الكنيسة القبطية في الخارج
أحد المظاهر الرئيسية للمجتمع المصري بوجه عام، والأقباط علي وجه الخصوص هو انسحاب أعداد كبيرة إلي الخارج للهجرة أو للعمل.. وقد شعرت الدولة في مصر بأهمية هؤلاء المصريين وقدراتهم وإمكانياتهم، فأقامت وزارة خاصة بالهجرة بغية توطيد العلاقة بينهم -خاصة المهاجرين- وبلدهم. أما بالنسبة للأقباط وهم يمثلون الغالبية العظمى للمهاجرين المصريين في أمريكا وكندا واستراليا، قد بذل المتنيح البابا كيرلس السادس مجهودًا كبيرًا في رعايتهم، وجاء قداسة البابا شنودة الثالث يقدم الكثير لخدمة الأقباط المهاجرين وقد أراد أن تبقي كنائسنا في المهجر تحت رعايته شخصيا، ببذل الجهد الكثير لمساندتهم روحيًا، مدركا أهمية دور هذه الكنائس في الكرازة والشهادة للفكر الإيماني الأرثوذكسي.
لست أريد أن أعدد كنائسنا في الخارج، لكنه مع كثرتها في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا وأوروبا والدول العربية وأفريقيا.. لا يزال الكل يشعر بالحاجة الملحة لإقامة كنائس جديدة ترعي الأقباط في الخارج، فإن طاقة المباني الكنسية والرعاة تعتبر أقل بكثير من احتياجات الشعب، وذلك للسرعة غير المتوقعة لحركة الهجرة التي لا تزال مستمرة.
كان من تدبير الله لي أنه سمح لي بالخدمة في لوس أنجلوس سنة 1970، ونيويورك 1972، وملبورن 1975، وأتاوا 1986.. وكنت أود أن أكتب عن "الكنيسة بالخارج" في كتاب مستقل ويعالج كل احتياجاتها.. لكنني أكتفي الآن بعرض بسيط، لا لاستعراض ما قدمته الكنيسة في الخارج ونشاطاتها، وإنما لدراسة احتياجاتها بنظرة مستقبلية.
ليت روح الله القدوس يعطي لكل قلب من إخوتنا وأولادنا في الخارج للعمل علي بنيان الهيكل الروحي الحي العميق حتى تشب أجيال جديدة تمثل ذات الروح الأرثوذكسي بقلب ملتهب قادر علي الشهادة للإيمان المستقيم بحياة إنجيلية صادقة وفكر آبائي كنسي.