|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو الفارق بين علم اللاهوت وعلم الفلسفة ؟ لكل من اللاهوت والفلسفة – عملياً – نفس الأهداف ، لكنهما يختلفان في مفاتيحهما وطرق بلوغهما هذه الأهداف . ويسعى كلاهما نحو نظرة شاملة للعلم والحياة ، ولكن بينما يبدأ علم اللاهوت بالإيمان بوجود الله وبفكرة أنه هو مسبب كل الأشياء ما خلا الخطية وحدها ، فغن الفلسفة تبدأ بشئ آخر معطى ، وبفكرة هي أن ذلك الشئ كاف لتفسير وجود كل الأشياء الأخرى وقد كان هذا الشئ بالنسبة لبعض الأقدمين هو الماء أو الهواء أو النار . وللبعض الآخر هو العقل أو الأفكار ، وهو للبعض الثالث الطبيعة أو الشخصية أو الحياة أو شئ غير ذلك . ولا يبدأ علم اللاهوت بافيمان فقط بوجود الله ، ولكن يؤكد أيضاً أنه أنعم علينا بإعلان ذاته لنا . أما الفلسفة فتنكر هاتين الفكرتين . ومن فكرة وجود الله ودراسة الإعلان الإلهي يخرج اللاهوتي برأيه عن العالم والحياة ، بينما يخرج الفيلسوف برايه وبفكره عن العالم والحياة من الشئ المعطى والقوى المفترضة الكامنة والمتأصلة فيه وهكذا يتضح أن علم اللاهوت يعتمد على أساس موضوعي متين . أما الفلسفة فتعتمد فقط على افتراضات وافكار الفل\يلسوف . إلا أن لعلم الفلسفة قيمة محددة لللاهوتي فهي أولاً تمده ببعض التدعيم للموقف المسيحي ، فعلى أساس من الضمير يمكن للفيلسوف أن يدافع عن وجود الله وعن الحرية والخلود . بل وتوضح الفلسفة لللاهوتي عدم كفاءة العقل في حل المسااسية الخاصة بالوجود . وبينما يقدر اللاهوتي كل العون الحقيقي الفعلي الذي يستمده من الفلسفة ، إلا أنه سرعان ما يكتشف أنه ليس للفلسفة اي نظرية فعلية عن أصل الأشياء . كما أنه ليس لديها مفاهيم أو تعاليم بشأن التدبير الإلهي ، أو الخطية أو الخلاص ، أو الكمال الختامي . ولما كانت كل هذه المفاهيم حيوية وضرورية بالنسبة للرأي الملائم عن الحياة والعالم ، يجد اللاهوتي ذاته مدفوعاً بلا مقاومة نحو الله ونحو إعلانه الذي أعلنه عن ذاته لمعالجة هذه التعاليم والعقائد وأخيراً ؛ فمن خلال الفلسفة يتلامس اللاهوتي مع وجهات نظر المتعلمين من غير المؤمنين . فالفلسفة بالنسبة لغير المؤمن كالإيمان المسيحي للمؤمن . كما يتمسك غير المؤمن بالفلسفة تماماً كالصاق المؤمن بإيمانه . ومن ثم فإن معرفة فلسفة الإنسان تتيح لللاهوتي إمتلاك مفتاح معرفته وكيفية التعامل معه ( أعمال الرسل 14 : 17 ، 17 : 22 – 31 ) . ولكن على الإنسان المسيحي أن يعرف أن الفلسفة لن تأتي بإنسان إلى المسيح لأن " العالم في حكمة الله لم يعرف الله " ( 1 كورنثوس 1 : 21 ) وأيضاً " لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة الله ، الحكمة التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر ، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد " ( 1 كورنثوس 2 : 6 – 8 ) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أم الإله وعلم اللاهوت |
هدف اللاهوت الإسكندري إلى مصالحة المسيحية مع الفلسفة |
انتقال السيدة العذراء وعلم اللاهوت |
إكرام مريـم وعلم اللاهوت الـمريـمي |
ما هو الفارق بين علم اللاهوت وعلم الأخلاق ؟ |