شهيدات عفيفات حتى وقت استشهادهن
أمّا بربتوا ورفيقاتها فقد أعدّ لهن الشيطان بقرة أنثى متوحِّشة مجنونة أبقاها العدو لهُنّ، فحينما طرحوا النساء إليها، وهُنَّ عرايا ملفوفات في شباك، ارتاع الجمهور من المنظر إذ رأوا سيّدة صغيرة لا تناسب الموقف وامرأة تساقط اللبن من ثدييها، فصرخ كل الشعب من هول المنظر، وحينئذ اضطر المسئولون أن يسحبوا النساء جميعًا ويغطوهن كلٍّ برداء يستر
جسدهن ثم ألقوهن للوحوش، وكانت بربتوا أول من ضربتها البقرة فألقتها على جنبها ومزّقت رداءها، فتساندت الشهيدة وحاولت أن تضم أطراف الرداء المُمزّق لتستر نفسها فكانت في موتها لا تقل اهتمامًا بعفتها من حياتها (ويورد المؤرخ "شاف "Schaff هذه اللمحة في قصة بربتوا دليلًا على محبة المسيحيين الأوائل للعفة والطهارة وتعلّقهم بها).
وأشارت إلى الواقفين تطلب دبوسًا وأصلحت شعرها، وكأنما عروس المسيح لا ينبغي أن تستشهد وهى غير مهندمة، أو حتى لا يُظَن بها أنها تنوح في ساعة الغلبة والمجد.