|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف أعرف إني أنا إنسان مسيحي حي بالله فعلاً! في الواقع الذي نعيش فيه، أي من خلال خبرتنا في هذه الحياة، فأننا نجد أن الإنسان الحي له ملامح سلوكية طبيعية تدل على حياته، وأبسط شيء نجده كدليل قاطع هوَّ التنفس الذي نراه حاصل طبيعياً بدون أن ينتبه أحد أنه يتنفس أو حتى يُفكر كيف يتنفس، أو يغصب نفسه أو يبذل جُهده لكي يستنشق الهواء الطبيعي، أو حتى يستمع لنصيحة من أحد يقول له ينبغي عليك أن تتنفس، أو جاهد بكل قوتك في سبيل أن تقوم بعملية الشهيق والزفير، لأن التنفس شيء تلقائي حاصل في واقع حياة الإنسان الطبيعية، لأنه لو حدث أنه توقف عن التنفس لا يستطيع أن يحتمل ويستمر في الحياة، بل بالضرورة يحدث له اختناق شديد يؤدي إلى الوفاة. هكذا هي الصلاة، فهي حالة طبيعية للإنسانالذي دخل في سرّ الحياة الجديدة في المسيح يسوع، لذلك المسيح الرب لم يفرض الصلاة على أحد بل قال لتلاميذه: "متى صليتم" (لوقا 11: 2) فالصلاة مثلها مثل التنفس أو دقات القلب بالنسبة للجسد،فهي ليست قانون الفرض، ولا هي إرشاد ولا توجيه، ولا حتى عقيدة أو منهج أكاديمي دراسي، ولا أبحاث تحت مجهر، ولا تدريب روحي، أو حتى إدراك عقلي مُقنع، بمعنى أنها لن تكون مجال حديث لإقناع الآخرين بأن يصلوا، بل هي طبيعة الإنسان الجديد الحي بالله الذي له تواجد في الحضرة الإلهية كابن لله في الابن الوحيد. فأي ابن لا يعيش في محضر أبيه أو يستمع إليه!،أو لا يُكلمه ويُقيم معه حديث في كل وقت وأي وقت، وعن أي شيء وفي كل شيء! ومن هو الابن هذا الذي يُريد أن يقنعه أحد بأن عنده أب ومن حقه أن يجلس معه ويكلمه ويطلب منه حاجاته الشخصية كابن حقيقي لهُ! لأن هذا يحدث طبيعياً لا يحتاج لا لمعرفة أو لتعليم أو تدريب أو جهد مبذول بمشقة أو حتى إقناع،بمعنى أن طبيعية حياة الأبناء هو الحياة الطبيعية في بيت أبيهم، لهم كل ما للوالد، أي من حقهم الطبيعي أن يحيوا معهُ، ويتحدثوا إليه، ويطلبوا من حاجاتهم، ويجلسوا ليأكلوا على نفس ذات المائدة عينها التي يجلس عليها، وهذا كله أمر بديهي يتعايش به الأولاد بتلقائية شديدة دون تعليم أو توجيه، لأنها مسرة خاصة تحركهم إليها الطبيعة، لأن هذه هي طبيعة الأسرة السوية، وهكذا الصلاة هي سرّ طبيعة البنوة التي حصلنا عليها في معموديتنا، لأننا وُلِدِنا من فوق وصار لنا طبع جديد سماوي إلهي، صرنا إنسان الله حسب الطبيعة الجديدة، إناء مُدشن مقدس مُكرس مخصص للثالوث القدوس، يعني انا وانت وقف على الله، آنية كرامة مختومة بالقداسة لحساب مجد الله الحي وحده، أي أن كل واحد فينا إنسان الحضرة الإلهية فعلاً لأنه هيكل خاص لله، لذلك مكتوب: أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم، الذي لكم من الله، وأنكم لستم لأنفسكم. (1كورنثوس 6: 19) فبكوننا صرنا خليقة جديدة، إنسان الله على نحو خاص للغاية،إذ قد صرنا من العائلة الملوكية السماوية، لأننا رعية مع القديسين وأهل بيت الله، قد صار لنا طعام وشراب روحاني خاص نازلاً لنا من فوق، لذلك فأننا نتنفس نسائم الله الحي طبيعياً بلا جهد أو عناء، لذلك حينما أكمل المسيح كلامه الذي بدأه بـ "متى صليتم" أكمل وقال قولوا: "أبانا الذي في السماوات"؛ فانظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه. (1يوحنا 3: 1) فطبيعياً حينما يدخل الإنسان بهذه الروح[لا أعود أُسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي – يوحنا 15: 15]، يدخل بروح التبني لمخدع صلاته الخاصة أو في اجتماع الصلاة أو الصلاة اليتورچية في الكنيسة مع إخوته في الجسد الواحد عينه، أعضاء المسيح الرب من لحمة وعِظامه، فأنه ينظر نور الله المُشرق فيستنير، ويلمس مجده فينال شفاء، ويسمع فينال حياة. · فإذا تواضع [بسيط واضح وصريح – مهذب بالوصية – هادئ وقور بالتقوى – لطف المحبة – احترام وتقدير (القداسة)] شعبي الذين دُعي اسمي عليهم، وصلوا، وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية (تابوا)، فأنني اسمع من السماء، واغفر خطيتهم، وأُبرئ أرضهم. (2أخبار 7: 14) |
|