|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحميا مُصلياً نحميا مُصلياً فلما سمعتُ هذا الكلام جلستُ وبكيت ونُحت أياماً وصمت وصليت أمام إله السماء ( نح 1: 4 ) لقد ابتدأ الله عملاً عظيماً بواسطة رجل واحد، إذ كان هذا الرجل؛ نحميا، ذا قلب منكسر أمام الرب ويعرف كيف يستخدم ركبتيه جيداً؛ ولذلك نقرأ قوله "جلست، وبكيت، ونُحت أياماً، وصُمت وصلَّيت أمام إله السماء". فدموعه كانت التعبير الخارجي لقلبه المنكسر، ونوحه كان شهادة لاشتراكه الفعلي في آلام شعب الله، وصومه كان دليلاً على أن الحزن عميق في نفسه لدرجة أنه ترك مباهج الحياة. ولكن كل ما اعتمل في داخله وجد مَخرجاً له في الصلاة. لقد عرف قوة هذه الكلمات التي نطق بها يعقوب بعد ذلك الوقت بمدة طويلة "أعلى أحد بينكم مشقات فليُصلِّ" ( يع 5: 13 ). ونحميا في صلاته يبرر الله ويعترف بخطايا الأمة ويتشفع للشعب أولاً: يبرر نحميا الله في طرقه وفي صفاته. فهو الحافظ العهد والرحمة لمُحبيه وحافظي وصاياه (ع5). ثانياً: يعترف بخطايا بني إسرائيل. وهو إذ يفعل ذلك يضم نفسه معهم قائلاً : أخطأنا .. أنا وبيت أبي قد أخطأنا .. لقد أفسدنا أمامك (ع6،7) ولذلك فقدوا حقهم في رحمة الله على أساس الطاعة. ثالثاً: تشفع من أجل الشعب، مستنداً على أربع حجج الحُجة الأولى هي أمانة الله لكلمته. فلقد طلب نحميا من الله أن يذكر كلمة وعده التي أعطاها عن طريق موسى والتي قال فيها "إن خنتم فإني أفرقكم ... وإن رجعتم إليَّ وحفظتم وصاياي وعملتموها، إن كان المنفيون منكم في أقصاء السماوات، فمن هناك أجمعهم وآتي بهم إلى المكان الذي اخترت لإسكان اسمي فيه" (ع8،9). والحُجة الثانية: هي أن الذين يدافع عنهم نحميا هم عبيد الله وشعب الله (ع10). والحُجة الثالثة: هي أنهم ليسوا شعب الله فقط، ولكنهم شعب الله عن طريق الفداء (ع10). وأخيراً يختم شفاعته بأن يضم إليه كل الخائفين اسم الله ويطلب رحمة الله (ع11). وهكذا، فبعد أن برر نحميا الله واعترف بخطايا الشعب، فإنه طلب لأجل الشعب من الله وذلك لأجل خاطر كلمته وشعبه وعمل فدائه ورحمته. |
|