|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي أ. بولين تودري مقدمة رهبنة البنات أخذت كل أشكال الرهبنة في بلاد البحر المتوسط، وفي مصر، وفلسطين، وآسيا الصغرى، وأيضًا في شمال أفريقيا. فمثلا في فلسطين: وجدت حياة نسكية غنية للبنات، حيث كانت هناك أديرة للبنات والرجال. وقد كانت رعاية أديرة البنات تخضع لإشرافهن، ولا تتبع أديرة الرهبان، إذ كانت أكثر استقلالًا من الأديرة التي تجمع الرهبان والراهبات في مصر، ليس لها أي رقابة أو رئيس من الرهبان. وهذا الفصل الإداري لا يتطلب نظام صارم للفصل بين الرهبان والراهبات، كما في مصر. فمثلا في دير القديس بولس، الراهبات يمكنها مشاركة الرهبان في الصلوات وتلاوة المزامير. وأيضًا الراهبات القائدات كن يتمتعن بحكمة وكفاءة، وكن قادرات على تهدئة أي اضطراب في الجماعة، ولهن قدرة على قيادة بقية الراهبات نحو حياة روحية كاملة. وأيضًا كتالوج مكتبة الأب ايلياس، يذكر حياة القديسة "ماكرينا"، والتي كتبها أخوها القديس غريغوريوس النيسي. هذا العمل يشرح حياة ماكرينا كراهبة متوحدة، ورئيسة لمجموعة متدينة، وهذه السيرة توضح تطور رهبنة البنات في فلسطين في القرون الأولى للمسيحية. وأيضا في شمال أفريقيا، معروف أنه يوجد هناك عدة أديرة للبنات. عمومًا، نستطيع أن نقول إن استقلالية أديرة البنات هي القاعدة المتبعة في أي مكان وجدت فيه هذه الرهبنات، ماعدا مصر، ففي أديرة القديس باخوميوس والأنبا شنودة كانت رهبنة البنات تتبع أديرة الرهبان، كما سنرى فيما بعد ذلك. ولسوء الحظ، فإن دراسة رهبنة البنات في العصور الأولى في مصر لم تكن متوافرة بالقدر الكافي، وربما نضع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت المزيد من الدراسات حول رهبنة النساء عبر العصور.. |
23 - 07 - 2014, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
المصادر الأساسية لرهبنة البنات في مصر
1- حياة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، أب رهبان مصر، تشير إلى وجود بيت للعذارى، قد ترك فيه أخته حينما فكر في الرحيل إلى الصحراء، وهذا يعتبر أقدم مصدر لرهبنة نسائية تعيش مع بعضها البعض. 2- من أفضل المصادر التي سجلت نظام رهبنة البنات في مصر، البردى، بالذات البرديات التي كانت تسجل التعداد السكاني. وكمثال جيد لهذه البرديات، بردية معروفة جيدا، هي بردية تحوى "خطابات دايديم والأخوات" أولئك النسوة اللائي عشن في جماعة بعضهن مع بعض، وكن يقمن ببعض الأعمال التجارية كمصدر للرزق. 3- في الإسكندرية كانت توجد مجموعة من النساء نذرن البتولية وكانت لهن أنظمة مختلفة في الحياة. وكانت تقود هذه الجماعة أم تدعى "سينكليتيكى" (وقد عاشَت في نفس زمن الأنبا أنطونيوس، القرن الثالث والرابع الميلادي). وقد عاشت هذه الأم حوالي ثمانين سنة. وقد قام بكتابة سيرتها البابا أثناسيوس الرسولي كما كتب سيرة الأنبا أنطونيوس. 4- يوجد شرح أكثر وضوحا لحياة ونشاط جماعات رهبنة البنات، من معبد سيتي الأول في أبيدوس، وهذه الجماعات عرفت من مصادر أدبية وغير أدبية، فقد وجد مؤلف من عدة كسر لمجموعة من خطابات رعوية كتبها الأب موسى لجماعة الراهبات اللاتي يعشن في معبد أبيدوس. والأب موسى هذا، عاش في القرن السادس الميلادي، ولكن هذه الجماعة الرهبانية النسائية استمرت حوالي قرنين على الأقل بعد ذلك، كما هو واضح من مجموعة رسومات على حوائط المعبد (أكثر من 50 رسم). العديد من هذه الرسومات تسجل أسماء راهبات، ورئيسات أديرة، وبعض منها يصف راهبات كن يقمن بأعمال أو واجبات أسبوعية مثل التنظيف، وجمع العسل،وبعض الأعمال الزراعية. 5- وإنصافًا للحق، توجد مؤشرات واضحة في بعض المصادر، تشير إلى وجود أنظمة لرهبنة البنات في منطقة غرب طيبة. بالرغم من أنه لا توجد معلومات معينة عن أسماء هذه الجماعات، أو موقعها، أو نظامها. وإن كان عدم وجود أسماء الرئيسات الراهبات في هذه المصادر، جعل من السهل استنتاج أن هذه الرهبنة النسائية كانت مرتبطة مباشرة بأديرة الرهبان وتحت إدارتها. وهذا التفكير اعتبر صحيحا، بالذات، من خطاب أرسله أحد الرجال يشكر فيه الأب "ديوس" لقبوله فتاة في ديره، وجعلها تحت حمايته، وفي كنفه. 6- وجد شاهد قبر في الرامسيوم مكتوب عليه بالقبطية اسم سيدة اسمها "ماريا" وهى كما يبدو التي استحقت لقب القيادة في إدارة الدير. 7- وأيضا يوجد عمل من مصادر طيبة الغربية يتكلم عن حياة القديسة ايلارية، ابنة الملك زينون، الإمبراطور البيزنطيوالتي هربت من القصر في القسطنطينية وسافرت إلى الإسكندرية وتخفت في زى الرجال، لكي تعيش حياتها النسكية دون أن يتعرف عليها أحد. 8- ومن مخطوطات طيبة عرف عدد من أسماء رئيسات راهبات مصحوبة أسماؤهن بلقب "أم" مثل الأم صوفيا، والتي ذكرت في نهاية قائمة بها أسماء سبعة من الرهبان الرجال. 9- ويوجد ذكر لعمل بعنوان "حياة ماريا" في كتالوج مكتبة الأب ايلياس. وهذا العمل يشير إلى حياة ماريا المصرية والتي كتبها الأب "صوفرونيوس"، أسقف أورشليم، وهو يحكى سيرة هذه السيدة التي عاشت في الخطية بالإسكندرية. ولكنها رحلت إلى فلسطين وهى تائبة عن حياتها الماضية، وانفردت في أعماق الصحراء بقية حياتها. |
||||
23 - 07 - 2014, 02:56 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
الصور المختلفة لنسكيات البنات
|
||||
23 - 07 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
نظام المكرسات في الكنيسة
1- نظام المكرسات في الكنيسة: البابا أثناسيوس الرسولي، البطريرك العشرون لكرسي الإسكندرية (328- 373 م)، وضع نظام للعذارى في الكنيسة كجزء ن برنامجه النسكي. وفي نظامه هذا رفض بالتحديد حالتين ممكن أن تعيشهما الراهبة المتنسكة:
ولكنه طلب عوضا عن ذلك:
الصفة الأساسية التي اتسم بها برنامجه هو وصفه للراهبات المتنسكات "بعرائس المسيح". وقد جعل الرهبنة النسكية للنساء جزء من الكنيسة، وتحت إشراف الأسقف. |
||||
23 - 07 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
الحياة النسكية في الصحراء
2- الحياة النسكية في الصحراء: رجال كثيرون في العصور الأولى للمسيحية في مصر فضلوا عدم الاختلاط بالنساء بتركهم المدن والحياة في الصحراء. وبالتالي بدأت بعض النساء الذهاب إلى الصحراء، ليس فقط لزيارة أقربائهم في الجسد، أو طلبا لمشورة روحية، أو للتوبة، ولكن ذهبن أيضا ليحيوا حياة نسكية لا تقل صرامة عن حياة الرجال. فالصحراء في مصر تمثل لهم (رجال أو نساء) التحرر الكامل من قيود الجنس. وتوجد بعض الأقوال التي تخلفت عن مجموعة من الناسكات مثل سارة، وثيؤدورا، وسنكليتكى، والتي تعكس جزءًا بسيطًا من أدب نساك الصحراء ككل. بعض كاتبي هذه الأقوال، ذكروا الراهبات الناسكات في أقوالهم لكي يبينوا أن الناسك لا يميز في قلبه الاختلاف بين الرجال والنساءفي واحدة من هذه الأقوال، توجد راهبة ناسكة تدعى "الأم سارة"، انتهرت راهب ناسك حاول أن يعبر الطريق ليتفادى الاحتكاك بهن، وقالت له: "لو أنت راهب حقيقي، لم تكن رأيتنا كنساء". الراهبات الناسكات في الصحراء قالوا إنهن نساء بالجسد، ولكن لهن طبع الرجال لذلك قالت الأم سارة للناسك الذي ابتعد عنها: "أنا رجل، وأنت امرأة". الناسكات في الصحراء سواء الذين لم يخفوا جنسهن عن النساك الرجال، أو اللاتي قد تخفين في زى الرجال، فهن يكن خاضعات تحت اختبارات دقيقة. |
||||
23 - 07 - 2014, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
أديرة البنات 3- أديرة البنات: وهذا النظام الثالث عن الحياة النسكية أصبح عاما وشائعا في القرن الرابع الميلادي على يد القديس الأنبا باخوميوس (292-346 م.). حيث قد جاءته أخته "مريم" لتسأل عنه في الصحراء، وأرادت أن تقتفى أثره، فبنى لها ديرا منفصلا، ضم مجموعة من العذارى، تحت إدارته وإشرافه. ونظام القديس باخوميوس كان يطلب من الرهبان والراهبات أن يتبعوا نفس القوانين، الراهبات لم يكن لهن الحق في التحرك خارج ديرهن، ولكن الرهبان كان مسموح لهم بزيارة أقربائهن من الراهبات بالذات بخصوص تدبير بعض أمورهن المعيشية والاقتصادية. والراهبات في نظام القديس باخوميوس، كان يخصص لهن راهب شيخ كبير في السن لرئاستهن، وهذا مع وجود رئيسة أيضا لدير الراهبات تدعى "الأم". ويوجد تناسق حقيقي بين القديس باخوميوس، ورئيسة الدير، والأب الشيخ، في تدبير سير العمل. ملحوظة: فضلت بعض الناسكات المتبلات حياة العزلة، حتى بعد قيام الرهبنة الديرية، ووجدن في مغاور الصحراء الأماكن التي يستطعن العيش فيها على انفراد مثل الأنبا أنطونيوس ورهبانه، بينما ظل البعض منهن منعزلا في البيت وقصرن خروجهن على الخدمة بين المعوزين والغرباء والمسجونين. ومن بين هؤلاء الناسكات ناسكة لم يذكر التاريخ اسمها، وإنما قيل عنها بأنها عاشت على مقربة من الشهيد كولوثوس وقد قضت هذه الناسكة ستين عاما في الصلوات والتأملات والخدمة. وبعد انقضاء هذه السنين، وصلتها رسالة من الشهيد كولوثوس يقول لها فيها، "اليوم ستأخذين الطريق إلى السيد المسيح، فتعالى إلى كنيستي لنتحدث معا عن عظائم الله قبل رحيلك". فقامت الراهبة في الصباح الباكر ووضعت بعض الخبز والأعشاب وقليلا من الزيتون في السلة، وأخذتها معها وذهبت إلى الكنيسة عملا بوصية كولوثوس. ولما انتهت الصلاة وغادر المصلون الكنيسة قالت له الراهبة: "بارك يا أبى على طعامي، ولتكن صلواتك رفيقي في رحلتي". وبعد أن باركها وبارك طعامها أكلت قليلا ثم قضت بقية النهار في الكنيسة. ولما غربت الشمس عادت إلى بيتها، وكانت أمها لا تزال على قيد الحياة، فأعطتها كتابًا عندها من مؤلفات القديس اكليمنضس الإسكندري، وقالت لها: "سلمى هذا الكتاب للأسقف المنفى (أي البابا أثناسيوس الرسولي)، حين يعود إلى وطننا، واطلبي إليه أن يصلى لأجلى، لأني سآخذ طريقي الليلة". فتقبلت أمها هذا الكلام منها في سكون واستقرار نفسي. وبعد ذلك ارتدت الناسكة ثياب الرقاد ونامت. وفي أثناء نومها انتقلت من دار الفناء إلى دار البقاء في سكينة تامة ورضى واطمئنان. |
||||
23 - 07 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
الأنبا شنودة والدير الأبيض
يقع الدير الأبيض بالقرب من مدينة سوهاج في مصر العليا. ويطلق عليه أيضا دير الأنبا شنودة. دخل الأنبا شنودة الدير وهو في عمر سبع سنوات، وعاش في الدير حوالي 30 سنة مع خاله الأب بيجول الذي أسس هذه الجماعة الرهبانية. وقد أصبح الأنبا شنودة رئيسا للدير بعد وفاة خاله "الأب بيجول" حوالي سنة 388 م. وبقى رئيسا للدير إلى وفاته، التي كانت بالتقريب حوالي سنة 464 م. مصادر نجع حمادي وصفت الأنبا شنودة، وهو في سن بين 115، 118 سنة، بأنه أهم متكلم عن اهتمامات الأقباط المسيحيين في صراعاتهم مع اليونانيين الوثنيين في المنطقة. وقد أصبح الأنبا شنودة واحدا من مؤسسي كنيسة مصر التي تؤمن بطبيعة السيد المسيح الواحدة (دون أن يدرك هو ذلك). وبحسب مدرسة القرن العشرين، فإن الأنبا شنودة يوضع كأهم قائد للأقباط المسيحيين في جيله، لأنه ببساطة ترك وراءه أكبر مجموعة من الكتابات والتي يشرح فيها الثوابت اللاهوتية، والتي بقيت بعد ذلك في مصر. وأيضا أصبح الدير الأبيض تحت رئاسة الأنبا شنودة بؤرة نشاط للمسيحيين العلمانيين، فالعلمانيون كانوا يواظبون على حضور القداسات في الدير والاستماع إلى عظات الأنبا شنودة. وقد كان الأنبا شنودة البطل والنصير لعامة الشعب ضد المعاملة السيئة التي يجدونها من أصحاب الطبقات الرفيعة أو من موظفي الحكومة، فلقد عمل كمحامى للفقراء واشترك معهم في صراعاتهم ضد الوثنيين. وأيضًا هيأ في ديره ملجأ لعامة الناس، في وقت هجمات البربر، على بعض قرى الصعيد في أخميم. فقد قتلوا ونهبوا وسرقوا، ثم اقتادوا من بقى من أهالي تلك القرى إلى الأسر. وما أن سمع الأنبا شنودة بما حدث حتى سارع إلى مقابلة رؤساء تلك القبائل، وقال لهم "احتفظوا بكل الأسلاب والغنائم وهِبوني الأسرى". فراقت لهم كلماته وسلموه الناس الذين أسرهم، فأخذهم فرحًا واستضافهم في الدير لمدة ثلاثة شهور كاملة (وقد كان عددهم حوالي 20,000 من الرجال والنساء والأطفال). فقد كان بالفعل ملجأ لقومه في وقت الشدة. وقد حاول أن يصيغ المعتقدات الدينية والخبرات الخاطئة التي كانت سائدة بين المسيحيين في جيله: فقد كان ناقدا للمسيحيين المليتيين الذين كانوا يقيمون الأفخارستيا في منازلهم الخاصة عدة مرات في اليوم الواحد، ولهم عادات خاصة في المعمودية، ويقومون بالغناء والتصفيق أثناء العبادة. وأيضا كان يلوم مجموعة أخرى كانت تبتعد عن ممارسة سر الأفخارستيا مع الكل. هذا بالإضافة إلى رفضه بدعة ماني، فقد قال: إن السيد المسيح بقى إلها وهو بعد في الجسد كإنسان، ولكن أصحاب بدعة ماني لم يصدقوا ذلك. وأخيرًا يجب أن نلفت النظر إلى نشاط الأنبا شنودة في مساندة باباوات الإسكندرية، فقد عاش الأنبا شنودة في عصر يتأجج بنيران الأحداث والانفعالاتففيه انعقدت ثلاثة مجامع: هي مجمع أفسس الثالث، ومجمع أفسس الديسقوري، ومجمع خلقيدونية الذي شق الكنيسة المقدسة. وقد حضر الأنبا شنودة مجمع أفسس الثالث لمساندة باباوات الإسكندرية للحفاظ على الإيمان المستقيم. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
راهبات الدير الأبيض
بداية، يجب أن نذكر أن رهبنة البنات بالدير الأبيض بدأت قبل الأنبا شنودة. فقد ورث الأنبا شنودة عند رئاسته للدير نموذجا للقيادة كان يحرص على الفصل بين جماعتيّ الرهبان والراهبات. الأب بيجول هو أول رئيس لهذه الجماعات، ولم يحاول أن يزور مجموعة الراهبات. والقائد الثاني، بعد الأب بيجول، لهذه الجماعات، كان دوره ينحصر في إحضار الخبز وعصير الكرمة اللازمين لعمل سر الأفخارستيا، وكان يرحل هو أيضا دون أن يرى أي من الراهبات. ولكن في نفس الوقت، كان يوجد الأب بيشوي، وهو ناسك من الدير الأحمر (والمسمى بدير ألأنبا بيشوي أيضا)، وكان معاصرًا للأب بيجول، هذا كان يقوم بزيارة الراهبات مدة ليعظهم. وعلى هذا تكون جماعة الراهبات لها علاقة بالديرين الأبيض والأحمر: فهي ترتبط طقسيًا بالدير الأبيض، وتخضع للإرشاد الروحي مع الدير الأحمر. ولكن الأنبا شنودة غير هذا التقليد، لقادة الدير الأبيض بأن بدأ بنفسه زياراته لجماعة الراهبات وكان عددهم تقريبا 1800 راهبة (العدد الكلى 4000 راهب وراهبة)، تحت الأشراف المباشر للأنبا شنودة. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
الهدف الروحي الأساسي لكل الرهبان | نظام الدير
الهدف الروحي الأساسي لكل الرهبان (رجالًا ونساء): وقد كان الهدف الروحي الأساسي لكل الرهبان، هو خلاص نفوسهم، وكان هذا الهدف هو الغرض المنشود من العمل اليومي الذي يقومون به، ومن الصلوات، والعبادات، وتمسكهم بالطاعة، وحياتهم النسكية كلها. كيف يكون الفرد راهبًا (رجلا أو امرأة): ولكي يصبح الفرد راهبًا، وعضوا في الجماعة، كان عليه أن يقوم بعملين: 1- يأخذ عهد على نفسه. 2- يترك كل ممتلكاته الشخصية. 1- العهد: {في حضور الله، في هذا المكان المقدس، أنا أوثق ما أقوله، وأشهد بفمي. أنا لن أدنس جسدي بأي طريقة، ولن أسرق، ولا أنطق بشهادة كاذبة، ولن أكذب، ولن أقوم بعمل أي شيء مخادع سرا. وإذا تجاوزت ما تعهدت به، فأنا سوف أرى ملكوت السموات، ولكني لن أدخلها، بسبب أن الله الذي قررت هذا العهد في حضوره، سوف يهلك روحي وجسدي في نار متقدة، لأنني نقضت العهد الذي قررته}. 2- ترك المقتنيات: كان الراهب (رجلًا أو امرأة) يترك كل مقتنياته عند دخوله الدير، وكان يستردها إذا أنهى علاقته بالدير، أو طرد منه. نظام الدير: الرهبان (رجالًا أو نساء) يعيشون في بيوت منفصلة، كل بيت له رئيس أو رئيسة، الرهبان أنفسهم يعيشون في قلالي، كل اثنين منهم أو ثلاثة في قلاية واحدة. كل الرهبان يشتركون في العمل بالدير في مجموعات مختلفة مخصصة لكل بيت. وفي حالة بيوت الراهبات، فبعض منهن إن لم يكن كلهن كانوا مسئولين عن أعمال الحياكة للملابس. وكان بالدير مكان عام للأكل، ومكان عام للعبادة. وحياة الصلاة كانت ترتكز على حضور الخدمات الكنسية، وتلاوة المزامير. فبينما كان الدير الأبيض مجموعة واحدة تحت قيادة واحدة، فهو لم يكن مبنى واحدا تحت سقف واحد. فهناك ملجأ للمرضى والعجزة والمقعدين وهناك قاعة عامة للطعام (المائدة)، وهناك قلالي الرهبان والراهبات، وأيضا مبنى الكنيسة. فقد كان ديرًا مركبًا، به عدة مباني في أماكن مختلفة، بعض المباني للرهبان الرجال كانت في الصحراء (عكس نظام باخوميوس الذي كان في قرية مهجورة). أما قلالي الراهبات فكانت في القرية وعلى مسافة بعيدة من بيوت الرهبان. وفى مجموعات الرهبان (رجالًا ونساء)، كان يوجد راهب مسن، يعرف بالشيخ، وكان له حق السلطان والتوجيه للرهبان. وكان يوجد أيضًا منصب رئيس بيت، وكانوا يخدمون كرؤساء للبيوت المنفصلة، وهم الذين يعرفون أو يلقبون بلقب "أب البيت" أو "أم البيت". وأيضا يوجد لكل بيت رئيس مساعد للأب أو الأم. وكل الرهبان الباقين (رجالًا أو نساء)، كانوا يقسمون بحسب مدة أقامتهم بالدير، فمنهم الأكبر سنا والأصغر سنًا (ليس في العمر، بل في مدة إقامته بالدير). وعلى كل الشيوخ والآباء والأمهات، تقديم تقرير إلى الأنبا شنودة عن كل النشاطات بمجموعاتهم، وبالذات تقارير عن التعديات التي تحدث. وتقاريرهم تعتمد على تفتيش شهري للرهبان (رجالا أو نساء) في قلاليهم، حيث يتم ضبط أي أكل مهرب، أو أي تعديات أخرى للقوانين الموضوعة. وقد كان للقيادات النسائية بعض القوة أو السلطان بعيدًا عن الأنبا شنودة أو رسله، للتأثير في حياة الراهبات في مجموعاتهن المنفصلة. الشيوخ النساء مثل الشيوخ الرجال، لهن الحق في زيارة الأنبا شنودة، أو إرسال رسل له، وأيضا يمكنهن إرسال خطابات إلى الأنبا شنودة. الأمهات دورهن بوضوح هو مسئولية تصحيح سلوك الراهبات في بيوتهن، فقط يمكنهن تحويل الحالات التي بلا حل إلى السلطات الأعلى منهن. والغرض من وجود الشيوخ والأمهات والآباء، هو لمساعدة الدير أن يقوم بعمله طبقا للخطوط الأساسية لقانون الدير. وبالرغم من أن النساء القائدات كان لهن القوة والسلطان في قيادة الراهبات، إلا أنهن لم يكن دائما على الصورة التي توقعها الأنبا شنودة. وهذه القوة هى التي دفعت الأنبا شنودة إلى أن يفكر في إقناعهن بأن طاعته هي تساوى طاعة الله. ففي أحد تعاليمه للرهبان (رجالًا ونساءً)، ذكر لهم أن الله سيكون في شركة فقط مع الرهبان الذين يطيعون الأنبا شنودة، ويتبعون الحياة التي رسمها لهم. أصر الأنبا شنودة في عظاته أن يخلق مسافة بين الرهبان جميعًا، وبين الله والأنبا شنودة كقائدين لهم. وأكمل ليؤكد أن قوانين الدير موضوعة من عند الله ذاته، ومن لا يطع هذه القوانين يعتبر عدوا. وأيضا صلابة الرهبان والراهبات، دفعت الأنبا شنودة لعقابهم بطريقتين:
ولكنه لم يكن يستخدم هاتين الطريقتين في العقاب، إلا إذا تكررت الأخطاء والتعديات. وأخيرًا: يمكننا القول إن الرهبان (رجالا أو نساء) كانوا يقسمون ليس بحسب جنسهم رجالًا أو نساءً، بل بحسب الرهبان (رجال أو نساء) المخلصين في تبعيتهم، أو المعارضين. |
||||
23 - 07 - 2014, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رهبنة البنات في الفترة من القرن الثاني إلى القرن الثامن الميلادي
مراجع المقال
(2) Rebecca Krawiec (2002): Shenoute and the Women of the While Monastery. (3) Janet Timble The State of Research on the Career of Shenoute of Atripe. (4) Aziz S. Atiay (1991): The Coptic Encyclopedia, Volume 3, Page (736-770). (5) Massimo Capuani (2002): Christian Egypt, Coptic Art and Monuments through two Millennia with contributions by: Otto F. A. Meinardus and, Marie-Helene Rutschowscaya. Edited and introduced by: Gawdat Gabra, pages (201-207). The American University in Cairo Press. (6) قصة الكنيسة القبطية، الجزء الأول، إيريس حبيب المصري. الناشر: مكتبة كنيسة مار جرجس باسبورتنج. |
||||
|