16 - 09 - 2015, 05:37 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هل الله موجود في كل مكان ام لا؟
فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ. (ام 15: 3)، أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ 8إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. 9إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ 10فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. (مز139: 7- 10)، لأَنَّ عَيْنَيْهِ عَلَى طُرُقِ الإِنْسَانِ وَهُوَ يَرَى كُلَّ خَطَوَاتِهِ. (اي 34: 21).
وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». (تك3: 8- 9)، وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ». (تك18: 20- 21)، فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. (تك11: 5).
نعم الرب مالئ السموات والأرض ولا يخلو منه مكان، لكن هذه النصوص التي تُعطي لله جسماً هي أسلوب معروف في الكتاب المُقدس عندما يُريد أن يُوصل إلينا معلومات تخص الله الغير منظور، فيستخدم إسلوب التجسيم أي أن يعطي لله جسماً وكأنه يتحرك من مكان لمكان ويصعد وينزل ويُسمع صوت حركته. ويقول الاب تادرس يعقوب: أما تعبير “أنزل وأرى” فلا يُفهم بالمعنى الحرفي، فإن الله كائن في كل مكان، لكنه تعبير يناسب بشريتنا يكشف عن عدالة الله، لا يعاقب سريعًا إنما كمن ينتظر حتى ينزل ويرى بنفسه ما يفعله الإنسان… إنه مشغول بكل الحياة البشرية[1].
وإسلوب تجسيم الله هذا نجده في أول نص أستشهد به المُعترض عن حوار الله مع آدم بعد الخطية الأولي إذ صوره النص وكأن له جسداً يتحرك وله صوت يُسمع ناتج عن حركته.
أما عن سؤاله أين أنت يا أدم فهو ليس سؤال إستفهامي، بل سؤال لجذب إنتباه آدم وحثه علي الإعتراف بخطيئته، وكأن الخطية حجبته عن الله أو صنعت حاجزاً بينه وبين الله. ويقول ق. امبرسيوس: لا يعني هُنا في أي مكان أنت، بل في أي حال أنت؟، أنهُ يوبخ ويؤنب لا يطرح سؤالاً[2]. ويقول نوفاتيان: إن بحث الله ن آدم لا يعني أن الله يجهل مكان وجوده[3]. ويكتب ذهبي الفم: بما أن السيد لم يكن يجهل آمر آدم عندما سأله، بل كان يعرفه معرفة جيدة، فقد أظهر محبتة الخاصة للبشر، فقد نزل إلي مستوي ضعفه ودعاه إلي الإعتراف بسقطاته[4]. ويقول د. ديريك كدنر: أنه سؤال قصد به أن يعينه بإجتذابه وليس بإخراجه من مخبأه[5].
[1] الاب تادرس يعقوب، تفسير علي تك 18: 21
[2] الفردوس 14: 70.
[3] في الثالوث الأقدس 1: 12.
[4] مواعظ علي التكوين 17: 22.
[5] التفسير الحديث ص 72
|