صداقة بين قديسين معاصرين
يروى لنا ابونا القمص جوارجيوس قلته عن صداقة عجيبة تربط بين ثلاثة قديسين معاصرين
هم قداسة البابا كيرلس السادس رجل الصلاة والتسبيح وصاحب موهبة صنع المعجزات,
والقمص ميخائيل ابراهيم اب اعتراف البطاركة , والقمص بيشوى كامل مؤسس المدرسة
الروحية التى غايتها خلاص النفوس بفكر انجيلى كنسى حى .
والعجيب ان الثلاثة قد عبروا من هدا العالم فى شهر مارس , وبين كل منهم والاخر
اربع سنوات .....
اد تنيح البابا كيرلس فى 9 مارس 1971
القمص ميخائيل ابراهيم فى 26 مارس 1975
والقمص بيشوى كامل فى 21 مارس 1979
اشترك الثلاثة فى سمة الحب الفعال العملى المرتبط بروح الاتضاع الحقيقى , كما اتسم
جميعهم بالفكر الكنسى الحى والغيرة على خلاص النفس , والجهاد فى حياة الصلاة ,
مع العطاء بلا حدود وبدل النفس من اجل السيد المسيح .
اشترك الثلاثة فى التزامهم بالجهاد بلا توقف فى فترات المرض خاصة وهم على فراش
الموت ... وفيما يلى بعض القصص تكشف عن صداقتهم , مع اتضاعهم العجيب :
+ جاء احد الاباء الكهنة من الصعيد لمقابلة البابا كيرلس ونوال بركته , وكان القمص ميخائيل ابراهيم متواجدا معه
.. واد سأل الكاهن بركة ابينا البطريرك اجاب بكل اتضاع
اباركك وابونا ميخائيل موجودا ؟
خد البركة من ابونا ميخائيل .....
صداقة روحية مع اتضاع عجيب ...
البابا لايود ان يبارك فى حضرة كاهن قديس .
وكان قداسة البابا ادا ماالتقى بأحد زملاء ابينا القمص ميخائيل ابراهيم يقول له :
يابختك انت بتصلى مع البركة كلها .
ويروى لنا ابونا جاورجيوس ماحدث معه قبل سيامته كاهنا :
فى يوم الثلاثاء الموافق 9 مارس 1971 علمت وانا فى عملى بأنتقال قداسة البابا
كيرلس فحزنت ودخلت الى الكاتدرائية المرقسية لاخد بركة مشاهدة جثمانه الطاهر
ثم توجهت الى كنيسة مارمرقس بشبرا , وبينما انا جالس بمفردى افكر فى هدا
الحدث المفزع والضيق والحزن يملآن نفسى ..
وكان ابونا ميخائيل ابراهيم ايضا قد
داهمته دبحة قلبية مند ايام , والاطباء يمنعون زيارته مهما كان السبب ...واد بحفيد
ابينا ميخائيل يأتى حاملا رسالة لى من ابينا ميخائيل ابراهيم بأنه يريد مقابلتى لامر
هام .. دهبت الى بيته القريب من الكنيسة مسرعا فأخبرتنى ابنته همسا الا اخبره
عن انتقال سيدنا البابا حتى لاتتأثر صحته .. فلما دخلت حجرة نومه ..
طلب منى ان
افتح الدولاب واخد مظروفا به نقود تبرعات للطلبة المحتاجين , وكان مكتوبا عليه اسماء
المتبرعين لكى اكتب لهم الايصالات ... وعندما اردت الانصراف طلب منى البقاء بعض
الوقت لنتحدث ... واثناء الحديث عن الخدمة وغيرها فاجأنى قائلا :
" انت عرفت ان قداسة البابا وصل الى السماء ؟ فسألته عمن اخبره فلم يقل لى
غير انه اضاف قائلا يابخته عقبالنا لما نوصل " وكان وجهه مشرقا بفرح عظيم .
ولما اردت الانصراف طلب منى ان اقف واصلى وانا علمانى فأعتدرت ولكنه اصر .......
فصليت واخدت بركته ..
+ اما علاقة ابينا بيشوى كامل بأبينا ميخائيل ابراهيم فيقول :
انه فى يوم انتقال ابينا ميخائيل بقى جثمانه فى الكنيسة يومين , وابونا بيشوى كامل
بجواره يصلى المزامير .. ويرتل تسبحة نصف الليل ويرفع القداسات .. كانت نظراته
تعبر عما فى داخله وكأنه يقول له "سنتقابل قريبا فى حضرة السيد الرب " .
قبيل سفرى الى استراليا عام 1975 سافرنا معا الى ابينا ميخائيل .. وبعد ان اعترفنا
لديه لاخر مرة اصر ان نقرأ نحن له التحليل , ولم نحتمل دلك فأمسك بيد ابينا بيشوى
ووضعها على رأسه وامره ان يقرأ له التحليل .
بركة صلوات وشفاعة البابا كيرلس وابوبنا ميخائيل ابراهيم وابونا بيشوى كامل تكون
معنا جميعا امين يارب
مكتوب من مجلة عذراء الزيتون - النمسا