حديثها عن بعض الإرشادات للحياة في القلاية
- " كيف تكون الحياة عمومًا في القلاية؟ لا تغيري مكانك، لأن هذا يسبب ضرر كبير. مثل الدجاجة التي تقوم من على البيض فإنها تعرضه للرياح فلا يفقس، هكذا العذراء المتوحدة تقبل الموت بالإيمان، ولا تتحمس للانتقال من مكان لمكان.
95- لا يخدعك تنعم الأغنياء في العالم، فتتمسكي بامتلاك أي شيء مفيد بغرض التمتع بالكرامة من الآخرين. لأن الامتناع عن اقتناء هذه الأشياء الباطلة يجعلني أسمو عن الاهتمام بالغنى، لأنه قال: "النفس الشبعانة تدوس العسل" (أم 27: 7). فلا أتخم من الخبز ولا أشتهى الخمر.
96- ثلاث أشياء يضرب بها العدو رأس أي واحدة لكي يسقطها: الشهوة والحزن والمحنة. ومن أجل أن يغريها العدو لكي تتبعه، فإنه يجعلها تحتفظ بمتع قليلة وشهوة ضعيفة، إلى أن تتمم الشهوة بالجسد، فيتسلط على النفس ويهيئها للدخول في الحزن. فلا تعطى فرصة للشهوة أن تعمل فيك فتتخلصين من الأشياء الأخرى. وإذا أخذ العدو فرصة من البداية وانحنيت له، فإنه سيعلن في المرة الثانية عن مكافأة لمثل هذه الأعمال ولا يعطى فرصة للنفس مطلقًا أن تقوم من سقطتها، لأنه مكتوب: "لا تصيٌر للمياه مخرج" (حكمة يشوع بن سيراخ 25: 25).
97- والأشياء التي تنفع واحدة قد لا تفيد الكل، لأنه قال:"واحد يعتبر يومًا دون يوم وآخر يعتبر كل يوم" (رو 14: 5). لأن واحدة تستفيد من الحياة العامة كثيرًا، وأخرى تجد نفسها مستفيدة أشياء أخرى من حياة الوحدة. مثل النباتات الصغيرة التي تنمو بقوة إذا وجدت في أماكن متوفر بها الماء، ونباتات أخرى تستطيع أن تستمر في الأماكن الجافة، هكذا البشر البعض منهم يمارسون عملهم في الأماكن المرتفعة (البعيدة عن العالم)، وهؤلاء يخلصون بالاتضاع، كثيرين من الذين يعيشون في صخب المدينة يشعرون بفراغ داخلي، وكثيرون يعيشون في الجبل يمارسون أعمال تسبب لهم الهلاك الروحي. القوة فعلًا في الأعمال الكثيرة التي تؤدى إلى الغاية من التوحد، والمتوحد يقدر أن يعيش ببصيرة بين الجميع".