|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحالف إقليمي جديد تغيب عنه أمريكا وإيران
نقلا عن صدى البلد المنطقة تبدأ طريقا طويلا لسحب البساط من محور شر أدخلها في أتون الصراعات بقيادة إيرانية أمريكية • قطر والإخوان وحماس وحزب الله أهداف لحرب انتقام سياسي إقيلمي تستهدف أذرع مخطط الربيع العربي الساقط • وضع حجر الأساس لمحور استراتيجي جديد قائم على المصلحة واحترام خصوصية الدول يفسر التحرك السعودي • خطر إيران على المنطقة خطر وجودي لا يُقارن بأي حال بشرور محور الإخوان القطر الأمريكي • تغير لهجة المملكة تجاه "أتباع البنا " لدعم التحالف الوليد بمساندة شعبية إخوانية وتقارب عربي كردي تركي أوردي • العرب ضاقوا ذرعا بخداع أمريكا ونفاقها السياسي ومحاولة ابتزازهم الدائم بالهلال الشيعي إن ارتباك البعض حول دعوات المصالحة التى تتردد في الأروقة ما بين مصر بعد 30 يونيو وتنظيم الإخوان بقيادة سعودية مبرر وذو وجاهة وهنا يتوه المنطق ويتشكك العقل فما الذي حدث لتتحول الجماعة من كيان صنفته المملكة تنظيما إرهابيا في عهد الراحل الملك عبد الله إلى طرف يجلس إليه على طاولة المفاوضات في عهد الملك الجديد. وهنا يبدو قانون السياسة الأبقى وهو "المصلحة" هو الدافع الأكبر لأطراف هذه المصالحة التي لا أظنها محور زيارة السيسي رغم تزامنها مع زيارة للرئيس التركي حليف الإخوان الأوضح اليوم إلى السعودية ومن قبلها زيارة أمير قطر فالمتتبع لتصريحات القيادات السعودية يظن أن تحولا جرى في نظرة المملكة للجماعة يؤكده تصريح لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال فيه "ليس لدينا أي مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا فقط مع فئة قليلة تنتمي لهذه الجماعة، هذه الفئة هم من في رقبتهم بيعة للمرشد". وما يدفع في هذا المسار أن هذا التوجه كان حاضرا على أجندة الملك سلمان وقت ان كان وليا للعهد حيث طرحت مبادرة برعايته شهدتها لقاءات عقدت على هامش مؤتمر حول الديمقراطية نظمته مؤسسة " "Forwardإلى الأمام "في العاصمة الفنلندية هلسنكي شارك فيها عبد المنعم أبو الفتوح وشخصيات أخرى. والسؤال ..هل هذا بالفعل تحول في رؤية المملكة لتنظيم الإخوان وكيف يمكن لأطراف في صراع أن يبرز أحدهم ليمثل دور الوسيط في حله فكيف بالمملكة التى تساند مصر في عهدها الجديد بعد إسقاط الإخوان أن تطلب من أعداء هذا التحالف الذي يضمها إعلان هزيمتهم ومحو صفحة الماضي ولماذا تقبل تركيا وقطر والإخوان ذلك وفي نظير اي مقابل. والإجابة ببساطة أن تلك اللقاءات التى أوهمت البعض أنها تدور في فلك المصالحة مع الإخوان حساب غير دقيق وقراءة ناقصة للمشهد الذي أراه ما هو إلا بداية طريق طويل يسعى لسحب البساط من محور شر أدخل المنطقة في أتون الصراعات بقيادة إيرانية أمريكية هذين الحليفين الساعين إلى السيطرة على الخليج والشرق الأوسط . أما الهدف من هذه التحركات في نظري فهو العمل على خلق محو استراتيجي جديد تخرج فيه بعض أطراف تحالفات الماضي المتنازعة والمنشغلة بحساب المكسب والخسارة عقب ثورة يونيو إلى تحالف جديد قائم على المصلحة واحترام الخصوصية أما جماعة الإخوان فهي في نظر جميع تلك الاطراف مجرد أداة إن باتت باهظة الكلفة ولم تثمر ما استخدمت لأجله تفقد قيمتها ويكون التكهين والإزاحة لخانة المخلفات مصيرها. إن ما يجري اليوم من لقاءات بين قادة قطر والأردن ومصر وهي بلاد تملك فيه جماعة البنا وأتباعها نفوذا قررت تلك الدول إنهاءه وتفكيك مفردات قوته التي اتضح ارتباطها على المديين القريب والبعيد بمحور الشر إيران مثملا في حماس وامريكا متمثلا في خطأ استراتيجي وقعت فيه قطر بالإنفاق على تنظيمات تفكيك ليبيا وسوريا .. لكن ماذا يعود على الأتراك من مكاسب وما الذي يدفعهم للقبول بدور ثان بعد أن كانوا في مقاعد نجوم الصف الأول. ما يدفع الجميع لإنجاح هذا الماراثون الجيوسياسي هو الأمل في بناء علاقة إستراتيجية بين السعودية وتركيا تستطيع أن تعوض الأخيرة بحليف في مقابل علاقة سوريا بإيران وتشجعها على خسارة إسرائيل كحليف إقليمي تحل السعودية محله كما أن نجاح التقارب السعودي التركي ودعمه بتقارب مع كردستان بإعلان المملكة اعتزامها فتح قنصليتها في أربيل يضيف ورقة رابحة للمحور التركي العربي ويعالج الخلل في ميزان القوى مع إيران لصالح الأتراك. كما أن إشاعة دعوات المصالحة مع الإخوان من شأنها أن تساند الملك سلمان داخليا وخارجياً في سعيه لاستخدام قواعد الجماعة في الوطن العربي في مواجهة شبكة إيران الإقليمية خاصة بعد أن حجزت الجمهورية الإسلامية مقعدا وثيراً في اليمن الحديقة الخلفية للمملكة فخطر إيران خطر وجودي لا يُقارن بأي حال مع خطر محور الإخوان وقطر وتركيا. وجاء استقبال الملك سلمان رئيس الأركان الباكستاني مؤشرا واضحا نحو توسيع هذا المحور الوليد هدفه طرد إيران من المعادلة وحينها تكون المصالحة مع الإخوان والسماح لها بالعودة إلى خطوط ما قبل ثورة 25 يناير العنوان الظاهر لهذه اللقاءات ثمنا زهيدا أمام إنشاء تحالف جديد ليس من بين أطرافه أمريكا وحليفتها إيران يحظى بدعم شعبي إخواني وتقارب عربي كردي تركي أوردي. مقاومة أمريكية من هنا يرى الجميع كيف ارتبك معسكر صانعي القرار الأمريكي إزاء محاولة تخفيف خسائر دعم الأمريكان لجماعة الإخوان للوصول للسلطة في مصر بعد أن خسرت أمريكا كل أوراقها في مصر الشعب والجيش والجماعة عقب ثورة 30 يوينو الفاصلة ما اضطر إدارة أوباما إلى التراجع عن كل مواقفها المسبقة تجاه مصر، لإدراكها تنامي الأهمية الإستراتيجية لمصر ودورها الإقليمي. وبات ذلك واضحا أمام الأمريكان في أعقاب توجيه الرئيس السيسي ضرباته لداعش ليبيا والتي استقبلتها أمريكا بالصمت الخجول لأن دور مصر بالغ الحساسية في الحفاظ على الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط،ما يدفعها للتنازل عن الدفاع باهظ الثمن عن النظام الإيراني الحليف ،لذلك ليس من المستغرب أن يقود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حملة موسعة داخل الإدارة من أجل تعزيز العلاقات مع مصر والتأكيد على سعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على مستوى المساعدات الاقتصادية لها والذي باتت مصر الآن تبحث عن بدائله. توازن إقليمي إن الساحة باتت مهيئة لمطالبة الحليف الأمريكي بمغادرة المنطقة والتنازل عن عرش الهيمنة - مرغما او مختاراً - عليها و على إيران ان تستعد لمواجهة تحالف وليد كشف عبثها في دول المنطقة ما دفع رئيس الحرس الثوري الإيراني أن يعلن بلا أدنى مواربة ان إيران ستسيطر على الخليج وبحر العرب ومضيق هرمز في اشارة واضحة إلى انكشاف الستار الذي كانت تواجه من ورائه دول المنطقة بمساعدة أمريكا وقطر والإخوان وحماس وتركيا وأن حربا إقيلمية تستهدف أذرعها تلك أو عزلة دولية حقيقية في انتظارها. من الخطأ النظر إلى التحركات المصرية السعودية والتقارب التركي على أنه محاولة لإنجاز مصالحة مع جماعة تصدعت شعبيا وفكريا وباتت في أضعف لحظاتها عبر تاريخها منذ أن أنشئت كما أن المتابع لصفقات التسليح المصري الأخيرة يدرك أن مصر لا تتسلح كما ونوعا لتدافع عن حدودها بل لتمتلك ذراعا عسكريا قادرا على القيام بمهام خارج حدودها وباقتدار دفاعا عن مصالحها أولا ودعما لتحالفها العربي الإقليمي الذي يتخلص من نفايات عصر الفوضى الخلاقة بقيادة أمريكا الحليف المهزوم وتابعتها إيران المتطفلة الطامعة في المنطقة وأذرعهما حماس وحزب الله والإخوان . إنني أستطيع أن اؤكد أن ما يشيعه البعض من دور أو سعي للملك سلمان لإعادة الإخوان للحياة أبعد ما يكون عن الحقيقة ونظرة قاصرة غير مدركة لخريطة المستقبل الإقليمية التي انطلقت بنجاح المصريين في فرض إرادتهم في 30 يوينو العظيم وبمساندة اشقاء عرب ضاقوا ذرعا بخداع أمريكا ونفاقها السياسي ومحاولة ابتزازها التى لا تنقطع بإيران وخطرها لذلك فإن الحديث عن المصالحة مع الإخوان باتت أمرا مضحكا عند محاولة فهم التحركات المصرية السعودية التركية في الايام المقبلة. |
|