|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (34) .. إنجيل يوحنا والأناجيل الأخري كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ١ نوفمبر ٢٠١٤ إن إنجيل يوحنا يوضح بما لايدع مجالا للشك أن المسيحية فيه قد بلغت مرحلتها المتقدمة في الفكر,وأن الكنيسة دخلت دورا حاسما في التاريخ. فقد انقضي مايقرب من50سنة بين كتابة الأناجيل الثلاثة وكتابة إنجيل يوحنا. هذه النظرة من نحو الأناجيل وتفوق إنجيل يوحنا عليها أمر ثابت في التقليد الآبائي فمثلا:القديس أغسطينوس يقول: إن الإنجيليين الثلاثة تمشوا مع الرب يسوع علي مستوي الأرض كما مع إنسان(رمز:إنسلن+أسد+ثور),أما فيما يختص بلاهوته فلايتكلمون إلا قليلا..أما هذا الإنجيلي يوحنا فقد نأي عن الأرض والتمشي فيها,إذ أرعد علينا من علو منذ افتتاح إنجيله وحديثه وحلق مرتفعا ليس فوق الأرض وكل دائرة الكون أرضا وسماء,بل وفوق جيوش الملائكة وكل طغمات القوات غير المنظورة حتي أتي إلي من خلق العالمين…. ملاحظات هامة: 1-لم يعتمد القديس يوحنا في تدويته لإنجيله علي الأناجيل الثلاثة السابقة,بمعني أن هذه الأناجيل لم تكن مصدر معلوماته أو كتاباته. ولكن في نفس الوقت يفترض أن القارئ لإنجيله قد أطلع بصورة أو بأخري علي هذه الأناجيل أو علي الأقل أنها معروفة له. 2-لم يقصد القديس يوحنا في تدوينة لإنجيله أن يقدم قصة كاملة عن حياة السيد المسيح وأعماله…بل كما قلنا سابقا تخير مايقرب من أحداث عشرين يوما وسط خدمة السيد المسيح التي امتدت لحوالي ألف يوم. فواضح أن له مبدأ خاص في الانتقاء أو الاختيار حسبما وضع في نفسه أن يقدم الإيمان بأن يسوع المسيح ابن الله هو الذي به ننال الحياة الأبدية(يو20:30, 31). 60-65م 90م الأناجيل الثلاثة الأولي إنجيل يوحنا 3-لم يتلاق القديس يوحنا في إنجيله مع الأناجيل الثلاثة السابقة إلا في مواقف قليلة جدا ربما معجزتين فقط(إشباع الجموع-المشي علي الماء) بالإضافة لحياة السيد المسيح بصفة عامة,ولكن تبدو النغمة الشخصية واضحة عبر الإنجيل كله مثل(1:14) حتي يبين أنه يكتب (ذكريات شاهد عيان) وهذا ما يجعله متميز بذاته وفريدا في عرضه.إنه لايكرر أحداثا ولاينقل معلومات ولكنه يسجل ما رآه وسمعه ولمسه. 4-لم يهتم بالتاريخ في تدوينه لإنجيله…فمثلا لا يذكر أمثالا علي الإطلاق بل يقدم شرحا وافيا لكافة الأمثال التي جاءت في الأناجيل السابقة ولذا نعتبره(المفتاح) الذي به نستطيع إن ندرس عليه الأناجيل الأخري إذ قد صاغ الروايات اأخري في قالب لاهوتي. أهم نقاط التلاقي مع الأناجيل السابقة: الأناجيل الأربعة قدمت لنا منهج اللاهوت الكامل..ومن الخطأ أن نقول أن البشائر الثلاث الأولي قدموا لنا المسيح كإنسان فقط,وأيضا من الخطأ أن نقول إن البشارة الرابعة قدمت لنا المسيح كإله فقط…الجميع يشهدون أن المسيح هو الإله المتأنس الذي سكن بين البشر. 1-الأناجيل الأربعة تشرح حياة السيد المسيح في إطار واحد يبدأ من المعمودية وينتهي بالآلام والصلب والقيامة. 2-تهتم هذه الأناجيل بتاريخ المسيح قبل تاريخ ميلاده…فمثلا: *متي:تتبع تسلسل الأنساب إلي إبراهيم أب الآباء لأنه كتب لليهود. *مرقس:لم يذكر شيئا عن الميلاد وأحداثه. *لوقا:تتبع تسلسل الأنساب إلي الله نفسه لأنه كتب للأمم. *يوحنا:تتبع ماقبل التاريخ…إلي الميلاد الأزلي. 3-تقدم هذه الأناجيل المسيح في كرازته من الجليل إلي أورشليم اليهودية حيث أن كل إنجيل يركز علي زاوية في خط السير هذا,وفي إنجيل يوحنا صعد المسيح إلي أورشليم لحضور كل الأعياد الرسمية ومنها عرفنا طول خدمة المسيح علي الأرض(ثلاث سنوات كاملة). 4-تقدم لنا هذه الأناجيل خريطة كاملة لفلسطين بمواقع المدن والقري والأسماء الهامة مثل: قانا الجليل(2:1-11), (4:46-54), (21:2). بئر يعقوب في السامرة وكذلك سوخار(4:5, 11, 39). بركة سلوام في أورشليم (9:7, 11). |
|