+ حينما نعود لله الحي تائبين ملتمسين غفرانه الممنوح لنا مجاناً في صليب ربنا يسوع، فأننا ندخل في سرّ حياة التجديد، وخطايانا لا يعود لها سلطاناً علينا بالموت، لأن لنا حياة هي المسيح يسوع ربنا، حياة أبدية مضمونه بسفك دمه الطاهر الذي به دخل مرة واحدة إلى الأقداس العُليا فوجد لنا فداءً أبدياً، لذلك علينا أن نهرب من تذكار خطايانا اللابس الموت، ولا ننشغل - حتى لو ضعفنا وتعثرت خطواتنا وسقطنا - إلا بالنظر لحمل الله رافع خطية العالم، ثابتين في الشركة التي لنا معه وجميع القديسين في النور، ولا نفتكر أو نتذكر سوى كلماته ووصاياه ونلهج فيها نهاراً وليلاً لنكون مثل الشجرة المغروسة عند مجاري المياة التي تأتي بثمرها في حينه، لأن طوبى لكل من يجلس عند ينبوع الماء الحي كلمة الحياة ليتقبل ندى الروح القدس فأنه يرتوي ويشبع ولا يعرف للجوع طريق.
+ المسيح يسوع ربنا صار كفارة لا لخطاينا فقط بل لخطايا العالم كله، لذلك لا تيأس قط مهما بلغت خطاياك حد القبح والموت، لأن لا يعسر على الرب أن يقيم الميت الذي أنتن ولا رجاء فيه ليحيا قط، فجاهد في الرجاء الحي ناظراً للقائم من الأموات المنتصر والغالب كل قوى الشر والجحيم، الذي لا يسود عليه موتٍ قط، لأن ملكوت الله يُغتصب، فجهادك كله ان ترفع نظر قلبك لله الحي قائلاً له لن اتركك (مش هاسيبك)، فامسك في الحياة الأبدية ولا تتركها تفلت منك قط مهما ما كانت خطاياك وآثامك، حتى أنك صرت معجون بهما، لأن الرب وحده فقط الطبيب الشافي، هو نجاتك وسرّ تغيير قلبك وتجديدك الدائم.
+ فجيد بعد أن نلت قوة الله وتذوقت عمل نعمته أن لا تُخطئ، وإن أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة ولو للُحيظة لأن لنا شفيع عند الآب ووسيط عهد قادر على أن يطهر قلبنا وباسمه لنا حياة أبدية لا يستطيع أن يحرمنا أو ينزعها منا أحد. وأن تبت فجيد ألا تعود للخطية مرة أخرى لأنها تبرد المحبة وتعكر صفو حياة الشركة مع الله وتتسبب في هروبك من الحضرة الإلهية وحرمانك من حلاوة مجد النعمة المُخلِّصة وسلام الله وفرحه الحلو.