|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ خلق الله الماء للانسان والحيوان والنبات حياة . الجفاف موت ، والمطر ارتواء ٌ وانتعاش ٌ وهناء ، لكن الله يسمح احيانا ً ان يفيض الماء ، يُغرق ، ويُهلك ويُميت . ينهمر المطر مدرارا ً وتتفجر الينابيع وتطفح ، تغرق الارض ، والسيول تجرف كل ما يقف في طريقها فتدمره . حدث ذلك في الماضي في عهد نوح وأمات الطوفان كل حي . محا الله كل ما كان في الارض ما عدا نوح واللذين كانوا معه في الفلك . وبعد ان انزاحت المياه وجفت الارض وضع قوسا ً في السحاب . قوسا ً جميلا ً يحوي كل الالوان متدرجة ً متداخلة ً بشكل ٍ رائع . وقال الله لنوح : " هذِهِ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَنَا وَاضِعُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ( تكوين 9 : 12 ) ميثاق حماية وعهد رعاية ، لا يكون طوفان ٌ يُهلك الانسان " فَيَكُونُ مَتَى أَنْشُرْ سَحَابًا عَلَى الأَرْضِ ، وَتَظْهَرِ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، " ( تكوين 9 : 14 ) حين تُظلم السماء وتتراكم السحب مثقلة ً بالمطر المهلك ، حينئذ ِ تظهر القوس بالوانها المتدرجة المتعددة المتداخلة تملأ السماء ، تشق ظلام السُحب ، تصرخ باعلى من الرعد ، تقول للانسان : هذا ميثاق الله ووعده ، لا يُهلك الارض ، فتكون القوس تأكيدا ً لعناية الله ورعايته واعلان ُ لمحبة الله للانسان . وسط الرعد والبرق والمطر يوجد الله . وسط الرعب والخوف والخطر تمتد يد الله ، تحمي ، تحفظ ، تُحيط ، تحتضن ، تمسك . يُرسل القوس تُعلن وجوده وتؤكد وعوده . إن داهمتك السُحُب وانتشرت تملأ السماء . إن دوّى الرعد ولمع البرق كسيف ٍ مخضّب ٍ بالدماء ، أمعن النظر وسط السُحُب ، ارفع بصرك واخترق الظلام ، ستجد القوس ظاهرة ً قائمة تحتضن الارض وتحتضنك . تنشر الوانها ، تغمر الارض وتغمرك . تُذكّرك بميثاق الله وتحفظك في عناية الله . |
|