منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 03 - 2014, 03:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات

وكما يبدأ المزمور الكبير الذي يتحدث كله عن وصايا الرب وأحكامه بالتطويب بعبارة "طوباهم الذين بلا عيب في الطريق.. طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه" (مز118: 1، 2)، هكذا أيضًا بدأ السيد المسيح وصاياه بالتطويبات وقال: "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات" (مت5: 3). وكأن الموعظة على الجبل هي السجل العملي لما سبق أن أنبأ عنه المزمور الكبير بقوله "طوباهم الذين يفحصون عن شهاداته ومن كل قلوبهم يطلبونه".
وقد اختار السيد المسيح أن يبدأ تطويباته الإلهية بتطويب المساكين بالروح.. لأن أساس كل فضيلة مقبولة عند الله هو الاتضاع والمسكنة بالروح. أو بمعنى آخر إن أي فضيلة تخلو من الاتضاع؛ لا تحسب فضيلة على الإطلاق.
أراد السيد المسيح أن يحارب الكبرياء التي كانت سببًا في سقوط الإنسان ومعصيته، لهذا طوّب المسكنة بالروح قبل أن يطوّب باقي الفضائل مثل فضيلة الصبر على الأحزان أو فضيلة الشوق إلى البر أو فضيلة الرحمة.. إلخ.
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات
المسكنة بالروح


طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات
المسكنة بالروح؛ مقصود بها الاتضاع الحقيقي النابع من الروح. أي ليس الاتضاع الظاهري في الجسد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأن هناك من يتواضعون بأجسادهم -مثل أن يلبسوا الثياب الرثة أو المهلهلة- ولكنهم يستكبرون في قلوبهم. الاتضاع الحقيقي هو الذي ينبع من القلب حيث ينسحق الإنسان أمام الله شاعرًا بضعفه واحتياجه.
السيد المسيح ينطوي كلامه على تحذير من المسكنة التي ليست بالروح لأنها تضر أكثر مما تفيد. أي أن المسكنة تبدأ بالروح، ثم تؤثر على سلوك الإنسان فيتواضع أيضًا جسده مع روحه. وبهذا يزهد في الأمور العالمية والمظاهر الخارجية بطريقة نابعة من القلب وليست تظاهرًا أو تمثيلًا أو طلبًا لمديح الناس.
المسكنة بالروح معناها أن يشعر الإنسان بفقره الشديد واحتياجه إلى الله. يشعر بالبؤس والعوز مثل أي مسكين يطلب صدقة. وهو بهذا يطلب إحسانًا إلى روحه من قِبل الله القادر أن يعطى بسخاء ولا يعيّر.
لو عاش الإنسان كمسكين طوال حياته، فسيشعر بالاحتياج ولا يستغنى عن إنعامات الله وإحساناته.
وقد حذّر الرب في سفر الرؤيا من الإحساس بالاكتفاء والاستغناء فقال لملاك كنيسة اللاودكيين: "هكذا لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي. لأنك تقول إني أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبَئِس وفقير وأعمى وعريان" (رؤ3: 16، 17).
من يشعر أنه بائس يكون غنيًا بالنعمة في نظر الله، ومن يشعر أنه غنى هو بائس في نظر الله.
إن الله يقاوم المستكبرين ويرفع المتضعين كقول السيدة العذراء في تسبحتها: "أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين، أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين" (لو1: 52، 53).
ليتنا نسلك في طريق المسكنة بالروح، لأنه هو الطريق الآمن المؤدى إلى ملكوت السماوات.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات
طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السماوات
طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات


الساعة الآن 07:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024