مفهوم الخطيئة
الخطيئة بحسب المفهوم المسيحي، هي قوة تسيطر على الإنسان، تعمل بعكس مشيئة الله وعكس الإيمان. فهي من جهةٍ قوة الشر التي تسيطر على الإنسان، ومن جهة أخرى هي العمل ضد المشيئة الإلهية.[14]
الخطيئة، في البدء، لم تكن موجودةً، فكل شيء كان حسناً جداً (تك1 : 31).
لكن بسقوط الإنسان الأول ظهرت الخطيئة في العالم. أي أنها حالة مرضية فاسدة ومميتة تشمل كل البشر. فالموت والفساد صارا كنتيجة للخطيئة، فالابتعاد عن ينبوع الخير والصلاح والحياة يسبب طبيعياً الموت والشر. وهكذا يستغل الشيطان الخطيئة حتى يسيطر على الإنسان، ويبعده عن مصدر وجوده، أي الله.
لذا تراه يسعى بكل وسائله حتى يغويه، ويجعله يغرق أكثر فأكثر في لجة الخطيئة، حتى يصل الإنسان إلى درجةٍ يفقد فيها الرجاء بالرب، ويصير عبداً خادماً للشيطان.
لكن الرب الذي دبَّر خلاصنا بتجسده الإلهي، عاد فولدنا ولادة ثانية، وألبسنا الإنسان الجديد، ماحياً بذلك كل خطايانا، ومعطياً إيانا إمكانية العودة إليه شريطة أن نتقدم إليه بتوبةٍ. أي أن "الدرجة الأولى في العودة إلى الله"[15] هي التوبة، التي صارت ولادةً متجددة يعطينا الله إياها بعد المعمودية. بهذا نتحرر من كل خطايانا السابقة واللاحقة.