|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالوثائق.. عملية «نفض الغبار» لإخضاع مصر.. الـ CIA
نقلا عن فيتو لا تكل ولا تمل أبدا واشنطن عن محاولة إيجاد آليات جديدة تستعيد بها نفوذها الضائع في القاهرة، فهى لم تفقد الأمل بعد، وإن كانت لم تفلح في فتح ثغرات بين الشعب ونظام السيسي الذي خرج بمصر من التبعية للبيت الأبيض، لكنها أبت أن ترفع "الراية البيضاء" أمام إطاحة ثورة " 30 يونيو" بالنظام الإخواني الذي وجدت فيه البديل الأفضل للمخلوع حسني مبارك، وعلقت عليه كل آمالها في استمرار سيطرتها على الشرق الأوسط، فهي بـ"سبع أرواح"، خصوصا أمام دولة بأهمية مصر على كل المستويات، وما فشل فيه الإخوان يعتقد الأمريكان أن بإمكان الجماعات السلفية تحقيقه، طالما هناك مخطط محكم ودعم مالي وسياسي لا محدود. التوجهات الخبيثة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر في المرحلة المقبلة، كشفتها خطة "نفض الغبار" التي قدم من خلالها مركز أبحاث الفكر الإستراتيجي التابع للاستخبارات المركزية الأمريكية tanks) Think) مقترحه الأحدث حول ما أسماه بـ "إدارة الأمور في مصر"، إذ تكشف الوثائق المسربة مؤخرا أحدث خيوط لعبة المخابرات المركزية الأمركية تجاه مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة. الوثيقة تتحدث صراحة عن فكرة استعادة النفوذ الأمريكي في مصر، حيث أسفرت اجتماعات مركز التفكير في المخابرات المركزية الأمريكية عن ضروة استعادة الملفات القديمة باستخدام القوة الناعمة في الشرق الأوسط، وتطبيق هذه النظريات مرة أخرى بشكل أكثر حداثة وأسرع تنفيذًا لاستعادة القدرة الأمريكية على اللعب السياسي والاجتماعي في القاهرة من خلال سلاح الدين، باعتباره الأسلوب الأمثل. التقرير الذي أعده المركز، أورد توصيفًا لوضع الولايات المتحده الآن بالنسبة لمصر، لم يخرج عن كونه وضعا متراخيا، وأن قوة التأثير الأمريكية على الأرض في مصر أصبحت مقاربة لقوة أي دولة أخرى لا تحظى بنفس العلاقات التاريخية مع مصر، وذلك نتيجة عدد من الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبت بشكل متراكم خلال الأعوام الثلاثة الماضية، طبقا لنص التقرير الأمريكي. ويتحدث تقرير tanks) Think) الذي يناهز المائة وثلاثين صفحة ويحمل شعار السرية، عن عدد من الأفكار تندرج تحت البدائل الأمريكية لاستعادة وجود واشنطن المفقود في القاهرة، وذلك من خلال ما أطلق عليه "عملية نفض الغبار"، وهي عملية استخباراتية مركبة تنتهي باستعادة الولايات المتحدة موطئ قدم لها داخل الساحة السياسية المصرية، وهو ما يعني العودة لمخططات تفتيت الدولة التي يبدو أن البيت الأبيض لا يزال مصرًا عليها. خطة "نفض الغبار" تركز في المقام الأول على إعادة مصر إلى بؤرة "الكتلة الحرجة"، عن طريق إشعال حالة التوتر الجماهيري والسياسي في الشارع المصري على الحال الذي كانت عليه خلال الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٣، والتي تعتبرها الوثيقة الفترة المثالية للحراك السياسي في مصر تمهيدًا لإعادة إنتاج سيناريو إسقاط النظام مرة أخرى. الخطوة الأولى في الخطة الأمريكية، والتي يفترض أنها دخلت حيز التنفيذ بالفعل، تعتمد على الفكرة القديمة التي طالما داعب بها جهاز الاستخبارات الأمريكية الـ "CIA" الشعوب العربية، وهي الارتكاز على الثقل الديني، إذ أدركت الوثيقة أن الاكتفاء بحماس النخب الشباببية ذات التوجهات المدنية لا يحقق المطلوب، بل أدى إلى الرفض الاجتماعي للأهداف العميقة التي بدأت مجموعات الشباب التحرك نحوها، مثل حرية تداول المعلومات، وعدم الحاجة إلى قوات عسكرية نظامية ضخمة، وفكرة اللامركزية في الحكم، وغيرها، كما أن نظرية الفصل الفكري بين القيادة والأفراد التي استخدمتها الحركات الشبابية خلال حكم المجلس العسكري لم تجد نفعا، وبالتالي انتفى تأثير هذه المجموعات على مساحة واسعة من المجتمع المصري في الوقت الذي لا يزال للتأثير الديني اليد الطولى على عقول الأغلبية. التقرير لم يعل كثيرا على فشل التجربة السياسية للإخوان المسلمين، ولم يعتبره مقياسا يمكن الأخذ به كنموذج تفكيري في المجتمع المصري، نظرًا لافتقاد الإخوان من الأساس الثقل الديني الحقيقي، على عكس مجموعات أخرى لها تأثير حقيقي وقديم في المجتمع، أمثال الجماعات الدعوية السلفية، والتي ترشح الخطة استخدامهم لتنفيذ العملية الجديدة. اللعب على "وتر العوز والفقر" كان في الحسبان عندما عنون الأمريكان المرحلة الأولى من هذه الفكرة بـ" الاستقطاب"، حيث يقترح التقرير التركيز على الجماعات الدينية في المناطق الأكثر احتياجا للمساعدات الإنسانية والمحرومة من الخدمات الأساسية التي تعجز الحكومة عن تقديمها، بأن تعمل هذه الجماعات الدعوية على توفير هذه الخدمات للمواطنين هناك، على أن يتولى عدد من المنظمات العالمية تقديم الدعم اللازم لتنفيذ هذه المرحلة عن طريق منظمة "موفمنت" movement الأمريكية التي تمول بالفعل العدد الأكبر من المنظمات الحقوقية التي لا تزال تعمل في مصر. وإلى جانب حركة "موفمنت" التي يمولها مركز سوروس المملوك للملياردير الشهير جورج سوروس، والذي شارك في وضع ملامح هذه الخطة الشيطانية، لم تغفل الوثيقة الحديث أيضًا عن عدد من مراكز الدعم التي ستقدم الحلول السياسية والمالية لهذه الخطة، فهناك أيضًا مركز المجتمعات المفتوحة "open society institute"، بالإضافة إلى مركز الدعم الجمهوري "نيد"، وكل هذا تحت الإشراف المباشر لمركز دعم الشرق الأوسط التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث يتولى عدد كبير من المنظمات غير الهادفة للربح في مصر بدعم هذه التحركات تحت اسم برامج التنمية الاجتماعية لتطوير المناطق الفقيرة، ومبادرات التطور الذاتي، وهي برامج تطور بالتعاون مع السفارة الأمريكية والجامعة الأمريكية، إضافة إلى "الاميدست" المعنية بمجال التعليم. ولأن المرحلة الأولى لن تخوض فيها المجموعات الاجتماعية أي نقاش سياسي، وإنما تكتفي بدور الدعم الاجتماعي فقط لذرع بذرة السلطة العقائدية في المجتمع، سيكون "التكامل السياسي" هو المرحلة الثانية، وفيها تقوم مجموعات الدعم الأيديولوجي بالتعاون مع الحركات السياسية المدنية والأحزاب التي تلقت تدريبات على هذا البرنامج ووافقت على التكامل معه لتشكيل نسيج عقائدي سياسي يشكل ما يسمى بالضمير الاجتماعي المستهدف. وبعد ظهور ملامح تكون هذا الضمير الجمعي المستهدف، تتبنى المرحلة الثالثة إنشاء ما يعرف بنظرية "السلطة الخلقية الدينية"، حيث يبدأ المجتمع القبول بولاية "المتدينين أخلاقيًا" من خلال عدد من الحركات غير السياسية التي تهدف في ظاهرها إلى الارتقاء بأخلاق المجتمع، مثل حركات مقاومة الفسق ورفض العري، ما يؤدي تدريجيًا إلى اكتساب هذه المجموعات "سلطة روحية" تقترب من السلطة الفعلية التنفيذية للدولة، على غرار السيناريو الذي تم تطبيقه في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان وباكستان، وانتهى بإعادة الأولى إلى العصور الوسطى. فيما تنتقل المرحلة الرابعة، طبقًا للوثيقة، إلى السعي لاكتساب السلطة، وذلك من خلال إنشاء أكبر عدد من التحالفات المدنية والدينية، لتكوين كتلة مظلمة في أي مجلس تشريعي، تستطيع الوقوف في وجه التحركات السياسية للسلطة التنفيذية. بهذه الخطوات الأربع أسست مراكز الدراسات الأمريكية لـ "أفغنة مصر" كوسيلة لإعادتها إلى "بيت الطاعة" الأمريكي، حيث وضعت الوثيقة فترة من عامين إلى ثلاثة لتنفيذ هذه الخطة التي احتاجت في آسيا عشرات الأعوام ليتم تنفيذها. "نقلا عن العدد الورقي.." |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خنفساء الغبار |
شاحنة تُثير الغبار خلف سد |
بالوثائق..خطة «الإخوان» لـ«25 يناير» |
الإخوان تستخدم فتوى منذ 8 سنوات لإخضاع المستشارين |
الرسم على الغبار |