|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إعلان الخطية
إن الهدف الأساسي الأول من الناموس هو أن يتمكّن الإنسان من مشاهدة حالته الخاطئة ونحن نعلم أن كل ما يقوله الناموس فهو يكلّم به الذين في الناموس لكي يستدّ كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله. لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يترّر أمامه. لأن بالناموس معرفة الخطيئة. رومية 19/3 لاحظ أولاً عبارة "بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يترر أمامه" (ع20) وهذا يعني عدم قدرة أي إنسان على تحقيق البرّ أمام الله بحفظ الناموس. بالإضافة إلى هذا، يؤكد بولس مرتين وباستخدام عبارتين مختلفتين، على الهدف الرئيسي الذي أعطي الناموس لأجله. فهو يقول أولاً: يصير كل العالم تحت قصاص الله. " وفي ترجمة أخرى: ويُخضع العالم كله لحكم الله" أي لدينونته. ويقول ثانياً: بالناموس معرفة الخطيئة نرى إذا أن الناموس لم يُعط ليجعل الإنسان باراً بل ليجعله واعياً ومدركاً بأنه خاطئ، وبأنه خاضع لدينونة الله على الخطيئة فماذا نقول! هل الناموس خطية؟ حاشا! بل لم أعرف الخطيئة إلا بالناموس فإنني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس: لا تشته . رومية 7/7 إذا الناموس مقدّس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة. فهل صار لي الصالح موتاً؟ حاشا! بل الخطية لكي تظهر خطية منشئة لي بالصالح موتاً لكي تصير الخطية خاطئة جداً بالوصية. رومية 12/7 يستخدم بولس ثلاث عبارات تعطي كلها المعنى نفسه لم أعرف الخطية إلا بالناموس. رومية 7/7 بل الخطية، لكي تظهر خطية . رومية 13/7 تصير الخطية خاطئة جداً بالوصية. رومية 13/7 وهذا يعني أن الهدف من الناموس هو إعلان الخطية وإظهارها بألوانها الحقيقية، فيراها الإنسان خبيثة ومدمّرة ومميتة كما هي بالفعل، ولا يبقى له عذر بأن يُخدع، عندما يتعلق الأمر بحالته المفرطة بالخطية. فعندما تعالج الأمراض الخاصة بجسد الإنسان في الطب، إتّباع ترتيب محدّد يبدأ أولاً بالتشخيص ثم بالعلاج. فالطبيب يبدأ بفحص المريض ويحاول أن يتحقق من طبيعة وسبب المرض، وفقط بعد أن يتمكّن من ذلك، يستطيع أن يصف العلاج المناسب يستخدم الله هذا الترتيب نفسه في تعامله مع احتياجات الإنسان الروحيّة، فقبل وصف العلاج يشخّص الله الحالة، والسبب الأصلي في كل عوز ومعاناة الإنسان يكمن في عامل مشترك بين البشر كلّهم، إنه الخطية. ولا يمكن تقديم علاج شاف لعوز الإنسان حتى يتم تشخيص حالته هذه. والكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يمكن أن يشخّص سبب عوز ومعاناة الإنسانية جمعاء، لهذا السبب وحده- على الأقل يمكن اعتبار الكتاب المقدس كتاباً لا يقيّم بثمن ولا يُستغنى عنه أبداً فضلاً عن كل فوائده الأخرى |
|