|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ابن الله الفريد « الله ... كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه » (عب1:1، 2) إذ ينطق الرسول بكلمة « الابن » فإنه يرى نفسه قد وصل إلى قمة عالية (نظير الفسجة التي وصل إليها موسى ليرى كنعان) ومن هناك تُكشف أمام عينيه آفاق بعيدة ومشاهد عجيبة. وقد عوَّدنا الرسول بولس في كل رسائله أن يصعد بنا بأجنحة الإيمان والمحبة القوية إلى قمم عالية ومن هناك يُرينا أرض عمانوئيل العجيبة، أرض البركات التي لا حصر لها، أرض الجمال والحلاوة، أرض الحصاد الدائم والثمر الوفير. هذا ما يفعله في رسالة أفسس. فهو يستهلها بتقديم الشكر لله الآب الذي « باركنا بكل بركة روحية.. في المسيح ». وبعد أن يطلعنا على هذا المقام العجيب الذي لنا « في المسيح في السماويات »، يتقدم فيُرينا الأزلية قبل تأسيس العالم عندما اختارنا الله فيه. وبعد ذلك يوجه أبصارنا إلى الدهور الآتية عندما يتمجد الله في المسيح يسوع وفى الكنيسة. وهكذا الحال أيضاً في رسالة كولوسي (ص14:1-29) . ففي اللحظة التي فيها يتكلم عن الفداء الذي لنا بالإيمان بدم يسوع، يكشف لنا في الحال عن مجد الرب يسوع الذي مات لأجلنا. ويرجع بنا إلى البدء عندما خُلق به وله كل شئ. ثم يقودنا إلى النهاية عندما يجمع فيه كل شئ. فأبدية الله قد صارت مقرنا، وكل الأشياء هي لنا لأننا في يسوع نرى ابن الله. ولكن عوّد نفسك دائماً كلما سمعت عن يسوع، أن تفكّر فيه كإله وإنسان - طبيعتان في شخص واحد. فعندما تسمع عن ابن الله، فكّر في ذاك الشخص المجيد الـمُحب الذي ولد من العذراء مريم، الذي عاش على الأرض ثلاثة وثلاثين عاماً في حالة الفقر والاتضاع، الذى مات على خشبة اللعنة والعار، الذي قام بنفس الجسد من القبر وظهر لتلاميذه وتحدث إليهم وأكل معهم سمكاً مشوياً وشهداً، والذي صعد بجسده الممجد إلى السماء والذي سيأتي هكذا مرة ثانية - الإنسان يسوع المسيح، ابن الله، ليملك على عرش أبيه داود ويعلن مجد الله ومحبته لكل خليقته. إن الرسول يكلمنا عن ابن الله المتجسد، وإذ يُرينا مجده يقودنا (أولاً) إلى نهاية الأزمنة. فهو قد تعيَّن الوارث لكل شئ. و (ثانياً) إلى بداءة الأزمنة. ففيه قد خلق الله كل شئ. ثم (ثالثاً) إلى ما قبل الأزمنة. فهو بهاء مجده ورسم جوهره. ثم (رابعاً) خلال الأزمنة حيث هو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته. |
20 - 06 - 2012, 09:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: ابن الله الفريد
شكرا للتأمل المميز
|
||||
|