|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله 2 كانون الثاني غربي (15 كانون الثاني شرقي) يجعل مترجموه تاريخ ميلاده يوم التاسع عشر من تموز سنة 1759م في بلدة كورسك في روسيا الوسطى. كان أبوه، إيزيدوروس، بنّاءً. رقد و قديسنا في السنة الأولى من عمره. أمه، أغاثا، كانت امرأة طيّبة قويّة النفس معروفة بحبها للمرضى و الأيتام و الأرامل و عنايتها بهم. محبّة أمّه للناس أثّرت في نفسه أيّما تأثير، فلما كبر أبدى من التفاني في خدمة المرضى والمضنوكين ما كان في خط أمه و يزيد. سيرافيم، الذي كان اسمه يومذاك بروخوروس، هو ثالث الأولاد في الأسرة بعد أخ و أخت. عندما بلغ بروخوروس العاشرة من عمره مرض مرضاً خطيراً. وفيما ظن من حوله أنه مشرف على الموت تعافى. وقد أخبر أمّه، فيما بعد، أن والدة الإله أتت إليه في رؤيا ووعدته بأن تشفيه. مذ ذاك نمت بين والدة الإله و بينه علاقة مميّزة. |
11 - 04 - 2017, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
عندما بلغ السابعة عشرة اشتغل في التجارة مع أخيه ألكسي، لكن التجارة لم تستهوه بحال. كان عقله في الإلهيات أبداً. وما فهم البيع والشراء ورأس المال والدين إلا إشارات و رموزاً للحقائق الروحية. وقد مالت نفسه إلى الحياة الرهبانية فسافر واثنين من أصحابه إلى كييف. هناك سمع من فم أحد الآباء الشيوخ كلمة اعتمدها، والكلمة كانت: "سوف تذهب إلى ساروف، يا ولدي. هناك تكون نهاية حجِّك الأرضي... والروح القدس يهديك و يسكن فيك". مذ ذاك سلك بروخوروس طريق ساروف. وكانت ساروف على بعد ثلاثمائة كيلومتر من كورسك. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
راهباً مبتدئاً انضم بروخوروس إلى دير ساروف الكبير و هو في التاسعة عشرة من عمره. كان قوي البنية، تبدو عليه علامات الذكاء و الحيوية. عيناه زرقاوان. وروحه فرحة مرحة. سلك في الطاعة والتواضع وصلاة القلب والأصول الرهبانية ككل الرهبان. عمل في الدير خبّازاً و عمل نجّاراً. جمع بين العمل و صلاة يسوع. واعتاد أن يقول فيما بعد: "كل الفن هناك! فسواء جئت أم ذهبت، كنت جالساً أم واقفاً أم في الكنيسة، لتخرجْ هذه الصلاة من بين شفتيك: أيها الرب يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ. فإذا استقرّت هذه الصلاة في قلبك، وجدت سلاماً داخلياً و خفراً في النفس والجسد". هذه الكلمات كانت نتاج الخبرة لديه. لاحظ رؤساء بروخوروس صبره و احتماله وحميّته في الخدم الليتورجية فجعلوه قارئاً. وكان محباً لكتب الآباء. نُهي عنه أنه درس مؤلّف القديس باسيليوس الكبير عن الخلق في ستة أيام وكذلك مقالات القديس مكاريوس وسلّم الفضائل للقديس يوحنا السلّمي وغيرها من كتابات الآباء النسّاك، إضافة إلى الكتاب المقدس الذي اعتاد أن يسمِّيه "زوّادة النفس"، وكان يقرأه، لاسيما العهد الجديد منه، واقفاً أمام الإيقونات. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
كان بروخوروس، أول الأمر، يقسو على نفسه قسوة شديدة، يسهر كثيراً ولا يأكل إلا قليلاً. وقد سبّب له ذلك أوجاعاً حادة في الرأس ومرض. لذلك أخذ ينصح المبتدئين، فيما بعد، بعدم التقسّي الشديد في النسك، أن يناموا خمس أو ست ساعات ويرتاحوا قليلاً أثناء النهار إذ ليست الإماتة موجهة للجسد بل للأهواء. الجسد يجب أن يكون عشير النفس ومساعدها في عمل الكمال، وإلا فإن الجسد المضنى يضعف النفس، هذا ولم يسترد بروخوروس عافيته إلا بعد ثلاث سنوات وبعدما ظهرت له والدة الإله، من جديد، برفقة بطرس ويوحنا، وقالت لهما عنه: "هذا واحد منا!". لبس بروخوروس الإسكيم الرهباني وهو في السابعة والعشرين. من ذلك اليوم صار اسمه سيرافيم. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
شماساً تشمّس سيرافيم سبع سنوات عرف خلالها الاكتئاب لقصوره عن تسبيح الله كالملائكة على الدوام. و قد أُعطي أن يعاين الملائكة يشتركون في خدمة الهيكل و الكهنة و الشمامسة، وسمعهم يرنّمون ترانيم سماوية لا مثيل لها بين الناس. قال "في نشوتي، التي لم يكن يعكرها شيء، كنت أنسى كل شيء. لم أكن واعياً أني على الأرض. أذكر فقط أني دخلت الكنيسة وخرجت منها. أما الوقت الذي أمضيته في خدمة هيكل الرب فكان خفيفاً رقيقاً رائعاً. ذاب قلبي كالشمع في وهج ذاك الفرح الذي لا يدانى". و قد عاين سيرافيم الرب يسوع مرة و كان يشمِّس فتسمّر في موضعه إلى أن خرج شمّاسان و حملاه إلى الداخل حملاً. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
كاهناً سيم القديس كاهناً وهو في سن الثلاثين فصار يقيم الذبيحة الإلهية كل يوم. وقد منّ عليه الرب الإله بمواهب الشفاء و طرد الأرواح الشرّيرة و البشارة بكلمة الله. كما اعتاد أن يحثّ المؤمنين على المناولة المتواترة. لكنه كان يعرف أن للمناولة أكثر من قناة. قال، مرة، لأرملة مات زوجها و لم يتسنّ له أن ينال القدسات: "لا تخافي على خلاصه، يا فرحي، لأنه يحدث أحياناً أن تحول ظروف قاهرة دون مناولة إنسان ما: فمثل هذا يمكن أن يحظى بالقدسات، بحال غير منظورة، من يد ملاك الرب". بعد سنة من ذلك، سمح له رؤساؤه بمغادرة الدير و العيش ناسكاً على بعد حوالي ستة كيلومترات من الدير في الغابة. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
ناسكاً كان القديس سيرافيم قد شاخ قبل أوانه. كما كان المرض و الإمساك قد أضنياه، وكانت رجلاه منتفختين متقرّحتين. لهذا سمح له رؤساؤه بالعزلة. اعتاد أن يقرأ الأناجيل كمن يطلب أن يشترك في خبرة أحداثها. لهذا السبب أطلق على عدد من الأمكنة في محيطه أسماء كتابية، و أخذ يقرأ في كل منها الفصول التي تناسبها. فهنا الناصرة و هناك بيت لحم و هنالك قمة ثابور و الجسمانية. كان لا يذهب إلى الدير إلا في آخر الأسبوع و لا يحمل معه إلا القليل من الخبز عائداً. و قد كان له شركاء في طعامه: حيوانات البرّية التي صارت له عشيرة أليفة. فمن المعروف مثلاً أن دباً كان يأتيه كالحملان ليأكل من يده. وقد اعتاد أن يعمل قليلاً في الأرض ويرتل أثناء العمل. وكثيراً ما كان يحدث أن يخطف بالروح و هو يرنم. وفي عودة القديس إلى الدير، في الآحاد والأعياد، كان الرهبان يتحلّقون حوله ويصغون إليه و هو يحدثهم عن الله: "بمقدار ما تدفئ محبة الرب قلب الإنسان، بنفس المقدار يجد المرء، في اسم الرب يسوع، حلاوة و سلاماً". اعتاد الرهبان انتظاره في مجيئه إليهم و البهائم في عودته إلى منسكه. كانت الحيوانات و العصافير و الزحّافات تجتمع أمام بابه تنتظر طعامها. مرة سأل الشمّاس ألكسندروس القديس سيرافيم كيف يتمكن من إطعام هذا الجم من الحيوانات فأجابه: لا أعرف كيف، أعرف فقط أني كلما مددت يدي إلى كيسي وجدت فيه ما ألقيه إليها. كان منسكه أجرد. حتى السرير لم يكن موفوراً، لأن سيرافيم كان يستلقي على كيس من الحجارة الملساء. غمبازه كان يتيماً وله حبل يربط وسطه به، لكن كان عنده للشتاء معطف سميك وقبعة رهبانية. كثيرون أخذوا يشقّون طريقهم إليه طلباً للنصح و البركة فتضايق و سأل الله حلاً فتشابكت الأغصان حول منسكه إلى حدّ تعذّر معه وصول الراغبين إليه. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
صراع مع إبليس و كثيراً ما كان يبدو للقديس سيرافيم كأن حيطان منسكه على وشك التداعي والعدو يزأر و يهاجم من كل صوب و الحيوانات الضارية تضرب المكان بعنف لتنقضّ على من في الداخل. أصوات الصراخ والحيوانات الهادرة ملأت أذنيه. أحياناً كان يحس كأن أحداً يحمله في الجو ثم يلقيه أرضاً بعنف. و لما سئل القديس ما إذا كان قد رأى الأبالسة أجاب ببساطة: "إنها مقرفة!". ثم بعد حين تغيّر نوع هجمات الشرّير عليه فربضت على قلبه كآبة ثقيلة واضطربت في روحه أفكار داكنة. عاين القديس نفسه مداناً، و قد تخلّى الله عنه. ساعتذاك قاربت معاناته اليأس. لذا قال: "من اختار حياة النسك وجب عليه أن يشعر بأنه مصلوب أبداً... والناسك، متى جربّته روح الظلمة، كان كأوراق الشجر الميتة في مهب الريح، و كالغيوم في هوجة العاصفة. شيطان البريّة ينزل على الناسك قرابة نصف النهار ليزرع فيه قلقاً لا يستكين... هذه التجارب لا تُقهر بغير الصلاة". معركته مع الأبالسة دامت سنوات. لا نعرف الكثير عنها. نعرف فقط أنه بقي ألف يوم راكعاً أو منتصباً على الصخر يصلّي. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
ثلاثة لصوص وجاء إلى القديس ثلاثة لصوص فيما كان يقطع الحطب في الغابة وطلبوا منه مالاً. وإذ لم يكن عنده ما يعطيه لهم غضبوا أشد الغضب وضربوه بقسوة فأغمي عليه. وبالجهد، بعدما استعاد وعيه، جرّر نفسه إلى الدير. كانوا قد تسبّبوا في إحداث كسور في جمجمته وأضلاعه علاوة على الجراح. ولم يسترد عافيته إلا بعد أشهر. وقد شاب شعره واحدودب ظهره وصار لازماً له أن يستعين في مشيته بعصى. فلما عاد إلى منسكه دخل في صمت و لم يعد يذهب إلى الدير، فاتخذ مجلس الشركة قراراً باسترداده، فعاد طائعاً. كان قد مضى على نسكه خمسة عشر عاماً. |
||||
11 - 04 - 2017, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله
مقفلاً على نفسه أقفل القديس على نفسه قرابة الخمس سنوات قليلاً ما كان فيها يكّلم أحداً، وكانوا يأتونه بالقدسات إلى قلاّيته. ثم بعد ذلك انفتح وصار يقبل الزائرين المنتصحين. بعض رؤساء الأديار في الجوار كان يأتي إليه سائلاً المنفعة فكان يحثّهم على اللطف ومحبة الإخوة كمثل ما تحب الأم أولادها وأن يصبروا على ضعفاتهم وشتى سقطاتهم. كما اعتاد أن يقول لهم: "تعلّموا أن تكونوا في سلام وألوف النفوس من حولكم تجد الخلاص". على هذا النحو، وبعد سبع وثلاثين عاماً من التهيئة بانت موهبة القديس: أن يكون شيخاً روحانياً، ستاريتزاً يُعنى بالنفوس. وصاروا يأتون إليه من كل مكان. حتى القيصر الكسندروس الأول اعتاد المجيء إليه. وإذ زاد عدد الطالبين صلواته فوق الطاقة صار أحياناً يكتفي بإضاءة شمعة لكل منهم اقتداء بموسى الذي أشعل من أجل الشعب قديماً ناراً تكفيرية. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس سيرافيم ساروفسكي ووالدة الإله |
ايقونات للقديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله |
القّديس البار سيرافيم ساروفسكي الحامل الإله |
القدّيس سيرافيم ساروفسكي |
القديس(سيرافيم صاروفسكى) |