|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تطويب و تكريم الشهداء في الطقس القبطي إنَّ السر في تطويب الشُهداء هو أنهم يُمجِّدون الله بموتِهِم، كما يقول الإنجيل بخصوص استشهاد بطرس الرسول: ”مُشيرًا إلى أيَّة مِيتة كان مُزمِعًا أن يُمجِّد الله بها“ (يو 21: 19).. لقد اعتبر هرماس ”أحد الآباء الرسوليين“ أنَّ الاستشهاد والشهادة عمل يفوق الوصايا، لذلك يكون جزاؤُها فائِقًا ومجدها أكثر ودالَّتها أوفر. ليس هذا فحسب بل والشهيد مُطوب بحسب قول الرب: ”طوبى لكم إذا عيَّروكُم وطردُوكُم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذِبين. افرحوا وتهلَّلُوا....“ (مت 5: 11-12). ولأنَّ كنيستنا كنيسة شَرِكَة مع القديسين، وشَرِكَة مع جماعة المُؤمنين لذلك فيما نحن نُطوِب الشُهداء نطلُب صلواتهُم وطِلباتهُم في ديالوج رائِع، وكذلك يطلُب القديس أغناطيوس قُبيل نواله إكليل الشهادة ”ليتَ روحي تتقدَّس بصلواتكُم ليس الآن فقط، بل وعندما أبلُغ الله مقصدي“. وأكَّد القديس أُغسطينوس في كتابه ”مدينة الله“ إنَّ أقدر من يُمثِّل جسد المسيح كذبيحة هم الشُهداء، لذلك فيما نحن نُكرِمهُم، نُكرِّم المسيح، الذي أخبرنا أنَّ من يُكرِّمهُم يُكرِّمه هو شخصيًا. كذلك القديس مارأفرآم السُّرياني، طوَّب الشُّهداء وتشفَّع بالأربعين شهيدًا الذين من سبسطية. ومن فرط تكريم الكنيسة لتطويب الشُهداء نجد القديس فم الذهب يحِث رَعِيته قائِلًا: ”أكثِروا من تردُّدكُم على أماكن الشُهداء حيث فيها الصحة لأجسادكُم والسلام لنفوسكُم“. لذلك تشمل ليتورچيات الكنيسةقراءِة سِيَر الشُّهداء في السنكسارcuna[arion وتطويبهُم، فيقول القديس باسيليوس الكبير ”امدح الشهيد بكل إخلاص لكي تنمو محبة الاستشهاد في قلبك وتنال دون أن تذوق الاضطهاد، أو حريق النار أو ضرب السِياط، نفس المُجازاة التي فاز بها هؤلاء الشُهداء“. وتُعلِّمنا الكنيسة أن نُطوِّبهُم ونُوقِد لهم الشموع، وأن نطلُب بأسمائِهِم، ونذكُر أعمال شهادتِهِم ونجمع مديحنا ونكتُب أسماءنا في سِجِل فخرِهِم. وللقديس فم الذهب تعليم جميل عن كيفية تطويبنا للشُّهداء فيقول: ”إنَّ احتفالاتنا وتطويبنا للشُّهداء لا يكون في تناوُب الأيام فقط بل بمعرِفة كمالاتِهِم، هل اقتديت بالشهيد؟ هل غِرت من فضيلته؟ هل ركضت في نهج تعاليمه؟ وإلاَّ فليست الأيام أيام تطويب الشُهداء، وأنت لم تحتفِل بعيد الشهيد لأنَّ كرامِة الشهيد في الاقتداء به، وتطويبنا للشُّهداء في أن نمتثِل بهم“. |
|