ما هي التصرفات التي يجب مراعاتها قبل الاعتراف وأثناء الاعتراف؟
أهم تصرف يجب أن يسلك فيه الإنسان طوال حياته وليس في الاعتراف أو ما قبله فقط هو الخشوع المستمر.
إذا الإنسان سلك بهذا الأسلوب المسيحي.. سوف يخجل من فِعل الخطية من الأصل، وإذا وقع فيها دون ما يدري يقوم بسرعة ويُحاسب نفسه ويقف على قدميه ويقول: "لا تشمَتي بي يا عَدوَّتي، إذا سقَطتُ أقومُ" (مي7: 8).
أما قبل الاعتراف مباشرة فيجب على كل واحد منَّا:
*محاسبة نفسه بتدقيق وبجدية وبدون أن يعطي لنفسه أي أعذار أو يختلق لنفسه بعض الأعذار في كثير من الخطايا التي وقع فيها.
*يُحاسب الإنسان نفسه ماذا فعل من خطايا.
*ويكتبها في ورقة إذا كان خائفًا من النسيان كما قلنا.
*ويفحص فكره وتصرفاته كلها في الفترة التي لم يعترف فيها.
*ويقدم عنها توبة لله في صلاة فردية داخل غرفته الخاصة قبل ذهابه لأب اعترافه.
هذا ما فعله الابن الضال.. "فرَجَعَ إلَى نَفسِهِ وقالَ: كمْ مِنْ أجيرٍ لأبي يَفضُلُ عنهُ الخُبزُ وأنا أهلِكُ جوعًا! أقومُ وأذهَبُ إلَى أبي وأقولُ لهُ: يا أبي، أخطأتُ إلَى السماءِ وقُدّامَكَ، ولستُ مُستَحِقًّا بَعدُ أنْ أُدعَى لكَ ابنًا. اِجعَلني كأحَدِ أجراكَ" (لو15: 17-19).
وبعد أن يحاسب الإنسان نفسه بدقة ويفحص فكره جيدًا يذهب لأب اعترافه لكي يقدم توبة أمامه.. "فقامَ وجاءَ إلَى أبيهِ. وإذ كانَ لم يَزَلْ بَعيدًا رَآهُ أبوهُ، فتحَنَّنَ ورَكَضَ ووَقَعَ علَى عُنُقِهِ وقَبَّلهُ. فقالَ لهُ الاِبنُ: يا أبي، أخطأتُ إلَى السماءِ وقُدّامَكَ، ولستُ مُستَحِقًّا بَعدُ أنْ أُدعَى لكَ ابنًا" (لو20:15-21).
*يقدم الإنسان توبة بقلب نادم على كل خطأ وقع فيه.
*ويكون خاشعًا في كلامه واعترافه.
*نادمًا - احساس المذنب- كل ما ينطق به يكون بالفعل نادمًا عليه ومعترفًا بخطئه فعلًا.
*ويكون الإنسان مركزًا كلامه كله في خطاياه وأخطاءه هو وليس على خطايا الآخرين.
إننا نرى البعض قد يأخذون وقتًا طويلًا في الاعتراف ويكون اعترافهم عبارة عن سرد لأخطاء مَنْ حولهم ومَنْ يتعاملون معهم.
يحضر شخص للاعتراف.. ونجده يحكي بعض القصص التي تستغرق وقتًا طويلًا،يحكى قصة بكاملها وكل ظروفها، ويسرد كل تصرف حدث من كل شخص اشترك في هذه القصة، ويُعلق بعض التعليقات على هؤلاء الأشخاص، ومَنْ منهم مذنب ومَنْ منهم بريء، وينصب ميزان الحكم على الآخرين.. بل من الممكن أن يخرج من هذه القصة إلى قصة متعلقة بها ويكون فيها أشخاص آخرين، ويتخذ معهم نفس الأسلوب الذي اتخذه مع الآخرين.. وفي كل هذا لا يسرد ماذا فعله هو، أو ما الخطأ الذي صدر منه الذي جعله يسرد هذه القصة الطويلة التي استغرقت حوالي النصف ساعة.
وفى آخر جلسة الاعتراف يكون هذا الشخص جلس مع أب اعترافه جلسة مودة وصداقة يحكي له قصص وحكايات، ولم يعترف بخطية واحدة.
هل هذا يعتبر اعتراف؟ أب اعترافك في هذه الحالة يصلي التحليل لمَنْ - لك أم للآخرين الذين اعترفت بأخطائهم؟
ومن الممكن أن الإنسان يكون تفكيره عن أب اعترافه أنه هو حلال المشاكل.. أذهب إليه عندما أقع في مشكلة.. أو حينما أكون متضايق من موضوع ما.. أجري عليه وأحكي معه.
وذلك في وقت الاعترافات وليس في أي وقت آخر.. وهذا هو الخطأ.. لأنني أستهلك وقت باقي المعترفين في هذه المشاكل.
أريد أن أقول يجب أن نميز بين أب الاعتراف وبين الصاحب أو الصديق الذي أتكلم معه في أي شيء يخصني.