|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التدرج في التسامح بين العهد القديم والجديد 3 – التسامح: قبل شريعة العهد القديم كان الإنسان ينتقم لنفسه انتقامًا مضاعفًا، حتى "قال لامك لامرأتيه عَادَة وصِلَّة. اسمعا قولي يا امرأتي لامَك. وأصغيا لكلامي. فإني قتلتُ رجلًا لجرحي. وفتى لشدخي " (تك 4: 33) أي أن لامك قتل رجلًا لمجرد أن تعدي عليه بجرح، وهكذا لم يكن للشر حدود، فمن تصاب عينيه لا يكتفي علي الإطلاق بالمعاملة بالمثل بل يحاول أن ينتقم أضعاف أضعاف، وعندما جاءت شريعة العهد القديم كخطوة في طريق الكمال حجمَّت الشر فقالت "وإن حصلت أذيَّة تُعطى نفسًا بنفس. وعينًا بعينٍ وسنًا بسنٍ ويدًا بيدٍ ورجلًا برجلٍ. وكيًا بكيَّ وجرحًا بجرح ورضًا برضٍ" (خر 21: 23 -25) فمن جُرح أو كُسر أو فُقأت عينه لا يقتل ويستبيح الدماء. أما شريعة العهد الجديد شريعة التسامي والتسامح فقالت "سمعتم أنه قيل عين بعينٍ وسن بسنٍ وأما أنا فأقول لكم لا تقاموا الشر. بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضًا" (مت 5: 38، 39).. لا تجازوا أحدًا عن الشرّ بشرّ.. إن كان ممكنًا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس. لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانًا للغضب. " لأنه مكتوب ليِ النقمة أنا أجازي يقول الرب. فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقيه. لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار علي رأسه. لا يغلبنك الشرُّ بل أغلب الشر بالخير " (رو 12: 17-21). فهل تجد كمالًا ونضجًا وصبرًا واحتمالًا أكثر من هذا؟! وهل يعُقل بعد هذا الكمال أن يعود الله بالبشرية إلي شريعة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم؟!! نادر: لقد أصبح الموضوع واضحًا تمامًا. منير: لا أريد أن أقول أن الموضوع أصبح واضحًا ومنيرًا فقط، ولكنني أريد أن أوجه الأنظار أن أستاذنا الحبيب ردَّ علي القائلين بأن كتابنا المقدَّس فيه الناسخ والمنسوخ، أي أن يأتي الله بشريعة أو حكم ثم يأتي بالضد له، فيعتبر هذا الضد ناسخ لما سبق الذي يعتبر منسوخًا ولا يعتد به.. حقًا أن كتابنا منزَّه عن الناسخ والمنسوخ، فعندما جاء السيد المسيح بشريعة العهد الجديد لم يلغي شريعة العهد القديم بل أكملها، ولهذا قال "لا تظنُّوا إني جئتُ لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئتُ لأنقض بل لأكَمل" (مت 5: 17). بيتر: لو قال السيد المسيح: قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم ازنوا، لكان هذا ناسخ ومنسوخ، ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق، إنما تقدم السيد المسيح بالبشرية إلى شريعة الكمال. إذًا الكتاب المقدَّس برئ تمامًا من الاتهام القائل أنه حوى الناسخ والمنسوخ، وإن شريعة الإنجيل نسخت شريعة التوراة. |
|