|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر الكنيسة الثالوثي الكنيسة شعب الله : إن كلمة كنيسة مشتقة من الآرامية تعني الجماعة المدعوة أي الجماعة البشرية التي يدعوها الله و يجمعها في شعب واحد لتكون أداة لخلاص البشرية جمعاء ، و هي الجماعة التي يربطها الإيمان بيسوع المسيح، لأن الكنيسة هي كنيسة يسوع المسيح .إن خلاص الإنسان و تقديسه لا يتم ألا داخل العلاقة التي تربطه مع أخيه الإنسان لذالك ارتبط مخطط الله الخلاص بتكوين شعب و لكن المبادرة لتكوين هذا الشعب تعود إليه فهو الذي يدعو الشعب و بداية هذه الدعوة هي اختيار الله شعبه في العهد القديم إن مفهوم الشعب في الكتاب المقدس يدل على الرباط القائم بين الله و شعبه هذا الانتماء يدعى العهد ، فالله يتعهد بان يهتم بشعبه و يعتني به، و بالمقابل فان على الشعب أن يتعهد بدوره ألا يعبد سوى الله، و الاختبار العميق الذي نجده في الكتاب المقدس هو أن الله كان وفيا دائما لعهده و لكن الشعب هو الذي كان يخون العهد و يبتعد عن الله نحو آلهة أخرى و يسمي الكتاب عدم الأمانة هذه بالزنى و لكن الله وعد الشعب بأنه سيجدد عهده معه هذا العهد لن يكون هذه المرة مكتوبا على حجر ولكن في القلوب "ها إنها تأتي الأيام يقول الرب" أقطع فيها مع بيت أسرائيل و بيت يهوذا عهدا جديدا، لا كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أخذت بأيديهم لأخرجهم من أرض مصر لأنهم نقضوا عهدي مع أن كنت سيدهم يقول الرب، و لكن هذا العهد الذي اقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب هو أنى أجعل شريعتي في بطونهم وأكتبها على قلوبهم و أكون لهم إلها و هم يكونون لي شعبا (ارميا 3/3-34). هذا العهد الجديد الذي بشر به الأنبياء يحققه يسوع بدمه " هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي كلما شربتم فاعلموه لذكري (1كو11/25) داعيا البشرية جمعاء كي تصبح من جديد شعب الله . أن نعرف الكنيسة أنها شعب الله معناه الإقرار أن الكنيسة ولدت من مشروع الهي لتوحد البشرية جمعاء "لا فرق بين يهودي و لا يوناني ليس عبدا و لا حر و ليس ذكرا و لا أنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع"(غلا3/28) إنها شعب سائر نحو الله في دروب البشر ، أي الإصغاء لكل إنسان لتصل إلى كل الشعوب. إن مفهوم شعب الله لا يعني أن الله أصبح حكرا على شعب دون آخر فالله لا يملكه أحد أن اختيار الله شعبا معينا كما اختار يسوع تلاميذه لا يعني أن هؤلاء أفضل من غيرهم بل ان لهم مسؤولية خاصة عن خلاص الآخرين "بك يتبارك جميع عشائر الأرض" قالها الله لإبراهيم، كما أرسل يسوع تلاميذه كي يعلنوا البشارة إلى جميع الأمم إن دور شعب الله إن يكون ملح الأرض و نور العالم إن الانتماء لشعب الله لا يتم من خلال القرابة الدموية و لكن بالولادة من عل (من الماء و الروح )، كما أن شريعته هي الوصية الجديدة "أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم". و بكون الكنيسة علامة و أداة لوحدة البشرية فإنها تشير إلى حقيقة غير مرئية ، حقيقة اسكاتولوجية (أي عالم آخر الأزمان أو ما نطلق عليه السماء ) صحيح أنها شعب الله المسافر على دروب الزمن و لكن ليس موطنها العالم و هي علامة رجاء لأورشليم السماوية لذلك تحييا في هذا العالم كما في الشتات و الغربة وليس لها موطن دائم (1بط1/1؛ عب3/7-4) فلا يحق لها أن تنظر إلى الأمور كأنها مقيمة في الدنيا على الدوام بل أن تتحد بالمسيح المصلوب الذي يقودها نحو مساكن الأب حيث يعد لها هناك مكانا دائما لأن أرض الموعد الحقيقية للإنسان أي أرضه الدائمة هو الله حيث الله كلا في الكل. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذا هو الباب الحقيقي: إيماننا الثالوثي |
الوحدانية والإيمان الثالوثي |
الإيمان الثالوثي والكتاب المقدس |
الإيمان الثالوثي والكتاب المقدس |
محبّة الله الثالوثي للبشر |