منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2014, 01:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
مقدمة
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
القيامة هي إعلان الحياة الأبدية؛ الحياة الجديدة للإنسان، وهي العبور بطبيعتنا من الموت. وإمكانية الانتصار على الموت والانتصار على سلطان المادة وسلطان العالم، بل هي أيضًا التحرر من كل معاناة هذا الزمان الحاضر، وانطلاق طبيعتنا من هبوطها ومعاناتها إلى مجدها وفرحها وانتصارها وتحررها من كل رباطات الخطية والموت، وكل هذا تم في شخص السيد المسيح الذي حمل خطايا البشرية في بشريته الخاصة ودفنها في قبره، ثم قام حيًا من الأموات، فهو الذي "أبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2تي1: 10).
وفى القيامة نرى؛ كيفية انتصار الحق الذي في المسيح على مملكة الظلمة؛ سواء بسلطانها المنظور أو سلطانها غير المنظور.
لقد أراد مسيحنا القدوس غير الزمنى بلاهوته أن يدخل إلى الزمن بتجسده من العذراء القديسة مريم، ثم يمسك بالزمن في قبضته وبالأبدية في القبضة الأخرى ليجعل من الحاضر مستقبلاً، ومن المستقبل حاضرًا حتى تاهت عقول التلاميذ وهم يبصرون الحي الذي كان ميتًا وها هو حي إلى أبد الآبدين،وتغنى حبيبه يوحنا الرسول الإنجيلي متجليًا بالروح القدس فقال: "الَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" (1يو1: 1، 2).
كيف أمكن للتلاميذ وهم تحت الزمان أن يمسكوا بالأبدية؟ إنها القيامة التي تخطت كل حدود الزمان لتُعلِن أن الزمن سوف ينتهى، ولترفع الذين يئنون الآن تحت الزمان ليتطلعوا بأعينهم في إشراقة الأبدية وكأنهم قد اقتبلوا عربونها في لقائهم المبهر مع الرب القائم وقد وهب كنيسته هذا العربون في تاج الأسرار: في إفخارستية الذبيح الحي الكائن والذي كان والذي يأتى القادر على كل شيء.
رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

الله هو النور الحقيقي
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
قال معلمنا يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ. وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ" (يو1: 4، 5). وقال عن مجيئه إلى العالم "كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إلى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إلى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" (يو1: 9-11).
وقال أيضًا "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ... وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقّاً" (يو1: 1، 14). لقد رآه يوحنا متجليًا على الجبل حينما أضاء وجهه كالشمس وهي تضىء في قوتها..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

أهمية النور في حياة الإنسان
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

يتكلم السيد المسيح أنه قد جاء نورًا للعالم فقال: "أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إلى الْعَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ" (يو12: 46) وقال "فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلا يُدْرِكَكُمُ الظّلاَمُ" (يو12: 35). وقال أيضًا عن إشعياء النبي إنه تكلم عن اليهود الذين لم يؤمنوا بالسيد المسيح وقال عنهم: "قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ" (يو12: 40، انظر إش6: 10)، قال إشعياء هذا الكلام عندما رأى مجد الله وتكلم عنه.. هذا كله يدُلنا على أهمية النور..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

ظهور الملائكة في أنوار سمائية

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
مع حديث السيد المسيح الذي نطق به عن أهمية النور في حياة الإنسان ومع تذكرنا لأحداث القيامة المجيدة، نقرأ في إنجيل متى "عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. فَأجاب الْمَلاَكُ وقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ" (مت28: 1-7)، إن الملاك الذي ظهر ودحرج الحجر عن فم القبر وجلس عليه كان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج.. إنه من الأمور المبهرة أن يظهر كائن من السماء؛ مُرسل من العالم الآخر؛ لأناس يعيشون على الأرض.
ونفس الأمر حدث في ليلة ميلاد السيد المسيح حينما ظهر الملاك للرعاة "وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ. وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ" (لو2: 8، 9)، تحول الليل إلى نهار، وأيضًا شعر الرعاة بالخوف لأنهم أبصروا كائنًا سمائيًا وأحاطتهم أنوار سمائية تعلن الحضرة الإلهية. يقول معلمنا لوقا الرسول في إنجيله عن الرعاة "فخافوا خوفًا عظيمًا. فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ" (لو2: 9، 10).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:46 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

أنوار الأبدية

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
عندما تظهر الملائكة؛ تظهر بنور عجيب مثل البرق، أو مصحوبة بنور الرب المبهر عند حلول مجده؛ ويخاف البشر من رؤيته.. وهذا الظهور يعطينا فكرة عن أنوار السماء {الله هو نور وساكن في النور وملائكة نور تسبحه} (ثيئوطوكية يوم الاثنين qeotokia).
بل ظهور الملائكة أيضًا في هذا النور أو مع هذا النور المبهر؛ يعطينا فكرة عن أنوار الأبدية كما قال السيد المسيح عن الأبدية "حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ" (مت13: 43)..
لهذا حينما قال السيد المسيح"أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إلى الْعَالَمِ" (يو12: 46)، فإنه يريد أن يجذب إنتباهنا إلى الحياة الأبدية. وكان يقصد النور هنا من زوايا عديدة مثل نور القداسة الذي أشرق في حياته باعتباره "قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ" (دا 9: 24).
أما في القيامة فنتأمل في النور من زاوية أن البشرية بدأت تتلامس مع حنان الله وحبه الذي يحررها من مخالب الموت، وتتلامس مع حقيقة الحياة الخالدة أو الأبدية التي يقدّمها لها بكل سخاء وبكل محبة.. إشراق فجر جديد، إشراقة حقيقة جديدة تلامست معها البشرية وعاشتها.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

فجر جديد

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
هذه الأنوار التي ظهرت عند القبر تعلن بداية فجر جديد في حياة البشرية، فالموت ظلمة والحياة نور، الجهل ظلمة والمعرفة نور، عدم الإيمان ظلمة والإيمان نور، الباطل ظلمة والحق نور، الخطية ظلمة والبر نور.. فبالقيامة قد أشرق فجر جديد على البشرية.
ولهذا فإن معلمنا يوحنا الرسول كتب في رسالته عن ظهور السيد المسيح بعد القيامة وقال: "الَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" (1يو1: 1-2).
الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا هي حقيقة القيامة، فقد أشرق نور على البشرية.
وكتب أيضًا معلمنا بولس الرسول عن نفس الحقيقة فقال: "الَّذِي خَلَّصَنَا وَدَعَانَا دَعْوَةً مُقَدَّسَةً، لاَ بِمُقْتَضَى أعْمَالِنَا، بَلْ بِمُقْتَضَى الْقَصْدِ وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَقَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ.وَإِنَّمَا أظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2تي1: 9، 10).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

نور الحقيقة
كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي


عندما ظهر السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة، لم يشأ أن يكون ظهوره بهيئة مثل منظره المنير جدًا على جبل التجلى، لكنه ظهر بصورة تؤكد لهم أن الذي قام من الأموات هو جسد حقيقى، ولذلك قال لهم المسوا الجراحات الموجودة في جسدى لتتأكدوا.. في حين أن الملاك الذي ظهر عند القبر قبل ظهور السيد المسيح للتلاميذ كان بصورة نورانية عجيبة جدًا أزعجت الحراس "وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ" (مت28: 3، 4)، ولكن السيد المسيح اختار أن لا يظهر بهذه الصورة شديدة النورانية لكي لا يظنوا أن كائنًا آخر غريبًا قد أتى إليهم من السماء وليس هو المسيح الذي ولد من العذراء مريم وصلب وقام من الأموات..
النور الذي نتعارف عليه هنا؛ هو نور الحقيقة، وليس مجرد رؤية نور مبهج. لقد كان من الممكن أن يظهر السيد المسيح بنور أقوى من البرق الذي ظهر به ملاك القيامة لكنه تعمّد أن يجعل التركيز هنا على نور الحقيقة، فلهذا عندما يقول يوحنا الرسول "فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" (1يو1: 2) فهو يريد أن يقدّم إشراقة الحياة الجديدة كحقيقة تلامس معها يوحنا كأحد الرسل، ولذلك قال: "الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا" (1يو1: 1).
بهذا أوضح وجود النور الذي يسمى نور الحقيقة، ليس هو مجرد النور الذي يعبّر عن البهاء أو المجد، بمعنى أنه نور ساطع أو نور مثل البرق..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:49 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

نور القيامة في حياة الرسل والقديسين

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
وهكذا خرج الرسل تلاميذ السيد المسيح لكي يكرزوا بهذه الحقيقة التي تعايشوا معها أربعين يومًا بعد قيامة السيد المسيح من الأموات إلى أن صعد أمام أعينهم إلى السموات بمجد عظيم..
هذه الفرحة التي ألهبت قلوب التلاميذ لكي يخرجوا ويكرزوا في كل مكان بقيامة المسيح من الأموات هي التي ينبغي أن نحياها ونحن نحتفل بعيد القيامة ونعيش هذه الأيام المقدسة..
وهكذا كانت القيامة في قلوب القديسين، فالقديسة الشهيدة دميانة مثلاً، إذ كانت القيامة بالنسبة لها سببًا رئيسيًا في وقوفها بشجاعة أمام ضابط الإمبراطور الروماني الطاغية ديقلديانوس لكي تتمسك بإيمانها بالله وترفض السجود والتبخير للأوثان؛ لأن إيمانها بالقيامة كان نورًا ساطعًا ينير طريقها ويشرق في حياتها. وهذا هو السبب أننا نعيّد لهؤلاء القديسين في تذكار شهادتهم لأننا نرى تأثير القيامة في حياتهم وهذا أيضًا نور نستطيع أن نحتفل به.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

يُعلن أسراره للقلوب الوديعة

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
قال السيد المسيحلتلاميذه"سلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا... لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إلى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي" (يو14: 27، 28).. قول السيد المسيح "أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي" قد أتعب الهراطقة مثل أريوس، ويدّعون بأن الابن ليس مساويًا للآب في الجوهر وأن الآب أعظم من الابن، ويستشهدون بهذه الآية.
فمن المعروف في أقوال الآباء أن الإنسان المتكبر يسقط في التجديف لأن العجرفة تعمى العقل والبصيرة عن فهم أسرار الله. أما المتواضع فيعلن له الله دائمًا في قلبه وفي عقله أسراره الإلهية، فقد قال السيد المسيح عن البسطاء لأبيه السماوي "أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ، كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ" (مت11: 25-27).
يقول السيد المسيح ليس أحد يعرف الآب إلا الابن، ولا من هو الابن إلا الآب، ولذلك يجب ألا يدّعى أحد المعرفة ويقول أنا أعرف الآب والابن، ومن هو الآب ومن هو الابن. فالله يعلن هذه المعرفة للبسطاء وللأطفال الصغار، يعلن للقلوب الوديعة والقلوب المتواضعة أسرار اللاهوت وسر الثالوث القدوس في بساطة كاملة. أما أريوس فاعتبر هذه الآية كارثة لكي يضرب بها الكنيسة التي تؤمن بوحدانية الآب والابن والروح القدس في اللاهوت وأن الابن مساوى للآب في الجوهر مثلما نقول في قانون الإيمان..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2014, 01:51 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي

أخلى الابن ذاته

كتاب أنوار القيامة - الأنبا بيشوي
ولتوضيح الأمر؛ كان السيد المسيح يقصد أن يقول لتلاميذه إنه ترك مجده الذي كان منذ الأزل، وهذا ما عبّر عنه في حديثه مع الآب بعدها بقوله: "الآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ" (يو17: 5)، بمعنى؛ قد أخفيت مجدى الخاص بى في السماء، وأخليت ذاتى بالتجسد في صورة عبد وأتيت على الأرض ومجدتك؛ فمجدني بعد إتمام الفداء عند ذاتك، بمعنى أن يُحاط ناسوته القائم من الأموات بمجده الأزلى عند صعوده إلى السماء.
ويقول أيضًا "أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ، فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضًا" (يو12: 28)، بمعنى إن اسم "الآب" يتمجد بتمجيد "الابن" كنتيجة تلقائية.
فحين قال لهم "لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إلى الآبِ" (يو14: 28) أي أمضى إلى مجدى الذي خرجت منه لأنى أتيت إلى العالم في حالة من الإخلاء والاتضاع بعيدًا عن المجد، فإن كنتم تحبونني لكنتم تفرحوني بأني بجسد قيامتي أعود إلى مجدي الذي أخفيته تدبيريًا ومؤقتًا بالتجسد لقصد إتمام الفداء.
والمقصود بقوله "أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي" (يو14: 28) أن الآب كائن حاليًا في المجد، والابن حاليًا على الأرض في وسط البشر وبجسد قابل للموت والألم، كل هذا اقتضى منه إخلاء ذاته وإخفاء مجده الإلهى، وإلا فلن يستطيع أحد أن يلمسه أو يأتي إليه مطلقًا أو يتطاول عليه بالقبض والجلد والضرب والصلب. فحين صعد إلى جبل التجلى تغيرت هيئته أمامهم وصار وجهه يلمع كالشمس وهي تضيء في قوتها، وهذا ليس ملء مجد الابن الوحيد بل شعاع من مجده. أما ملء مجده فلا يحتمل البشر رؤيته على الأرض لأنه قال لموسى النبي عن ذلك "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ" (خر33: 20)، وقد شرح بطرس الرسول عن موقف التجلي للرب يسوع المسيح فقال: "إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ" (2بط1: 17)، وأوصاهم السيد المسيح أن لا يخبروا أحدًا بما نظروه حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات.. فهذا التجلي بكل روعته هو شعاع بسيط جدًا من مجد السيد المسيح، ولو أعلن مجده بالكامل فمن الممكن أن يحترق العالم بأسره ولا يحتمل أن يراه. فقال لهم لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون أنى أعود إلى أبى من حيث خرجت "خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إلى الْعَالَمِ وَأَيْضًا أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إلى الآبِ" (يو16: 28).. من السهل أن يفهم الأطفال البسطاء هذه العبارة، فهو يقول كنت في السماء ممجدًا وأخليت ذاتي وأخذت شكل العبد، فأخفيت مجدي الإلهي بستار الناسوت في وجودي على الأرض متجسدًا، فلو كنتم تحبونني؛ لكنتم تفرحون بأنني ذاهب بناسوت إلى أعلى السماوات حيث يمكن أن يحاط هذا الناسوت بمجدي الأزلي،ولكن لم يفهم أريوس بالرغم من درجته الكهنوتية، وبالرغم من أنه معلم وواعظ. فقال منكرًا مجد الابن الوحيد الجنس: [الآب أعظم من الابن، والابن غير مساوٍ له في الجوهر] ودخل في هرطقته وأنكر لاهوت السيد المسيح.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب القيامة المذهلة ودلالتها - القمص بيشوى عبدالمسيح
كتاب برمهات تسعة وعشرين (البشارة - القيامة) أبونا بيشوى كامل
كتاب تأملات في القيامة - الأنبا بيشوي
كتاب خواطر ميلادية - الأنبا بيشوي
كتاب المسيح في سفر إشعياء - الأنبا بيشوي


الساعة الآن 09:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024