+ وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ، فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً!
ومن هنا تبدأ اليقظة،
فكل ما في العالم شهوة جسد وشهوة عيون وتعظم معيشة،
+ وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ، وَشَهَادَاتِهِ الَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَهُمُ، الَّذِينَ أَمَرَهُمُ الرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ؛ «بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ» قَالَ الْجَامِعَةُ. «بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ الْكُلُّ بَاطِلٌ»؛ رَأَيْتُ كُلَّ الأَعْمَالِ الَّتِي عُمِلَتْ تَحْتَ الشَّمْسِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ؛ ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ؛ مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ. هَذَا أَيْضاً بَاطِلٌ. (2ملوك 17: 15؛ جامعة 1: 2، 14؛ جامعة 2: 11؛ جامعة 5: 10)
ونحن الآن علينا أن نعي القانون الذي يحكم العالم الساقط،
وفي أحداث هذا المثل نجد أن التدني والحاجة والعوز،
فمن المستحيل يوجد إنسان يبحث عن الشبع وهو لا يشعر بالجوع،
ومن الضرورة أن نعي أن القرار هنا ليس بالكلام ولا بمجرد أفكار وتوارد خواطر وهياج عاطفي وأحلام وتمنيات،
ويلزمنا هنا أن نعي تعبير "فرجع إلى نفسه"
فالابن هنا استيقظ، استفاق واسترد وعيه وعاد إليه عقله،
ومن الملاحظ هنا إدراك الابن ووعيه الكامل بالخطأ الذي ارتكبه فعلياً،
لذلك علينا أن نعي قوة سرّ الاعتراف الحسن وفاعليته،
فالمرضى لأنهم يعلمون أنهم مرضى كانوا يأتون إليه من كل مكان لينالوا منه الشفاء،
فيا إخوتي تيقنوا اننا لن نفلح ولن ننفع بدون وقوفنا أمام ابن الله الحي معترفين بكسر الوصية،
لذلك علينا أن نقف أمام طبيب نفوسنا الصالح ونحن في منتهى الصدق،
وأيضاً لا ينبغي أن نقف أمام الرب كفلاسفة أو عقل متعطش للمعلومات،
فيا إخوتي نحن نتقدَّم للمسيح الرب لنعرفه إله حي وحضور مُحيي في واقعنا العملي المعاش وعلى المستوى الشخصي،