|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرسالة الثامنة إلى أحبائي في ربنا: اكتب إليكم كأبناء أعزاء، لأنه حتى الآباء الذي بحسب الجسد يحبون أبنائهم أكثر حينما يشبهونهم، وهكذا أنا أيضًا بقدر ما تزدادون تشبهاً بي، أتضرع إلى الله كي يعطيكم أنتم أيضاً ما أعطاه لآبائنا المباركين، وأصلي لكي أحضر أنا إليكم، كي أسلمكم أيضاً أسرارًا أخرى لا استطيع أن اكتبها إليكم على الورق. وداعاً في سلام مع أبو المراحم كي تنالوا أنتم أيضاً العطية التي نالها آباؤكم. فإن كنتم تريدون أن تنالوها، سوف تسلمون نفوسكم لتعب الجسد ولتعب القلب، وترفعون أفكاركم إلى السماء ليلاً ونهاراً، متضرعين من كل قلوبكم من أجل (نوال) الروح القدس، وسوف يُعطى لكم، لأنه هكذا كان الحال مع إيليا التشبيتي وأليشع وباقي الأنبياء الآخرين جميعاً. واحذروا لكي لا يدخل أبدًا إلى قلوبكم أفكار شك قائلة: "من يستطيع أن ينال هذا؟" لذلك لا تسمحوا لهذه الأفكار أن تدخل إلى أذهانكم، بل أطلبوا في استقامة وسوف تنالون، وأنا أبوكم، سوف أصلي من أجلكم كي تنالوه، لأني أعرف أنكم كفرتم بذواتكم لكي تنالوا هذا، لأن من يتعب ويجاهد في كل جيل، ينل هذا الروح عينه، الذي يسكن في هؤلاء المستقيمي القلوب. وأنا أشهد لكم أنكم تطلبون الله بقلب مستقيم، وعندما تنالون هذا الروح، سوف يعلن لكم أسرار السماء، لأنه سيكشف أموراً كثيرة لا استطيع أن أخطها على الورق، لكن سوف تتحررون من كل خوف، وسوف يغمركم فرح سماوي، وهكذا ستكونون كأناس قائمين فعلاً في الملكوت بينما لا تزالون في الجسد، ولن تحتاجوا إلى أن تصلوا لأجل أنفسكم بل لأجل الآخرين، لأن موسى، بعد أن نال الروح القدس، صلى من أجل الشعب قائلاً لله "إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ" (خر32: 31)،وهكذا ترون أن اهتمامه كان أن يصلى من أجل الآخرين بعد أن بلغ هذه القامة. لكن قليلين فقط من بين الكثيرين نالوا هذه القامة حتى يصلوا من أجل أقاربهم، وأنا لا استطيع أن أكتب إليكم عن كل هذه الأمور، لكنكم حكماء وتفهمون كل شيء، وعندما أحضر إليكم سوف أخبركم عن روح الفرح وكيف تنالونه، وسوف أشرح لكم كل غناه الذي لا أستطيع أن استودعه للورق. وداعاً في روح الحياة، متمنياً لكم نمواً وازدياداً في القوة يوماً فيوماً. |
|