|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيزنس عمليات التجميل.. «اللي أوله نصب آخره كارثة» .. إحترس حلم البدناء يتحول الى كابوس فى غرف العمليات.. والمجال أصبح وسيلة للربح - برامج تليفزيونية تبيع الوهم للمشاهدين.. وإعلانات الأطباء تخالف القانون والمهنة - أساتذة تجميل: ما يحدث جريمة في حق المريض.. وتشويه لسمعتنا كمتخصصين - رئيس قناة «صحتي»: نحن نافذة الوزارة الرسمية للمواطن بدلا من برامج الجدل الطبي من إحدى المحافظات، جاءت "ل. م"، 35 سنة، إلي القاهرة تحلم بأن تتخلص من السمنة المفرطة التى لازمتها طيلة حياتها، والتى تفاقمت بعد حملها الأول حتى صارت 120 كيلوجراما. وبعد أن شاهدت الطبيب الذى يتحدث عن سهولة تحقيق الرشاقة فى برنامج تلفزيوني، قررت السفر الى "مصر" كي تتخلص من السمنة، ذهبت الضحية -والكلام علي لسان زوجها- الى عيادة الطبيب والذى بدورة ادخلها لاحدى غرف العمليات في المستشفي الصغير كى تخضع لعملية تدبيس المعدة، وعندما بدأت السيدة تعانى من انتكاسات طبية كثيرة، تتعلق بصعوبة التنفس ولم يستطع المستشفي الصغير تدارك الأمر، فققرروا نقلها لمستشفي عين شمس التخصصي بالعباسية. وللاسف كان الامر خارج نطاق السيطرة لأنها كانت تعاني التهابات عديدة بالجهاز التنفسي، ما ادى الى نزيف شديد، فتوفيت، ليتحول حلمها بالرشاقة الى كابوس على ابنتها وذويها. هذه السيدة الثلاثينية ليست أول أو آخر الضحايا فى سلسلة طويلة من الاهمال الطبي وقلة الخبرة فى اجراء عمليات التخسيس والتجميل فى مصر، فالكثيرون باتوا ضحايا مُدعى الطب غير المتخصصين فى اجراء مثل هذه العمليات، والفضل يرجع الى اعلانات وبرامج التلفزيونية التى يبيع الكثير منها الوهم لمن يحلم بالرشاقة والجمال، الحلم الذى تحول الى ادمان بين المصريين خصوصا فى ظل ارتفاع نسبة السمنة فى مصر الى 48.8 % بين النساء مقابل 26.4 % بين الرجال. المتاجرة بأحلام الرشاقة والجمال لهذا السبب، تحولت مهنة الطب الى "بيزنس" كبير، خصوصا في مجالى التجميل والتخسيس، والذى بات وعائا كبيرا للحصول على الاموال الطائلة من خلال بيع الوهم بتحقيق حلم الرشاقة والجمال، ونتيجة لذلك انتشرت بشكل كبير عمليات التجميل فى الوطن العربي ومصر، فطبقا لإحصائية حديثة أصدرها أحد المراكز المتطورة في مجال الجراحات التجميلية على المستوى العربي، فهناك 87.8 % من عمليات التجميل في دول الخليج لعام 2016 تجرى للنساء، بينما وصلت النسبة فى فى الرجال الى 12.2 %. تقرير المركز ذكر أن أكثر العمليات انتشارا بين النساء هى تجميل الأنف وشفط الدهون بالليزر، وذلك بعد دخول هذه التقنية المجال مما جعل الكثيرين يلجأون اليها لتجنب الالم. بجانب ذلك هناك عمليات حديثة ظهرت فى الافق مثل تضخيم الصدر بشكل مبالغ فيه، أو نفخ الشفتين بشكل زائد، أما اكثر العمليات انتشارا بين الرجال هى عمليات شفط الدهون والتخلص من الثدي وشد الوجه وإزالة زوائد الجفون وتصحيح الأنف. وبسبب هذا الهوس بالتجميل وانتشار نسبة السمنة، انتشرت بشدة العديد من الاعلانات والبرامج التي يطل الاطباء غير المختصين من خلالها لبيع الوهم. الكوارث تأتي من «غير المتخصصين».. والإعلام يروح لـ«بيع الوهم» الدكتور عمرو النجاري، أستاذ جراحة التجميل بكلية طب جامعة القاهرة، يقول إن هذه الاعلانات والبرامج باتت منتشرة بشكل كبير والتى تقدم عدد هائل من الاطباء غير المؤهلين، وتعلن عن مراكز غير متخصصة او مؤهلة لاجراء عمليات تخسيس أو تجميل ، كلها تؤدى الى حدوث كوارث طبية. ويضيف النجارى، لـ"اليوم الجديد"، أن هناك كثافة اعلامية للترويج لحلم التخسيس والجمال من قبل العديد من غير المتخصصين الذى يعلنون عن نفسهم مقابل دفع مبالغ طائلة من الامول وتكون النتيجة اضرار صحية للمرضي ومضاعفات خطيرة. ويؤكد النجارى انه صادف العديد من الحالات التى عانت من تشوهات الجسم نتيجة اجراء عمليات على ايدى غير المتخصصين من الاطباء، مشيرا الى أن اكثر المضاعفات انتشارا هي النزيف الشديد نتيجة شفط الدهون الخاطيء. وبحسب الأستاذ الجامعي، فإنه من بين المضاعفات المنتشرة ايضا حدوث تليفات فى الجلد نتيجة اجراء عمليات لشد الوجه، فعندما يتم حقن الوحه بطريقة خاطئة يؤدى ذلك الى حدوث تشوهات بالوجه يعصب بعد ذلك علاجها تجميليا. ويوضح النجارى: "عمليات شد الوجه يجب ان تتم بطريقة معينة على ايدى جراح متخصص لأن مضاعفاتها خطيرة من ضمنها حدوث نزيف وكدمات وانهيار اعصاب الوجه". العدد الكبير من ضحايا اعلانات وبرامج التلفزيون المروجة لتحقيق حلم الرشاقة والجمال، وفقا للنجاري، شوهت سمعة اساتذة التجميل والتخسيس المتخصيين، فالكثيرون أصبحوا يخافون من زيارة جراح التجميل أو التخسيس خوفا من حدوث مضاعفات خطيرة او الوفاة، على الرغم من أن الجراحات التجميلية حدثت بها طفرة الان، ووصلت الى تقنيات حديثة للغاية. وفى مصر، وصل العلم والتكنولجيا فى هذا المجال الى ذروته، بما يضاهي العالم فى التطور فى اساليب التجميل. ولفت طبيب التجميل إلى أن "كل اساليب التجميل فى العالم اصبحت متاحة فى مصر ولا داعى ابدا للسفر للخارج مثل ذى قبل"، كما أنه "لا تقتصر عمليات التجميل على كبار السن فهي مستحبة جدا للشباب للحفاظ على نضارة البشرة". وعموما، يطالب النجارى بتطبيق قوانين صارمة على الاعلام للحد من بث الاعلانات والبرامج التلفزيونية التى تعلن عن اطباء غير متخصصين، ويرى أنه "على الاقل يجب أن يكونوا من حاملى الدكتوراة كى يعلنوا عن انفسهم من خلال شاشات التلفزيون". وينصح النجارى بعدم الذهاب الى اي طبيب إلا بعد التأكد من كونه استاذ متخصص فى المجال، كما يشدد على ضرورة اجراء فحوصات كاملة شاملة الضغط والسكر والكشف عن ما اذا كان هناك أى عيوب خلقية قبل اجراء عملية للتجميل. الحذر ضروري مع عمليات «الليزر».. وإعلان الطبيب عن نفسه جريمة الدكتور أشرف أحمد عنب، استاذ جراحة التجميل بكلية طب جامعة القاهرة، يوافق زميله في كل ما قاله، بل ويحكي قصة من واقع عمله تكشف خطورة ما يحدث. يقول عنب لـ"اليوم الجديد": "أتت عندي مريضة فى العيادة تبلغ من العمر 30 عاما كانت قد شفطت دهون بالليزر ولكن للأسف تمت بطريقة خاطئة مما ادى الى حدوث حروق شديدة فى الجسم خاصة منطقة البطن والتى شوهت بالكامل، وحاولت قدر المستطاع على مدار حوالي شهرين علاج الحروق ولكن للاسف مازال هناك اثار فى الجسم، لأن الحروق التى حدثت نتيجة الشفط الخاطيء ادت الى تشوه شديد من الصعب ازالتة تجميليا". يشرح عنب أن شفط الدهون بالليزر عبارة عن عملية إذابة الدهون من خلال شعاع ليزر يتم إدخاله تحت الجلد، والقيام بشفط الدهون بشكل مباشر من خلال الأنبوب المصاحب للشعاع، ويمكن أن يتم ذلك من أي منطقة في الجسم ويقوم الشعاع بتسخين الانسجة، فيجب توخى الحذر عند استحدام الليزر لأنه يشد الجلد وبالتالى يجب ان يكون التسخين بدرجة معينة وليست شديدة حتى لا تحرق الجسم كي لا يترك اثرا لا يزول. ويشير أستاذ التجميل الى أن عمليات التخسيس والتخلص من السمنة مثلها مثل أى عملية لها اثار جانبية ولها مشاكل محتملة، ويجب على الطبيب اخبار المريض باحتمالية حدوث الاثار الجانبية، مشددا على انه يجب على رئيس نقابة الاطباء أن يمنع الاطباء من الاعلان عن انفسهم سواء من خلال الاعلانات والبرامج التلفزيونية لأن ذلك يعد جريمة بموجب القانون المصرى، فهذه ظاهرة غريبة لانه غير مسموح على الاطلاق ان يعلن الطبيب عن نفسه. البعد عن برامج الجدل الطبي غنيمة.. وقناة «صحتي» بديل متاح بدوره، يرى الدكتور سيد العباسي رئيس قناة "صحتي"، القناة الناطقة باسم وزارة الصحة، أن الظاهرة الحديثة المنتشرة بظهور الاطباء على شاشات التلفزيون دون أي رقابة ما هى الا فوضى إعلامية لبرامج واعلانات تقدم اطباء ليسوا متخصصين أو مؤهلين. ويضيف العباسي لـ"اليوم الجديد"، أن هناك أطباء يشترون ساعة فى قناة فضائية تتراوح تكلفتها من 10 الاف الى 25 الف، كي يعلن عن نفسه وعن عنوان مركزه او عيادته. ويوضح العباسي أن قناة "صحتى" هى لسان وعين الوزارة والقناة الشرعية للحكومة فى المجال الصحى، لانها تقدم خدمة طبية متكاملة غير مدفوعة الاجر مشتملة على برامج متنوعة من التثقيف الصحى والرعاية الصحية، ويشدد على أنه "لا يوجد اى نوع من انواع الاعلانات فى القناة ولا اى شكل من اشكال الدعاية". ويطالب العباسي وزارة الاعلام والمجلس الاعلى للصحافة بالرقابة على مثل هذه الاعلانات والبرامج التلفزيونية للحد من هذه الموضوعات التى تبيع الوهم للمرضي، كما يطالب وزارة الصحة بان تشدد الرقابة ايضا على المراكز الطبية المعلن عنها فى الاعلام. وويلفت إلى ضرورة تعاون وزارة الاستثمار مع وزاره الصحة لمنع أي طبيب من الظهور على القنوات الفضائية إلا بعد حصوله على تصريح من وزاره الصحة حتى يكون هناك رقابة مشددة على من يظهر على شاشات التلفزيون ويقول أي نصائح طبية أو يعلن عن نفسه. وينصح رئيس قناة "صحتي" المواطنين بضرورة الابتعاد عن مشاهدة قنوات الدجل والشعوذة وبائعى الوهم والتى تقدم اشخاص غير متخصصين فى المجال الطبي، وان يتابعوا قناة وزارة الصحة حتى لا يعرضون صحتهم للخطر. أخطاء طبية.. والثمن «حياة» بني آدم يبدو أن مأساة الفنانة الراحلة سعاد نصر تتكرر حاليا على ارض الواقع من جديد، والقصة معروفة وهزت المجتمع المصرى عندما ذهبت لاجراء عملية تخسيس لانقاص الوزن ونتيجة لجرعة تخدير زائدة دخلت فى غيبوبة كاملة اودت بحياتها في عام 2007. حالة من الحالات التي تشبه مأساة الفنانة الراحلة، يحكيها "م. ع"، الذي يقول: "زوجتي, 46 سنة, كانت تعاني من السمنة المفرطة ووصل وزنها الى 130 كيلوجراما وبعد مشاهدتنا لاعلان على شاشة التلفزيون يتحدث بها الطبيب عن عملية تدبيس المعدة التى تنقص الوزن بسهولة ، زرنا الطبيب الذي قال لنا يجب اجراء تحاليل، وبعد اسبوع تقريبا حدد موعد لاجراء العملية". في العملية ارتكب الطبيب خطأ طبيا اثناء اجراء عملية التدبيس ما أدى الى خروج سوائل كثيرة من الجسم، وإفرازات، وكان من المفترض ان تخرج الزوجة من المستشفي بعد يومين من اجراء العملية، إلا انه نتيجة حدوث الخطأ الطبي، اضطر الطبيب إلى أن يحجزها بالمستشفى، ولكن حالتها ساءت حتى توفيت. هوس التقليد ضار أحيانًا من معاناة السمنة المفرطة الى هوس التجميل وتقليد الفنانين، يظهر ضحايا غير المختصين أيضا، ومنهم "ف. س. أ"، فتاة ،25 سنة، والتي ذهبت لأحد مراكز التجميل لتحصل على شفاه ممتلئة بدلا من شفاهها الرفيعة، لأن الأولى أصبحت "موضة". فى المركز حقنوا شفاهها بمادة ما وبعد العملية وجدت الفتاة شكلهما رائعا، ولكن فور وصولها المنزل شعرت الفتاة بالام شديدة في وجهها واحمرار في شفتيها، والصدمة كانت أنها أصيبت بإلتهاب. تقول القتاة : "ذهب الى مركز التجميل حينها ورفضت مديرة المركز استقبالي لان وظيفتهم على حد عملها تنتهى فور خروج الحالة من عندهم، ومنذ حينها اشعر بتلك الالام مع وجود التهابات وتغيير فى شكل شفتي، والوضع اصبح اسوأ مما قبل العملية". اللعب الخبث بآلام مرضى السكر لم يكتف الاطباء بالترويج لحلم الرشاقة والجمال بل ان البعض بات يروج للتخلص من مرض السكر من النوع الثاني من خلال القيام بعملية تحويل المسار وهو الامر الذى يحذر منه اساتذة السكر لأن المرض مزمن على حد قولهم ولا يتم الشفاء منه بصورة تامة. الدكتورة هالة على جمال الدين، أستاذ أمراض الباطنة والسكر، كلية طب قصر العيني، تقول أن عمليات تحوليل المسار تجعل المريض يتخلص من السمنة وبالتالي مقاومة الجسم للانسولين تقل، ونتيجة لذلك فان مضاعفات مرض السكر من النوع الثانى تقل وتتحسن حالة المريض. وتوضح جمال الدين: "هذا لا يعنى ابدا الشفاء التام من مرض السكر النوع الثانى، فليس هناك شفاء تام من المرض لانه مزمن حتى النوع الثاني منه". ووفقا لأستاذة "الباطنة والسكر"، فإنه يمكن الوقاية من المرض والحد من الاصابة به وذلك فى المراحل المبكرة، اى ما قبل الاصابة بالسكر وذلك من خلال تغيير النظام الحياتي والذى يتمثل في التخلص من السمنة المفرطة ، ممارسة الرياضة بانتظام ، تناول طعام صحي خالى من الدهون الضارة. مصدر الخبر: اليوم الجديد |
|