صفقات الدم والنار بين أردوغان وتميم
ما يقرب من ثلاثة أسابيع مرت على الزيارة التى قام بها تميم بن حمد أمير إمارة الإرهاب لتركيا، وحتى الآن لازالت الكواليس الكاملة للقاءات التى تمت بينه وبين رجب طيب أردوغان الرئيس التركى غامضة، فتلك الاجتماعات التى ضمت أكبر داعمى الإرهاب فى المنطقة حملت اتفاقات سرية على ترتيب الأوراق فى المرحلة المقبلة فى ظل تغير التداعيات الإقليمية والدولية والحرب المستعرة ضد دور الدوحة المشبوة.
حلفاء الإرهاب يحاولون الفرار من عملية تضييق الخناق على تمويل ودعم التطرف فى المنطقة، فمنذ أن قرر الرباعى العربى قطع العلاقات مع الدوحة فى يونيو الماضى ظهر بوضوح التحالف بين تميم وأردوغان والإخوان الإرهابية، حيث قررت أنقرة أن تقف خلف حليفها فى قطر لحماية مشروعها الذى تسعى لتنفيذه فى الدول العربية من تمكين الإسلام السياسى، ومحاولة استعادة ما خسرته بعد نكسة الإخوان فى مصر عقب 30 يونيو وتراجعهم فى سوريا وتونس وليبيا. وفى سبيل محاولة استعادة زمام الأمور اجتمع تميم وأردوغان فى الدوحة منتصف يناير بعد شهر من اجتماع آخر جمعهما أيضا فى أنقرة، وتقارب تلك الاجتماعات تؤكد على أن شيئا خفيا يحاك من قبل العاصمتين الأخطر على استقرار المنطقة، حيث وضع الجانبان خطة مدروسة لمحاولة إعادة تمكين الإخوان من جديد فى العواصم العربية التى شهدت انتكاستهم منذ أربعة سنوات.
صحيفة الديار اللبنانية كشفت جانب من الاتفاقات السرية بين أردوغان وتميم لحماية الإخوان الإرهابية خاصة فرعيها فى سوريا ومصر الأضعف حاليا، حيث يشمل الدعم شقين ماليا ولوجستيا عن طريق دعمهم بالسلاح، ففى مصر ستعمل مخابرات قطر وتركيا على إرسال أسلحة إلى الجماعات الإرهابية فى سيناء لمقاومة الحرب الضارية التى يقودها الجيش المصرى ببسالة. وقال التقرير، إن أنقرة والدوحة اتفقتا على دعم الإخوان الإرهابية فى مصر سياسيا بطريقة سرية فى المرحلة المقبلة فى محاولة بائسة لإعادتهم للساحة السياسية مجددًا فى صفوف المعارضة، حيث قرر الجانبان أن تعمل المخابرات التركية والقطرية على إيصال الأموال إلى ما تبقى من قيادات إخوانية فى مصر كى يشكلوا معارضة عنيفة ضد الحكومة المصرية، وهو يأتى فى إطار مساعى قطر وتركيا لزعزعة الاستقرار فى مصر منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة فى 2014. وعلى الساحة السورية، تحاول تركيا وقطر تمكين الإخوان فى سوريا بعد أن فقدوا كثيرا من مكانتهم الدولية كطرف قوى فى حل الأزمة خاصة فى ظل انتصارات الرئيس السورى بشار الأسد على الجماعات الإرهابية فى سوريا وتطهير الأراضى، ووافق تميم خلال اجتماعه بحليفه أردوغان على رصد مبالغ مالية ضخمة ستقوم بضخها الى أنقرة، حيث ستعمل مخابرات كلا البلدين القطرية والتركية على توزيع هذه الأموال على حركة الإخوان فى سوريا لدعمهم ماليا.
وأوضحت الصحيفة اللبنانية، أن الدعم المالى هو الأساس لإخوان سوريا، لأن هدفهم هو الانتشار الشعبى، وفى هذا الصدد ستخصص الدوحة 300 مليون دولار مساعدة سنوية لحزب الإخوان فى سوريا، وبذلك ينتشر الحزب عن طريق تقديم مساعدات مالية إلى العائلات الفقيرة والبلدات والمدن التى تسكنها عائلات أكثريتها تحت خط الفقر، خاصة فى ظل انهيار البنية التحتية للبلاد بعد سنوات الحرب واستنزاف كافة الموارد، وهى الطريقة المعتادة للإخوان من حيث التأثير على الطبقة الفقيرة عن طريق الدعم المالى. واعتبر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد، أن دعم جماعة الإخوان الإرهابية فى سوريا سيؤدى مع انتشارهم، معتبرين أنهم قوة كبيرة شعبية، وذلك استعدادا لمرحلة الحل السياسى والانتخابات فيما بعد، حيث سيكون المال القطرى الذى سيدخل عن طريق تركيا الوسيلة لإيصال مجموعة كبيرة من المنتمين للتنظيم لمجلس النواب ودخول الحياة السياسية فى المرحلة المقبلة حتى إذا استمر الأسد فى الحكم. وفى مقابل تنفيذ تركيا لتلك الخطط، حيث تعتبر البوابة الأولى للتحرك لعم الإخوان بعدما أصبحت الدوحة تحت المراقبة الدولية عقب كشف دورها المشبوه سيتلقى حزب أردوغان دعم مالى من قطر، حيث قالت "الديار"، إن قطر ستدعم حزب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يستند الى قاعدة الإخوان رغم عدم مجاهرة الرئيس التركى بذلك. واعتبرت الصحيفة، أن الاتفاق التركى – القطرى اتفاق خطير وقيام قطر بإدخال تركيا على الخط العربى فى مصر وسوريا وبلدان اخرى لدعم الإخوان يأتى لضرب التضامن العربى، وتركيز الانقسامات العربية وزعزعة أنظمة والاستقرار فى الدول العربية من مصر إلى السودان إلى سوريا ودول الخليج، فى وقت تحاول فيه قطر قيام توازن فى علاقاتها بينها وبين إيران عبر علاقة قوية مع تركيا، التى هى قوة اقليمية وعسكرية كبرى، والجيش التركى جيش قوى وفعال. يبدو أن حلفاء الإرهاب فى تركيا وقطر لن يكفوا عن محاولة ضرب استقرار المنطقة العربية، فتميم وأردوغان لم يدركا التغيير الإقليمى والدولى حولهما وأن الدور المشبوه الذى يقومان به لم يعد سرا يخفى على أحد، فالقاصى والدانى يعلم تلك التحركات التى تفوح منها راحة دم الأبرياء أينما ذهبوا.
هذا الخبر منقول من : اليوم السابع