البر والحياة، إلا لو رفضته بالتمام وسخرت منه وتغاضت عنه عن قصد وإصرار.
لذلك يا إخوتي اُريد أن اُعرفكم
أن يسوع المسيح شخص حي، لم يكن ابداً مجرد شخصية ظهرت في التاريخ كإنسان، بل هو الله اللوغوس المتجسد، شخص حي وحضور مُحيي من جهة الخبرة الواقعية في حياتنا اليومية، فهو ليس مسيح الكتب، سواء كتب التاريخ ولا الجغرافيا ولا حتى الفلسفة الدينية المتشابكة والمعقدة، ولا هو موضوع بحث علمي ولا اكتشاف نجم في الفضاء، ولا هو مجرد فكرة ولا معلومة نتناقلها من جيل لجيل مع سرد أحداث ومواقف محصورة في الخيال، بل شخص حي قريب من كل واحد أن كان يطلبه بشوق قلبه عن إخلاص، لأن المسيح الرب أتى في ملء الزمان ليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل، ولنحيا معه في جو الشركة المقدسة، فهو الذي يرفعنا للعلو الشامخ الذي لمجد ملكوته الفائق، هذه خبرة المسيحي الذي عرف شخص المسيح رباً ومخلصاً لنفسه، لأنه قد انتقل من الموت للحياة بفعل إيمانه بهِ، لأنه تذوق راحته لأنه دخلها فعلياً والروح القدس يعمل فيه ويغيره عن شكله بتجديد ذهنه، وقد صارت حياته هي المسيح: لي حياة هي المسيح والموت ربح لي.
يا إخوتي انتبهوا للخلاص
الذي فتش وبحث عنه أنبياء الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم (1بطرس 1: 10)، فاطلبوا الرب ما دام يوجد، ادعوه وهو قريب (اشعياء 55: 6)، فما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور (يوحنا 12: 36)