|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور" ----------------------------- لا يليق بالمؤمن وقد أدرك أسرار الله الفائقة أن يدين أحدًا أو يحسب ما يحل بالآخرين عقوبة إلهية لخطايا خفية إذ يستخف بهم حتى وإن كانت خطاياهم ظاهرة. لقد سقط اليهود في ذلك فحسبوا البار، الذي بلا خطية، أنه يتألم ويُصلب عن شر أو تجديف ارتكبه. يقول المرتل: "لأن الذي ضربته أنت هم طردوه، وبوجع الذين جرحتهم يتحدثون" (مز ٦٩: ٥٦). ويقول إشعياء النبي: "نحن حسبناه مُصابًا مضروبًا من الله ومذلولا وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحُبره شُفينا" (إش ٥٣: ٤ – ٥). "ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل". كانت لحظات حاسمة حين تطلع رب المجد يسوع إلى المولود أعمى. إنها ليست لحظات لشفاء عيني المولود أعمى فحسب وإنما للكشف عن شخص السيد المسيح أنه نور العالم واهب البصيرة الداخلية ومع هذا لم يستطع أحد أن يكتشف ما وراء هذا العمى. لم يكن ممكنًا حتى تلك اللحظات لتلاميذ السيد المسيح أن يقرأوا ويفهموا كتاب العناية الإلهية لكنه جاء الوقت فيما بعد لإدراك هذا السرّ الإلهي، وللتعرف علي العمل الإلهي الفائق. إنه لم يتقدم للعمل لإبراز قدرته على صنع عجائب وإنما ليمارس أعمال أبيه الذي أرسله. لم يقل أمارس الأعمال التي أمرني بها أبي وإنما يمارس ذات أعمال أبيه. ويلاحظ هنا الآتي: أولاً : جاء إلى العالم لمهمة عمل، يحقق إرادة أبيه في طاعة كاملة كابن الإنسان، وهي ذات إرادة الابن. لهذا فمن يطيع، إنما يشارك مسيحنا طبيعة الطاعة. ثانيًا : يمارس ذات عمل الآب، وهذا ما يؤكده السيد المسيح في إنجيل يوحنا في وحدة العمل الإلهي، كما سنرى في عبارات قادمة واضحة. ثالثًا: بروح الحب للبشرية والطاعة والوحدة مع الآب يجد مسرة في تحقيق هذا العمل بل والتزام محبة، إذ يقول: "ينبغي أن أعمل". رابعًا: يعمل مادام نهار قبل أن يتحرك اليهود بالحقد والكراهية لقتل السيد المسيح. فترة خدمته هي فرص للعمل الظاهر حتى وإن كان الوقت سبتًا. هذه دعوة لنا للتحرك بالعمل، وانتهاز كل ساعات عمرنا لئلا ينتهي نهار عمرنا ولا نحقق رسالتنا. لقد وهبنا الله النهار للعمل (مز ١٠٤: ٢٢–٢٣) لذا يليق بنا ألا نلهو في نهار عمرنا ولا نفسده بل نجاهد في طاعة لله أبينا حتى متى حل المساء صار لراحتنا. خامسًا : يدعونا نحن أيضًا أن نعمل به ومعه، وكما يقول الرسول: "العاملان مع الله" (١ كو ٣: ٩). ففي العمل معه راحة وكرامة ومجد، نشترك معه في العمل مادمنا في الحياة قبل أن يحل الليل. .... ماذا تعني تلك الكلمات؟ ما هي النتائج المترتبة عليها؟ كثيرة. لأن ما يقوله هو نوع من هذا: مادام نهار حيث يمكن للشعب أن يؤمن بي مادامت هذه الحياة لازالت قائمة يلزمني أن أعمل. يأتي ليل، بمعنى أنه في المستقبل حيث لا يقدر أحد أن يعمل. لم يقل: "أنا لا أقدر أن أعمل" بل "لا يقدر أحد أن يعمل" بمعنى انه لا يعود يوجد إيمان ولا أعمال ولا توبة. لماذا دعا بولس هذه الحياة "ليلاً"؟ (رو ١٣: ١٢) وهنا دعاها السيد "نهارًا""؟ إنه لا يتحدث بما يعارض المسيح، إنما يقول نفس الشيء، وإن كان ليس في الكلمات لكن في المعنى. إنه يقول: "قد تناهى الليل وتقارب النهار". دعا الوقت الحاضر ليلاً، لأنه يقرنه بالنهار المقبل. دعا المسيح المستقبل "ليلاً" لأنه لا يوجد مكان لأعمال التوبة والإيمان والطاعة في العالم المقبل إن أُهملت خطية ما هنا. أما بولس فيدعو الحياة الحاضرة ليلاً، لأن من يستمر في شره وعدم إيمانه فهو في ظلمة. فإذ يوجه الحديث إلى المؤمنين قال: "قد تناهى الليل وتقارب النهار"، إذ يلزمهم أن يتمتعوا بذاك النور "فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور". |
03 - 04 - 2017, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: "فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور"
ربنا يبارك خدمتك
|
||||
03 - 04 - 2017, 12:03 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: "فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور"
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
13 - 06 - 2017, 07:28 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: "فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور"
فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ميرسى لموضوعك المثمر .. |
||||
13 - 06 - 2017, 08:29 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: "فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور"
ميرسي على الموضوع الجميل ماجى
ربنا يفرح قلبك |
||||
|