|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فايزة أبوالنجا.. رئيس وزراء مصر بقلم فاطمة ناعوت 2012-07-24 12:49:08 أثناءَ وبُعيدَ ثورة يناير، وقبل سرقتها، أعنى الثمانية عشر يوماً الأُوَل، وما تلاها من أيام ملأت قلبَ مصرَ بالفرح والأمل فى غدٍ أنظف، وأنا أسيرةُ حُلمٍ جميل، لم يلبث أن سقط من شاهق، وتحطّم، مثله مثلَ العديد من أحلام حلمنا بها لمصرَ، لكنّ خاطفى الأحلام يأبون! لطالما حلمتُ بأن تترشّح للرئاسة امرأةٌ. فازتْ أمْ لم تفُز، ليس مُهمّاً. المهمُّ ثبوتُ الفكرة. وددتُ أن أحكى لأحفادى أننى شهدتُ لحظةً حضارية أعقبت ثورةً شريفة، ترشّحت فيها امرأةٌ لرئاسة مصر. وإلا فيمَ كانت ثورةٌ قامت ضدّ الهيمنة الفردانية، بكل أشكالها؟! بثينة كامل، الثوريةُ الجَسور، حققت بعضَ حُلمى، ليته اكتمل بوصولها للتصفيات النهائية؛ كَتِفاً بكتِف جوار مرشحين رجال، مسلمين ومسيحيين. لحظةٌ مثل تلك، لو تحققت، لقُلنا ملءَ الفم: هنا عُرسٌ للديمقراطية الليبرالية الحرّة؛ فتفضّلْ أيها الشعبُ المتحضّر، واخترْ حاكمَك «الأصلح»، دون النظر للنوع، أو للمعتقد. لكن الشعبَ خذلنا بعدم اكتمال نصاب توكيلات المرأة الوحيدة، والقبطىّ الوحيد. علّنا ما نزال بعدُ فى مهد الديمقراطية الوليدة، وغداً، أو بعد غدٍ، ننضجُ ونرقبُ عرسنا الحقيقى. فنشهدُ، أو يشهدُ أبناؤنا، تلك اللحظة النبيلة، التى لا ريب آتيةٌ. فشعبنا يثبتُ كلَّ يومٍ أنه يصبو نحو التحضّر، الذى علّمه أجدادُنا للعالم، حين كانت المرأةُ ملكةً، ووزيرةَ عدل، وقاضيةً، قبل سبعة آلاف عام. بعد ثورة 1919، قال غاندى لسعد زغلول إن الهند تتعلّم من مصر الوحدةَ الوطنية والليبرالية الحقّة. قالها حينما شاهد الهلالَ مع الصليب فى الثورة، والمرأةَ ظهيرَ الرجل فى التظاهرات، والمسيحىّ جوار المسلم فى الحكومة والبرلمان. وها هى الهندُ تنتخب رئيساً مسلماً على أغلبية هندوسية، وفى الدورة التالية، تنتخبُ امرأةً، لأنها الأنسبُ فى حكم البلاد. فأين مصرُ من دول قطعت أشواطاً فى حراك الديمقراطية، وتركتنا وحدنا نتعثّر فى ارتباكات الخُطى الأولى! والآن، وبعد ثورتنا على الجمود والشمولية، ونحن بصدد تكوين حكومة أولى بعد «انتخاب» رئيس لأول مرة فى تاريخ مصر، هل نأملُ أن نشهد امرأةً على رأس الحكومة؟ ألا نستحق مثل هذه اللحظة الحضارية بعد ثورة أدهشت العالم؟! وهل أنسبُ لهذا المنصب من الدكتورة فايزة أبوالنجا؟ منصبٌ سيادىٌّ مثل هذا، لا بد أن يتحلّى شاغلُه بمَلَكاتٍ ثلاث: الوطنيةُ، الرؤية، الخبرة السياسية. وجميعُها غزير لدى تلك القامة السياسية التى تشهدُ مواقفُها على تقديسها اسمَ مصر، منذ اعتركتِ الغمارَ الدبلوماسى فى السبعينات، وتعاقبت عليها الحكومةُ إثر الحكومة، فتراكمتْ لديها الخبراتُ التى نحن بحاجة إليها الآن. لا سيّما ونحن بصدد أن نفتح باباً، ظلّ موصداً لعقود، على الجنوب الأفريقى. وليس أخبرَ منها بهذا المحيط الأسمر، الذى يشاركنا شريان حياتنا، ذاك الذى جعل اللهُ منه كلَّ شىء حىّ. هِبَة مصر، النيل، حابى، قلب مصر النابض بالخير. أحلمُ بالكثير لمصر، وبعضٌ من الحلم، لن يفسدَ العالم. الوطن |
|