أ- نسبة الكلمات المتميزة في الأناجيل الثلاثة المتفقة هي 28000 من 48000 أي أكثر من النصف بكثير. في ق. متى 56 كلمة من كل 100 كلمة خاصين به وحده، وفى ق. مرقس 40 كلمة من كل 100 كلمة خاصين به وحده، وفى ق. لوقا 67 كلمة من كل 100 كلمة خاصين به وحده.
ب- عدد الكلمات التي يشترك فيها الثلاثة أقل من عدد الكلمات التي يتميز بها كل واحد وحده؛ فيتفق ق. متى مع الإنجيليين الآخرين في كلمة من كل سبع كلمات، ويتفق ق. مرقس في كلمة من كل 4.5 كلمات، ويتفق ق. لوقا في كلمة من كل 8 كلمات. ويوجد نصف الإنجيل للقديس مرقس في الإنجيل للقديس لوقا.
وقد برهنت هذه الدراسات على أن كُتاب الأناجيل الثلاثة الأولى قد كتبوا في أماكن مختلفة ولم ير أحدهم ما كتبه الآخران. عدا القديس يوحنا. ولو أن أحدهم أطلع على ما دونه الآخران لكان قد نقل عنه جميع الأحداث والأعمال والأقوال الموجودة فيه ولم يترك كلمة واحدة، وهذا ما لم يحدث إذ إن كل واحد منهم دون أمورًا لم يدونها غيره، أو لتجنب كل ما كتبه غيره باستثناء الخطوط العامة، كما حدث عند تدوين الإنجيل الرابع والذي اتفق مع الثلاثة المتفقين في حوالي 8% فقط وتميز عنهم في 92%.
وقد برهن ما اتفق فيه الثلاثة، وما اتفق فيه معهم القديس يوحنا على مصداقية وصحة كل ما كُتب في الإنجيل بأوجهه الأربعة، كما بهرن ما تميز بتدوينه وحده كل واحد منهم على غنى وغزارة ما عمله وعلمه السيد المسيح وأيضا على مصداقية كُتاب الإنجيل وأمانتهم وعمل الروح القدس فيهم وبهم إذ اتفقوا في كل ما دونوه لاهوتيًا وعقيديًا وجوهريًا وتاريخيًا وجغرافيًا وفكريًا بصورة تفوق الوصف.