|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غضب الله الأبوي + وتعلَّق إسرائيل ببعل فغور فحمي غضب الرب على إسرائيل؛ فحمي غضب الرب على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم، باعهم بيد أعدائهم، حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم؛ فحمي غضب الرب على إسرائيل وأتاههم في البرية أربعين سنة حتى فني كل الجيل الذي فعل الشرّ في عيني الرب؛ فهوذا أنتم قد قمتم عوضاً عن آبائكم، تربية أُناس خطاة، لكي تزيدوا أيضاً حمو غضب الرب على إسرائيل – وَهَا أَنْتُمْ نِتَاجُ تَرْبِيَةِ قَوْمٍ خُطَاةٍ، تَرْتَكِبُونَ وِزْرَ آبَائِكُمْ، لِتَزِيدُوا مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ. (قضاة 2: 14؛ عدد 25: 3؛ 32: 13، 14) قبل أن نوضح معنى الغضب، ينبغي أن ننظر للآيات السابقة التي توضح سبب وجود الغضب الظاهر في التخلي عن شعب إسرائيل الذي اختاره الله ليكون سفيراً أميناً لشخصه العظيم وسط الشعوب، فأسباب الغضب هنا: (تعلَّق إسرائيل ببعل فغور؛ تربية أُناس خُطاة) فالموضوع هو عبادة الأصنام عوضاً عن الإله الحي الذي عرفوه وتلامسوا معه في واقع معجزات حدثت أمام أعينهم صدقوها فآمنوا به، وسمعوا لموسى وقطعوا عهداً في البرية أنهم سيطيعون الله ويحيون بالوصايا وخاصة التي تقول: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد، لذلك يقول في سفر هوشع، ليُظهر نتيجة ما فعله شعب إسرائيل، وهو يوضح ملامح طبيعة التأديب القاسي بسبب غلاظة القلب وعناد شعب أصر إصراراً على الخيانة وبسببها انطلق في طريق الخطايا والفجور التي تعبر عن سلطان الظلمة التي ملكت على شعب الله الحي [أَفْعَالُهُمْ لاَ تَدَعُهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَى إِلَهِهِمْ لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى فِي بَاطِنِهِمْ وَهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الرَّبَّ – هوشع 5: 4] فوقع تحت دائرة الغضب:+ ملامح الغضب الإلهي من خلال الآيات السابقة +(نظرة سريعة على ملامح الغضب الإلهي ونتيجته وغرضه) + اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. لِذَلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضاً تَنْتَزِعُ. وَلَكِنْ لاَ يُحَاكِمْ أَحَدٌ وَلاَ يُعَاتِبْ أَحَدٌ. وَشَعْبُكَ كَمَنْ يُخَاصِمُ كَاهِناً. فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ. قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي.وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلَهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضاً بَنِيكَ. عَلَى حَسْبَمَا كَثُرُوا هَكَذَا أَخْطَأُوا إِلَيَّ فَأُبْدِلُ كَرَامَتَهُمْ بِهَوَانٍ. يَأْكُلُونَ خَطِيَّةَ شَعْبِي وَإِلَى إِثْمِهِمْ يَحْمِلُونَ نُفُوسَهُمْ. فَيَكُونُ كَمَا الشَّعْبُ هَكَذَا الْكَاهِنُ. وَأُعَاقِبُهُمْ عَلَى طُرُقِهِمْ وَأَرُدُّ أَعْمَالَهُمْ عَلَيْهِمْ. فَيَأْكُلُونَ وَلاَ يَشْبَعُونَ وَيَزْنُونَ وَلاَ يَكْثُرُونَ لأَنَّهُمْ قَدْ تَرَكُوا عِبَادَةَ الرَّبِّ. اَلزِّنَى وَالْخَمْرُ وَالسُّلاَفَةُ تَخْلِبُ الْقَلْبَ. شَعْبِي يَسْأَلُ خَشَبَهُ وَعَصَاهُ تُخْبِرُهُ لأَنَّ رُوحَ الزِّنَى قَدْ أَضَلَّهُمْ فَزَنُوا مِنْ تَحْتِ إِلَهِهِمْ. يَذْبَحُونَ عَلَى رُؤُوسِ الْجِبَالِ وَيُبَخِّرُونَ عَلَى التِّلاَلِ تَحْتَ الْبَلُّوطِ وَاللُّبْنَى وَالْبُطْمِ لأَنَّ ظِلَّهَا حَسَنٌ! لِذَلِكَ تَزْنِي بَنَاتُكُمْ وَتَفْسِقُ كَنَّاتُكُمْ. (هوشع 4: 1 – 13) وطبعاً من خلال هذا السفر نجد أن الله عاقب شعب إسرائيل بالتخلي، أي بالمعنى الكتابي الشهير: [حول وجهه عنهم]، تركهم لشر أفعالهم، وطبيعة الشر يأكل نفسه ويهلك صاحبه [يَذْهَبُونَ بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ لِيَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ يَجِدُونَهُ. قَدْ تَنَحَّى عَنْهُمْ؛ لا تحجب وجهك عني، لا تخيب بسخط عبدك، قد كنت عوني فلا ترفضني ولا تتركني يا إله خلاصي؛ تحجب وجهك فترتاع، تنزع أرواحها فتموت وإلى ترابها تعود] (هوشع 4: 6؛ مزمور 27: 9؛ 104: 29). وبالطبع لا يُخفى علينا الغرض الحقيقي من هذا التأديب القاسي:أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي حَتَّى يُجَازَوْا وَيَطْلُبُوا وَجْهِي. فِي ضِيقِهِمْ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ (قائلين) هَلُمَّ نَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا، يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا، فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ. (هوشع 5: 15، 6: 1 – 3) |
07 - 09 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
+ تعريف الغضب ما بين الإنسان والله + يُعرَّف الغضب (بالنسبة للإنسان)على أنّه عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات النفسية بسبب الضغط العصبي كنتيجة للغيظ والحنق، وذلك نتيجة للتعرض لمشكلة ما أو موقفٍ ما ضَغط على نفسية الشخص فأثار أعصابه، وبخاصة لو هناك تعدي على الكرامة بإهانة مقصودة، وتختلف درجة ثورة الغضب من شخص لآخر ومن حالة لأُخرى، وذلك حسب الموقف نفسه والدرجة الانفعالية في طبيعة الإنسان. أما تعريف الغضب الإلهي حسب إعلان الكتاب المقدسفهو مختلف تماماً عن التعريف السابق بل ولا يَمُّت له بصله، لأنه محصور في طبيعة قداسته وبره الخاص، وهذا ظاهر في دور الغضب الإلهي في العهد القديم، لأن كثيراً ما يتم وصف الله على أساس أنه إله غيور، ويُمكن أن يوصف غضبه بعبارات صارمة مثل: + حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه؛ لذلك أُزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه؛ هوذا اسم الرب يأتي من بعيد، غضبه مشتعل، والحريق عظيم، شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنارٍ آكلة. ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة، لغربلة الأمم بغربال السوء، وعلى فكوك الشعوب رسن مُضل. (مزمور 2: 5؛ أشعياء 13: 13؛ 30: 17 – 28) |
||||
07 - 09 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
وذلك لأن غضب الرب يُعبِّر دائماً عن قداسته وبره المُطلق، وهو يُشير إلى طبيعته الشخصية من جهة روح الأبوة المتسعة للغاية والتي لا نقدر أن نصل لمنتهاها، فطرقه بعيدة عن الاستقصاء، لذلك لن نعي اتساع محبته الحقيقية والتي تجعله يُظهر إعلان غضب أبوته من قوة المحبة الفائقة التي لهُ من نحونا، لأن طبيعته محبة خالصة، وبناء على ذلك ينبغي أن نعلم أن الله ليس بثائر أو غضوب على الناس لأنه لا يُريد أن يُهلك أحداً، وهو بطيء الغضب جداً [الرب، الرب، إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء؛ مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم، بطيء الغضب، وكثير الرأفة، ويندم على الشرّ (لا يُسَرُّ بالعقاب) (خروج 34: 6؛ يوئيل 2: 13)] ولا يُعلن غضبة بسهولة، إلا بعد أن يفيض كأس عصيان الإنسان، فالله ليس له جهاز عصبي مثلنا لكي ينفعل مثل انفعالاتنا الطفولية، لأن الله روح وليس مثل الإنسان، لكن بسبب طبيعة نقاوته فأنه يُظهر غضبة على الأعمال التي تُصيب الإنسان بالضرر البالغ في قتل ضميره وتشويه طبعه وخروجه عن طبيعته الإنسانية المخلوقة على صورة الله ومثاله، وميل قلبه الخفي لعبودية الخطية بعدم طاعة الله والحياة بوصاياه في عدم ثقة في شخصه القدوس، والتي بدورها تؤدي بالتالي لعدم الخضوع له، فينساق للموت بسهولة ويفقد كل كنز قلبه المذخر فيه وجمال بهاء المجد الإلهي وينطفأ نور ذهنه.
|
||||
07 - 09 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
v هكذا فعل آباؤكم حين أرسلتهم من قادش برنيع لينظروا الأرض. صعدوا إلى وادي أشكول ونظروا الأرض وصدوا قلوب بني إسرائيل عن دخول الأرض التي أعطاهم الرب. فحمي غضب الرب في ذلك اليوم وأقسم قائلاً: لن يرى الناس الذين صعدوا من مصر من ابن عشرين سنة فصاعداً الأرض التي أقسمت لإبراهيم واسحق ويعقوب لأنهم لم يتبعوني تماماً. (عدد 32: 8 – 11) v لذلك كما يقول الروح القدس اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر. حيث جربني آباؤكم، اختبروني وأبصروا أعمالي أربعين سنة. لذلك مقت ذلك الجيل وقلتُ انهم دائماً يضلون في قلوبهم ولكنهم لم يعرفوا سبلي. حتى أقسمت في غضبي لن يدخلوا راحتي؛ ولمن أقسم لن يدخلوا راحته إلا للذين لميُطيعوا. (عبرانيين 3: 7 – 11، 18) v ويقول جميع الأمم لماذا فعل الرب هكذا بهذه الأرض، لماذا حمو هذا الغضب العظيم! فيقولون: لأنهم تركوا عهد الرب إله آبائهم الذي قطعه معهم حين أخرجهم من أرض مصر. وذهبوا وعبدوا آلهة أُخرى وسجدوا لها، آلهة لم يعرفوها ولا قسمت لهم. فاشتعل غضب الرب على تلك الأرض حتى جلب عليها كل اللعنات المكتوبة في هذا السفر. واستأصلهم الرب من أرضهم بغضب وسخط وغيظ عظيم، وألقاهم إلى أرض أُخرى (السبي) كما في هذا اليوم. (خطاب موسى الثالث تثنية 29: 24 – 28) v وأقام الرب قضاة فخلصوهم من يد ناهبيهم. ولقضاتهم أيضاً لم يسمعوا، بل زنوا وراء آلهة أُخرى وسجدوا لها، حادوا سريعاً عن الطريق التي سار بها آباؤهم لسمع وصايا الرب، لم يفعلوا هكذا. وحينما أقام الرب لهم قضاة كان الرب مع القاضي وخلَّصهم من يد أعدائهم كل أيام القاضي، لأن الرب ندم (الأصح في الترجمة = يُشْفِقُ pity ×*×—× وليس ندم وهي تأتي في أصل معناها يُشفق لراحة، بمعنى أنه يرتاح في الإشفاق) من أجل أنينهم بسبب مضايقيهم وزاحميهم. |
||||
07 - 09 - 2018, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
وعند موت القاضي كانوا يرجعون ويفسدون أكثر من آبائهم، بالذهاب وراء آلهة أُخرى ليعبدوها ويسجدوا لها، لم يكفوا عن أفعالهم وطريقهم القاسية. فحمي غضب الرب على إسرائيل وقال: من أجل أن هذا الشعب قد تعدوا عهدي الذي أوصيت به آباءهم، ولم يسمعوا لصوتي. فأنا أيضاً لا أعود أطرد إنساناً من أمامهم من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته. لكي امتحن بهم إسرائيل أيحفظون طريق الرب ليسلكوا بها كما حفظها آباؤهم أم لا. فترك الرب أولئك الأمم ولم يطردهم سريعاً ولم يدفعهم بيد يشوع. (قضاة 2: 16 – 23) v لذلك سمع الرب فغضب واشتعلت نار في يعقوب وسخط أيضاً، صعد على إسرائيل. لأنهم لم يؤمنوا بالله ولم يتكلوا على خلاصه. (مزمور 78: 21 – 22)فغضب الله (المعلن على جميع فجور الناس وإثمهم) يُعتبر رد فعل مُناسب لطريقة حياة الناس وسلوكهم في حياتهم الشخصية الحاضرة لأنها تأثر في مستقبلهم والأجيال القادمة، بل وتمتد – أيضاً – للحياة الآتية فيمكثوا في الهلاك الأبدي تحت الدينونة في المكان المعد لإبليس ملائكته. v ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته (أعوانه). (متى 25: 41) |
||||
07 - 09 - 2018, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
وطبعاً لا بُدَّ من أن يُظهر الله ما هي نتيجة الخطية وفعلها المُدمر للنفس،لأن الاستمرار فيها يُقسي القلب ويُدمر ملكات النفس الروحية إذ تُربكها وتُصيبها بشلل روحي عظيم وتُهلكها أبدياً، لأن لا بُدَّ من أن يرى شعبه الخاص عقوبتها الظاهرة أمام أعينهم، لأن أن لم يرى الإنسان نتيجة مرض الخطية المؤدي للموت فعلياً فأنه لن يكف عنها وسيعتبر أن أمرها بسيط للغاية، لذلك نرى نتيجة أفعال الخطية التي ظهرت في العقاب الظاهر بالنسبة لسدوم وعمورة وغيرها من العقوبات التي نراها في العهد القديم كلها، وأيضاً في موضوع حنانيا وسفيرة في أعمال الرسل.. الخ. v فانهم بامتحانك لهم، وان كان تأديب رحمة، فهموا كيف كان عذاب المنافقين المقضي عليهم بالغضب؛ ولما لم يتعظوا بتأديب السخرية ذاقوا العقاب اللائق بالله؛ ان احكامك عظيمة لا يُعبَّر عنها، ولذلك ضلَّت النفوس التي لا تأديب لها. (الحكمة 11: 10؛ 12: 26؛ 17: 1) v قد نسيك كل محبيك، اياك لم يطلبوا، لأني ضربتك ضربة عدو، تأديب قاسٍ، لأن إثمك قد كثر وخطاياك تعاظمت؛ هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: اذهب وقل لرجال يهوذا وسكان أورشليم أما تقبلون تأديباًلتسمعوا كلامي يقول الرب (إرميا 30: 14؛ 35: 13) v فتكونين عاراً ولعنة، وتأديباً ودهشاً للأمم التي حواليك إذا أُجريت فيكِ أحكاماً بغضب وبسخط وبتوبيخات حامية، أنا الرب تكلمت؛ وأُجري عليهم نقمات عظيمة بتأديب سخط، فيعلمون إني أنا الرب، إذ أجعل نقمتي عليهم. (حزقيال 5: 15؛25: 17)وطبعاً يلزمنا أن نعي أن غضب الله غير موجه لأعمال شرّ شعب إسرائيل وحده فقط، بل لباقي الشعوب أيضاً بلا استثناء أو تمييز، لأن ليس عند الله مُحباه، وهو مؤدب الشعوب بالاستقامة: v هكذا قال السيد الرب إني أُبيد ثروة مصر بيد نبوخذراصر ملك بابل. هو وشعبه معه، عُتاة الأمم يؤتى بهم لخراب الأرض فيجردون سيوفهم على مصر ويملئون الأرض من القتلى. واجعل الأنهار يابسة وأبيع الأرض ليد الأشرار وأُخرِّب الأرض.. أنا الرب تكلمت. هكذا قال السيد الرب وأُبيد الأصنام وأُبطل الأوثان من نوف، ولا يكون بعد رئيس من أرض مصر، وأُلقي الرعب في أرض مصر. وأُخرِّب فتروس وأُضرم ناراً في صوعن وأُجري أحكاماً في نو. واسكب غضبي على سين حصن مصر، واستأصل جمهور نو. وأضرم ناراً في مصر سين، تتوجع توجعاً، ونو تكون للتمزيق، ولنوف ضيقات كل يوم. (حزقيال 30: 10 – 17) |
||||
07 - 09 - 2018, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
وطبعاً الله مستحيل يُظهر أو يُعلن غضبه بإدانة صريحة واضحة، وبصورة شكل عقاب ظاهر مُباشر، بدون تنبيه سابق أو إنذار واضح لا ريب فيه أو شك، لذلك يُظهر الكتاب المقدس التحذيرات الإلهية مثلما يُحذر الأب ابنه لكي يتعقل وتنضبط حياته حسب إرادة ابيه الصالحة:
v لا تُسئ إلى أرملة ما ولا يتيم. أن أسأت إليه فاني أن صرخ إليَّ اسمع صراخه. فيحمى غضبي وأقتلكم بالسيف فتصير نساؤكم أرامل وأولادكم يتامى. (خروج 22: 22 – 24) v فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. فاحترز لئلا تنسى الرب الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. الرب إلهك تتقي وإياه تعبد وباسمه تحلف. لا تسيروا وراء آلهة أُخرى من آلهة الأمم التي حولكم. لأن الرب إلهكم إله غيور في وسطكم، لئلا يحمى غضب الرب إلهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض. (تثنية 6: 5 و6؛ 12 – 15) v وبغضب وغيظ انتقم من الأمم الذين لم يسمعوا. (ميخا 5: 15)فدينونة الله العادلة وتأديبه الخاص تمتد لجميع الشعوب بلا استثناء، حتى شعب إسرائيل المختار نفسه والذي عنده العهود والوعود وميراث المجد من الله، لأن ليس عند الله تحزب ولا تحيز لإنسان مهما من كان هوَّ، وهو لا يقبل الرشوة ولا ينظر للعطايا والتقدمات مهما ما كانت حتى لو تبرع الإنسان بكل أمواله وبنى هياكل باسم الله، ولا حتى يهتم بالاعتكاف وإعطاء النذور حتى لو الإنسان كرس حياته لله وعاش في وحدة كاملة أو عاش راهب وبشكل قديس عظيم وسط الناس، فهو لا ينظر لشكل العبادة ومظهرها الخارجي مهما ما كانت عظمتها ودقتها، إنما ينظر للقلب وحده فقط. v اصغ يا شعبي إلى شريعتي، أميلوا آذانكم إلى كلام فمي. افتح بمثل فمي، أُذيع ألغازاً منذ القدم. التي سمعناها وعرفناها وآباؤنا أخبرونا. لا نخفي عن بنيهم إلى الجيل الآخر مُخبرين بتسابيح الرب وقوته وعجائبه التي صنع. أقام شهادة في يعقوب ووضع شريعة في إسرائيل التي أوصى آباءنا أن يُعرِّفوا بها أبناءهم. لكي يُعلِّم الجيل الآخر بنون يولدون فيقومون ويخبرون أبناءهم. فيجعلون على الله اعتمادهم، ولا ينسون أعمال الله بل يحفظون وصاياه. ولا يكونون مثل آبائهم جيلاً زائغاً ومارداً، جيلاً لم يثبت قلبه ولم تكن روحه أمينة لله. (مزمور 78: 1 – 8)إذاً الموضوع ليس مسألة شكل خارجي ولا مظهري ولا مجرد أعمال شكليه ذات طابع تقوي قدام الناس، بل أمانة، أي ثبات قلب ظاهر في حفظ الوصية، لأنه مكتوب: فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك (تثنية 6: 5)، وقد وضحها الرب يسوع من الناحية العملية التطبيقية حينما قال: الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أُحبه وأُظهر له ذاتي؛ الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني (يوحنا 14: 21؛ 24)، ولذلك مكتوب أيضاً: حقق ما نطقت به وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك؛ لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به، هوذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضاً منكم في السجن لكي تُجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة (سيراخ 29: 3؛ رؤيا 2: 10) |
||||
07 - 09 - 2018, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
الغضب الإلهي والرجاء الحي
ولنلاحظ أن موضوع غضب الله – في الكتاب المقدس – يُلازمه دائماً بشارة رجاء حي صالح، إذ يُظهر اتساع محبة الله الأبوية لإفلاح النفس وإنقاذها من حالة الظلام المُسيطر على كل ملكاتها، لأن الغضب الإلهي لم يكن غضب إهلاك وفناء وسحق من أجل الانتقام من إنسان، لأن حتى الكلام في الكتاب المقدس يتجه للانتقام من الشرّ وحجب وجه الله عن فاعلي الشرّ [لأن عيني الرب على الأبرار وأُذنيه إلى طلبتهم، ولكن وجه الرب ضد (أو يقف ضد) فاعلي الشر؛ ويلٌ للأمة الخاطئة، الشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلي الشرّ، أولاد مُفسدين، تركوا الرب، استهانوا بقدوس إسرائيل، ارتدوا إلى وراء (وهنا يقصد الارتداد عن الإيمان = وشعبي جانحون إلى الارتداد عني؛ انظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي – هوشع 11: 7؛ عبرانيين 3: 12) – 1بطرس 3: 12؛ إشعياء 1: 4]،
لأنه ليس إله سادي، لذلك – كما رأينا سابقاً – حينما يؤدب الإنسان فأنه يتركه لشر أعماله وهي وحدها كفيلة أن تنتقم منه وتدخله في دوامات نفسية وأحياناً مشاكل اجتماعية قاتلة تجعله في النهاية يصرخ لله ويُناديه لكي ينقذه، لأن التورط في الشرّ ذاته لهُ عقابه الخاص النابع تلقائياً منه كنتيجته الطبيعية، أي ثماره، مثل البذرة الفاسدة التي في النهاية تثمر ثمر معطوب غير نافع، لأن الشر – حسب طبيعته – مصدر كل تعب ومشقة وعدم راحة ولا سلام، فحتى لو تنبأ بعض الذين يدَّعون النبوة أو المسئولين عن التعليم بسلام للأشرار، لكن – من جهة الأمر الواقع عملياً – سيظل لا سلام، لأن طالما الإنسان مبتعد عن ملك السلام ومصدر راحته فأن نفسه ستظل مرة لا تعرف طريق السلام. v لا سلام قال الرب للأشرار؛ ويشفون كسر بنت شعبي على عثم قائلين سلام، سلام، ولا سلام؛ أي أنبياء إسرائيل الذين يتنبأون لأورشليم ويرون لها رؤى سلام، ولا سلام يقول السيد الرب. (إشعياء 48: 22؛ إرميا 6: 14؛ حزقيال 13: 16) |
||||
07 - 09 - 2018, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
فاحذروا ممن يقولون سلامٌ، سلام، ويخدعون النفوس بقناعة العقل وإيحاء السلام والفرح،لأن لو الإنسان اقنع نفسه عقلياً أنه مقبول عند الله وأنه في سلام سيعيش مخدوعاً من الفكر المغيب في واقع افتراضي لا يمت بصلة للحياة الواقعية، ويظن أن عنده بركة، وهي بركة وعظ منابر وهمية، لأنه مكتوب: البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها اليوم (تثنية 11: 27)، فلا تخدعوا أنفسكم بعلوم العالم النفسية وأفكار الناس الوهمية، ولا تصغوا لفكرة إنجيل الرخاء الغريب عن مسيح القيامة والحياة، لأن دليل الحياة باستقامة هو الحياة بالوصية، والسلام الذي مصدره البرّ الذي لا يأتي إلا للإنسان الذي يحيا بالإيمان العامل بالمحبة، والإيمان = طاعة. عموماً ينبغي أن نُدرك ونعي أن غضب الله للإصلاح والتقويموتعديل المسيرة التي اعوجت وسارت في اتجاه مُعاكس لحياة النفس ومجدها، لأن الغضب الإلهي مرتبط بجوهر طبيعته أي المحبة، ومحبته محبة أبوية مملوءة من كل رحمة وشفقه، وأبوته مصدر أمانة دائمة مُمتدة لا تتوقف، لأن أمانة الله مُطلقة ووعده ثابت لا يهتز أو يتزعزع أو يتغير، فمستحيل أن يكون غضب الله غضب مجرد لأجل الغضب في ذاته، أو لأجل الانتقام والتشفي لحساب الذات، لكن له هدف صريح مُعلن واضح، لأنه تكمن فيه قوة المحبة الفائقة الإدراك، وذلك بعكس الإنسان الغاضب، لأنه يندفع من منطلق أعصابه ليُبيد دون شفقة المحبة الحانية لأجل الإبراء والشفاء، لأن ثورة غضب الإنسان الطبيعي لا تصنع برّ ولا صلاح، إنما تُنشئ كل بُطل وتعمل للقتل والسحق، وليس فيها شيء يُرتجى، لأن غضب الإنسان عادةً يكون للانتقام والتشفي، وهذا يختلف كُلياً عن طبيعة الله وإعلان غضبه في الكتاب المقدس. v حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً (اغتاظ وغضب وثار لكرامته)، فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. (متى 2: 16) v رنموا للرب يا اتقياءه واحمدوا ذكر قدسه. لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه، عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم (يَا أَتْقِيَاءَ الرَّبِّ رَنِّمُوا لَهُ، وَارْفَعُوا الشُّكْرَ لاِسْمِهِ القدوس. فَإِنَّ غَضَبَهُ يَدُومُ لِلَحْظَةٍ، أَمَّا رِضَاهُ فَمَدَى الْحَيَاةِ، يَبْقَى الْبُكَاءُ لِلَيْلَةٍ، أَمَّا فِي الصَّبَاحِ فَيَعُمُّ الابْتِهَاجُ). (مزمور 30: 5) |
||||
07 - 09 - 2018, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: غضب الله الأبوي
v اِنْهَضِي، انْهَضِي! قُومِي يَا أُورُشَلِيمُ الَّتِي شَرِبْتِ مِنْ يَدِ الرَّبِّ كَأْسَ غَضَبِهِ. ثُفْلَ كَأْسِ التَّرَنُّحِ شَرِبْتِ. مَصَصْتِ. لَيْسَ لَهَا مَنْ يَقُودُهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ وَلَيْسَ مَنْ يُمْسِكُ بِيَدِهَا مِنْ جَمِيعِ الْبَنِينَ الَّذِينَ رَبَّتْهُمْ. اِثْنَانِ هُمَا مُلاَقِيَاكِ. مَنْ يَرْثِي لَكِ؟ الْخَرَابُ وَالاِنْسِحَاقُ وَالْجُوعُ وَالسَّيْفُ. بِمَنْ أُعَزِّيكِ؟ بَنُوكِ قَدْ أَعْيُوا. اضْطَجَعُوا فِي رَأْسِ كُلِّ زُقَاقٍ كَالْوَعْلِ فِي شَبَكَةٍ. الْمَلآنُونَ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ مِنْ زَجْرَةِ إِلَهِكِ. لِذَلِكَ اسْمَعِي هَذَا أَيَّتُهَا الْبَائِسَةُ وَالسَّكْرَى وَلَيْسَ بِالْخَمْرِ. هَكَذَا قَالَ سَيِّدُكِ الرَّبُّ وَإِلَهُكِ الَّذِي يُحَاكِمُ لِشَعْبِهِ: هانذا قَدْ أَخَذْتُ مِنْ يَدِكِ كَأْسَ التَّرَنُّحِ ثُفْلَ كَأْسِ غَضَبِي. لاَ تَعُودِينَ تَشْرَبِينَهَا فِي مَا بَعْدُ. (أشعياء 51: 17 – 22) v انا اشفي (أُبْرِيءُ) ارتدادهم، أحبهم فضلاً، لأن غضبي قد ارتد (تَحَوَّلَ) عنهم. (هوشع 14: 4) |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قلب الله الأبوي |
التوازن المبني على كلمة الله والذي يُميّز إنسان الله |
ما هي توبتنا وتأديب الله بغضبه الأبوي |
غضب الله الأبوي - الجزء الخامس والأخير |
قلب الله الأبوى |