|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
” أَحْبِبْ قَريبَكَ كَنَفْسِكَ…” إنجيل القديس متى ٢٢ / ٣٥ – ٤٠ سَأَلََ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْهُم عَالِمٌ بِالتَّورَاة، لِيُجَرِّبَهُ قَائِلاً: يَا مُعَلِّم، أَيُّ وَصِيَّةٍ هِيَ العُظْمَى في التَّورَاة؟. فقَالَ لَهُ: «أَحْبِبِ ٱلرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وكُلِّ نَفْسِكَ، وكُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الوَصِيَّةُ الأُولى والعُظْمَى. والثَّانِيَةُ تُشْبِهُهَا: أَحْبِبْ قَريبَكَ كَنَفْسِكَ! بِهَاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَتَعَلَّقُ التَّورَاةُ كُلُّهَا والأَنْبِيَاء». التأمل: ” أَحْبِبْ قَريبَكَ كَنَفْسِكَ…” إنّ الله لا يطلبُ منكَ الكثير، حيث أنّ المحبّة وحدها كافية لتطبيق الشريعة كلّها (راجع رو 13: 10). لكنّ هذه المحبّة مزدوجة: محبّة الله ومحبّة القريب. عندما طلبَ الربّ منكَ أن تحبَّ قريبكَ، هو لم يقلْ لكَ: أحبِبْه من كلّ قلبكَ وروحكَ ونفسكَ؛ لكنّه قالَ لكَ: أحبِبْ قريبكَ كنفسِكَ. إذًا، أحبِبْ ربّكَ بكليّتِكَ لأنّه أكبر منكَ؛ وأحبِبْ قريبَكَ كنفسِكَ لأنّه صورة عنك. إذًا، هنالك ثلاثة أهداف لمحبّتنا؛ لكن لِمَ هنالك وصيّتان فقط؟ سأقول لكَ ذلك: لم يرَ الربّ ضرورة في دعوتكَ إلى محبّة ذاتكَ، لأنّ ما من أحد لا يحبّ نفسه. لكنّ الكثيرين يضيعون لأنّهم يحبّون أنفسهم بطريقة خاطئة. عندما طلب الربّ منكَ أن تحبّه بكليّتكَ، فقد أعطاكَ القاعدة التي يجب أن تحبَّ نفسكَ على أساسها. من دون شكّ، أتريد أن تحبّ نفسكَ؟ إذًا، أحبِبْ الربّ بكليّتكَ. ففيه ستجدُ نفسكَ، بدون أن تخسرَها… هكذا، أُعطِيَت لكَ القاعدة التي على أساسها يجب أن تحبَّ نفسكَ: أحبِبْ ذاك الذي هو أكبر منكَ، وستحبّ نفسكَ.(القديس أوغسطينس) |
|